ريمان برس - خاص -
يحق لكل يمني حر وشريف أن يفتخر بمنجزات أبائه وأجداده الذين حملوا علي كاهلهم مهمة الثورة والتحرير والتخلص من نظامي الامامة الكهنوتية والاستعمار البريطاني البغيض في واحدة من أعظم الثورات التي عرفتها البشرية في العقد السادس من القرن العشرين، وهو القرن الذي شهد ثورات تحررية وحروب من أجل الحرية والاستقلال، وحروب من أجل الهيمنة والنفوذ، فكانت أولي حروب القرن هي الحرب العالمية الاولي التي أنتهت بانهيار الدولة العثمانية التي كانت مظالمها قد فاقت الاحتمال فسقطت غير مأسوف عليها، لكن سقوطها دفع الدول الاستعمارية لتقاسم جغرافية نفوذها، وفق أتفاقية ( سايس _ بيكو) سيئة الصيت التي قسمت أهم النطاقات الجغرافية العربية بين كل من المستعمرين البريطاني والفرنسي، إلا أن طموح هذه المحاور الاستعمارية لم يكتمل بقيام الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، إضافة إلي نتيجة تلك الحرب فيما يتعلق بالمانيا التي وجدت نفسها ونفوذها وطموحها تحت دائرة التقاسم البريطاني _ الفرنسي إنطلاقا من حسابات إستعمارية خالصة، حسابات لم يفرق فيها المستعمر الفرنسي والبريطاني بين المانية الاوروبية وتركيا والعرب، ولم تكن الحرب العالمية الثانية إلا تعبيرا عن ما لحق المانيا في أتفاقية ( فرساي) لذا كان الدمار الالماني خلال الحرب لبريطانيا والاحتلال الالماني المباشر لفرنساء بمثابة رد فعل علي إهانة الدولتين للدولة الالمانية من خلال بنود أتفاقية فرساي..!
قد يسال متسائل، ويقول ما دخل اليمن بكل هذا وهي التي ظلت شمالا تحت سيطرة الامامة وتخلفها وجنوبا تحت السيطرة البريطانية وأستبدادها، مع الفارق بين النظامين طبعا وبين أستبدادهما، ففي صنعاء كان هناك نظام جاهل ومتخلف يحرم القراة والكتابة والراديوهات والصحف، ويجبر مواطنيه علي النوم بعدأنتهاء صلاة العشاء وأبواب صنعاء تغلق من وقت آذان المغرب، وفي عدن نظام يحولها ليلا إلي ( ملهي ليلي) ويبيح فيها كل المحرمات ويمنح رخص رسمية ( لبائعات الهوى) بزعم الحرية لكنه لا يحتمل حديث الناس عن الحرية والكرامة والوطن والوطنية تماما كما كان حال نظام أسرة حميد الدين الذي سمح لمواطنية بممارسات كل أشكال الدجل ومظاهر التخلف والجهل والقطرنة إتقاءا لشر ( شياطين الامام الهاربة) ولم يكن هناك ثمة شياطين بالواقع سوي الإمام وزمرته من العبيد الذين بهم أستقوي علي الشعب..؟!
في تلك المرحلة كانت اليمن ضمن حسابات المستعمرين وتحتل مكانتها في أجندتهم الاستعمارية، لكن كانوا ينضرون لسياسة التجهيل التي يمارسها الإمام في شمال الوطن بمثابة السياج الواقي الذي يحميهم ويحمي مشروعهم الاستعماري من الخطر فيما الجنوب كانت تحت وصايتهم المباشرة، كانت ثورة أكتوبر الاشتراكية قد أوجدت حراكا غربيا برؤي إستعمارية متوحشة عبرت عن نفسها في الجزائر وبلدان المغرب العربي والشام ومصر، بصورة توحش إستعماري تجاه أي خطوة وطنية قد تحدث من قبل مواطني هذه النطاقات تنتقص من المستعمر ودوره و وجوده علي الجغرافية العربية، وكما نصبت المشانق للثوار في كل أرجاء الجغرافية العربية المستعمرة، نصبت مثلها أيضا في صنعاء وتعز والحديدة من قبل النظام الامامي وكذلك في جغرافية المحميات الخليجية حيث كان التخلف والجهل لديهم يفوق ما عند إمام صنعاء أو يتماهي معه، وإذا كان هناء من صدق حكاية الإمام بانه حاكما للجن والانس، بدو نجد والحجاز صدقوا أيضا بدورهم مقولة بن سعود بان بريطانيا تدفع له الجزية سنويا ( خمسةألف جنيه إسترليني) والحقيقة أن هذا المبلغ كان يدفع كثمن لعمالة بن سعود الذي أوجدته بريطانيا ليكون حارسا لمصالحها ومصالح بقيةالقوي الاستعمارية ..؟!
يتبع
صنعاء في 3 أكتوبر 2023م |