الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
وطن يئن من جراحاته الغائرة التي لم تندمل منذ قرون وليس عقود، ومواطن يتجرع (القيح) المنساب من تلك الجراحات.. تؤغل جراحات الوطن إتساعا، ويؤغل المواطن في ( معاقرة التقيحات) التي أصبحت

الأحد, 07-يوليو-2024
ريمان برس -

وطن يئن من جراحاته الغائرة التي لم تندمل منذ قرون وليس عقود، ومواطن يتجرع (القيح) المنساب من تلك الجراحات.. تؤغل جراحات الوطن إتساعا، ويؤغل المواطن في ( معاقرة التقيحات) التي أصبحت وسيلة تخدير تلهي متعاطيها عن همومه وأزماته وتمنحه مناعة ضد الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والكرامة الوطنية..
تزداد جراحات الوطن إيلاما وإتساعا ومعها تزداد قدرات المواطن تبلدا وخنوعا لمنطق الأمر الواقع بما يعتمل فيه من تداعيات مؤلمة..
هناء حيث تطغى كل ظواهر الفتن وتترسخ ثقافة الحقد والكراهية،وتصدح مواويل الطائفية والمذهبية والقبلية بالحانها الدامية.. تعزف ( أوركستراء) الاحتراب أنغامها حرابا وقذائف تنهش أجساد الأبرياء فتبدوا (كربلاء) بكل بكائيتها ومآسيها متواضعة أمام هول ما يجري على خارطة وطن قيل عنه (زورا) ذات يوم بأنه ( وطن الحكمة والإيمان)..!!
تخيم سحب الفتنة على سماء الوطن، تتلحف الأرض بدثار ( الثأر) يستوطن اليأس النفوس المترعة التواقة للأمل _الحلم الغائر في تجاويف الوجدان والمتطلع للسكينة والأمن وعودة الحب المفقود..!
هناء تنتصب وتحظر كل مقومات الاحتراب، وتنحر كل قيم المحبة والسلام على (مقاصل) الباحثين عن ذاتهم على انقاض الذات الوطنية الجمعية..!
أن من الصعوبة بمكان الحديث عن (وطن تنهشه العصبيات) المتعددة، والمستحيل تطويعها، بعد أن أصبحت (سلاحا) يعتمد عليه من يتحصنون بها وعليها يراهنون في ديمومة بقائهم على واجهة المشهد..؟!
هناء الوطن مسألة ثانوية والمواطن هو آخر الأهتمامات في أجندة المتحاربين، فيما الأولوية هي تحقيق رغبات وأهداف النخب النافذة والانتصار لرغباتها المقدسة..!!
تؤغل طبول (القبيلة) في ضجيجها معلنة عن ديمومة حظورها، تتطاير ( قواميس تمدين الوطن) تحاول بحروفها إحداث إختراق في الوعي، تنساب تراتيل أنغامها إلى مسامع ووجدان الجمع الذين يحاولون الإنصات لايقاعاتها، تنتصب فجأة (راية المذهبية) _ وتختفي انغام وتراتيل المدنية عن مسامع الجمع _ فيبدوا المشهد أكثر هلامية والصورة أشد قتامة،  وتصبح رؤية ( الحاضر) ضبابية فيما( الغد) فعل خارج دائرة الاهتمام..!
مع غياب _ الحاضر والمستقبل_ من أجندة المتصارعين _  يحضر ( الماضي) بكل نوازعه وإحداثه التراجيدية ليمنح طاحونة الصراع وقودا كي يبقيها  دائرة ويبقى الوطن المجني عليه  هو الخاسر والشعب هو الضحية..!
7 يوليو 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)