الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
عاد من السوق يمشي  بخطوات ثقيلة وبفكر شارد حاملا بيد ( قطمة أرز عبؤة 10 ك) وباليد الأخرى (مقاضي وجبة الغداء) وعند (سور المقبرة) القريبة من منزله أوقفه صوت أنين مكبوت وصوت انثوي

السبت, 06-يوليو-2024
ريمان برس -

عاد من السوق يمشي  بخطوات ثقيلة وبفكر شارد حاملا بيد ( قطمة أرز عبؤة 10 ك) وباليد الأخرى (مقاضي وجبة الغداء) وعند (سور المقبرة) القريبة من منزله أوقفه صوت أنين مكبوت وصوت انثوي متهدج ممزوج بحزن يمزق مشاعر المستمع.. توقف باحثا عن مصدر تلك الأصوات، وبفضول ممزوج بنزق القهر الذاتي، ليجد نفسه أمام سيدة وأم في العقد الرابع من العمر تقريبا وحولها (ثلاثة أطفال وفتاة) تتراوح أعمارهم بين 4_12 عاما، كانت الصورة توحي بأنهم ينتمون لأسرة عريقة جار عليها الزمن، لم يحتمل تجاهلهم فتقدم ليسأل الطفل الأكبر عن الحال ولماذا هم في ذات المكان؟ لم يتمكن الطفل الأكبر من الرد فتجراء الأوسط فيهم وتحدث فجاء حديثه صادما للمستمع الذي وجدا نفسه أمام شريط من الأحداث مرا بها وأسرته واطفاله، وثمة سؤال قفز إلى تفكيره وهو سؤال مقارنة بينه وبين رب هذه الأسرة وهو المعروف وله علاقة واسعة ومع ذلك غالبا بل كثيرا ما يواجه أزمات منذ قررت ( النخب المجنونة) التضحية بأمن واستقرار الوطن والمواطن، فما بال الحال مع رجل يعيش على باب الله، لم يتمالك نفسه فتراجع للخلف وحمل كل ما كان يحمله وقدمه لذلك الطفل وهو معجبا بشجاعته وبلاغته وأيضا عزة نفس تلك الأسرة التي رفضت ما قدم له منتظرة أن الفرج سيأتي بعودة والدهم، غير أن اصراره عليهم دفعهم بقبول ( الهدية) فيما مآقيهم لم تكف من ذرف الدموع التي اختلط فيها شعور الحزن بالفرح وهم الذين لم يذوقوا طعاما منذ اليوم الأول..غادرهم وعلى بعد أمتار وجد أمامه سيدة في عقدها السابع تقريبا قفزت أمامه وهي ترتل دعوات وتسأل الله أن يتقبلها وتقول شاهدت ما فعلت واعرف هذه الأسرة الكريمة والعزيزة وحكت عنها الكثير وعرف منها ما لم يعرفه أحد. وحين تسأل عن معرفتها بتلك الأسرة عرف ان السيدة هي صاحبة المنزل الذي يسكنوا فيه وإنها اعفتهم من الإيجار وحين فعلت ذلك طلبوا منها ان ينقلوا من الشقة الي غرفة وحمام وصالة في سطح المنزل وأصروا على ذلك واضطرت أن تقبل طلبهم وتنقلهم الي السكن بغرفة السطح.
لا أعتقد أن أطراف الصراع في البلاد يدركون أو يعرفون عن هذه المآسي الاجتماعية، مآسي تسببت بتعريض أسر عريقة ومحترمة لظروف معيشية وحياتية قاسية، أعرف أن هناك مآسي أكثر مأساوية وكارثية واعرف ان هناك من بلغ بهم الحاجة والفاقة الي التنازل عن (شرفهم) مقابل (حفنة دقيق أو بعض المؤاد الإغاثية) واعرف ان الإغاثة القادمة من المنظمات الدولية النسبة الكبرى منها تذهب للميسورين وليس لأصحاب الحاجة..
لكن أكثر ما اعرفه ان مسؤلي هذه البلاد واقصد أطراف الصراع ودون إستثناء سيذهبون ليس إلى ( جهنم) بل إلى أسفل طبقة فيها يعني في قعرها وتحت ( فرعون وهامان والنمرود وجنكيز خان وهولاكو وشارون ونتنياهو).. نعم هذه المآسي الاجتماعية سيدفع ثمنها صناع الأزمة وابطال الحرب والفتنة الذين غلبوا مصالحهم الحزبية والفئوية على مصلحة الشعب ومعاناته ثمن أن لم يدفعوه في الدنياء سيدفعوه في الآخرة حين يقفوا أمام ارحم الراحمين وملك الملوك الذي لا يظلم عنده احد ولن يترك مظلومية هذا الشعب التي على هؤلاء خزيا في الدنيا وعذاب بالأخرة.
أن اي انتصار قد يحققه أي طرف من أطراف الصراع لا قيمة له أمام المآسي التي يعيشها الشعب، وان كان الصهاينة قد فقدوا كل ممكنات النصر أمام الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العربي في فلسطين وقطاع غزة بحثا عن انتصار فإن هذا الانتصار لم يعد بكل المقائس العسكرية والسياسية والاخلاقية والإنسانية والقانونية ذات قيمة أو حتى يمكن  تسميته إنتصارا ولو صلبوا كل قادة المقاومة في الداخل والخارج، لأن الوسائل يجب أن ترتقي شرفا مع الغايات والنصر الذي يتجاوز ثمنه الاجتماعي والأخلاقي عوائده فلا قيمة له ولا جدوى منه..!
في اليمن أيضا اي انتصار قد يحققه اي طرف واي مكسب قد يحصل عليه هذا الطرف أو ذاك فلا قيمة له ولا جدوى مقابل المآسي الاجتماعية التي يعيشها الشعب، جراء بحث المتصارعين عن مكاسب سياسية وانتصارات لاهدافهم الخاصة، هذا الشعب الذي كل معاناته برقاب النخب وأطراف الصراع أولئك الذين ينعمون واسرهم واولادهم واقاربهم في النعيم والشعب في جحيم يدفع ثمن صراعهم ونزقهم، والمؤسف انهم لا يشعرون بمعاناة الشعب ولا يدركون حجم الكوارث التي تسببوا بها وجعلوا الشعب يدفع ثمنها تارة بقصد بهدف دفع الشعب للثورة ضد هذا الطرف أو ذاك، نعم فحكام صنعاء ينتظرون من الشعب الواقع تحت حكم الطرف الآخر أن يثوروا ضدهم، وحكام الطرف الآخر يترقبون من الشعب الواقع تحت حكم سلطة صنعاء أن يثوروا ضدها، والشعب في الاتجاهين وصل لمرحلة (الكفر) بكل أطراف الصراع الذين بدورهم لا يعبرون الشعب ولا يركنون عليه وكل طرف يعتمد ويركن على أتباعه من حملة البنادق الذين يحملون بدورهم البنادق ليس دفاعا عن قضية وطنية بل دفاعا عن مصالح من يشغلهم وحفاظا على امتيازاتهم الخاصة بعد أن جعل الصراع كل باحث عن عمل يلجاء لأطراف الصراع لتوفير لقمة العيش لأسرته وان كان الثمن حياته..؟!
أن ما يحدث في هذه البلاد جريمة بحق الوطن والشعب وقد آن الأوان ليتراجع المعنيين عن حماقتهم ويعتذروا لهذا الوطن والشعب وان كان اعتذارهم لاقيمة له ولا يساوي شيئا أمام حجم الكوارث والمآسي التي تسببوا بها من أجل ماذا؟ من أجل الحكم والسلطة والثروة والنفوذ؟ أن الحكم للشعب وهو صاحب المصلحة ومن يختار  حكامه وقادته بحرية كاملة وبدون ضغوطات أو تأثيرات أيا كانت دوافعها،وهو وحده المخول بتقرير مصيره وتحديد شكل وهوية النظام الذي يحكمه لان الله سبحانه وتعالى يقول (لا إكراه في الدين) وبالتالي لا إكراه في الحكم، وقال سبحانه (وامرهم شوري بينهم) وعليه الشعب هو صاحب القرار والمعنى باختيار حكامه.
وحسبي الله ونعم الوكيل.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)