ريمان برس - خاص -
بالصدفة وانا اقلب القنوات توقفت أمام( برنامج وثائقي) تبثه إحدى القنوات المتأمركة اسما وهوية ورسالة وان كانت ناطقة بالعربية، يتحدث البرنامج عن طوفان الأقصى بمناسبة مرور عام على اندلاعها، ضيوف البرنامج شخصيات ناطقة بالعربية أيضا لكنهم لا ينتمون لا لفلسطين ولا للعروبة ولا للإسلام وهذا ما اتضح من خلال رؤيتهم لطوفان الأقصى وتقيمهم لها ولدور وأداء المقاومة..!
ما تحدث به ضيوف البرنامج قد لا يختلف عما يتحدث به ضيوف قناة (كان الصهيونية) أو ما يبثه _ الإعلام العبري الناطق بالعربية _ البرنامج استظاف وزير سابق في السلطة الفلسطينية _حسن عصفور _ وكان بطل البرنامج بابتذاله طبعا ووزير خارجية الأردن السابق واساتذة جامعات واكاديميين كما قدمتهم القناة الأمريكية _الصهيونية التي تبث من دولة خليجية مشهورة في ابتذالها وهويتها الصهيونية والداعية الي ( وحدة الأديان) وكأنها تريد ( تعديل قوانين السماء و ما أقره الله لعباده)..؟!
بعيدا عن هذا دعوني أقف أمام طروحات القناة وضيوفها وثقافة الابتذال المقيت التي تروجها وتستضيف لاجلها بعض مثقفي الانبطاح الذين يتطلعون الي تحرير فلسطين على طريقة (فيفي عبده والرقص على الواحده والنص)..!
إذ اجمع ضيوف القناة على أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023م من قبل المقاومة كان فعل مفاجيء لهم، وبالتالي هو فعل مغامر أدى إلى دمار الشعب الفلسطيني والي مضاعفة معاناته والي تدمير كل مكاسبه وقد أصبح نصف الشعب الفلسطيني بدون مساكن ويعيش في العراء ناهيكم عن الضحايا من ( القتلى) والجرحى والنازحين والمفقودين، مؤمنين بأن ما حدث كان مغامرة فادحة وكارثة حلت بالشعب الفلسطيني..؟!
فيما الحصيف فيهم أعاد رأيه الي رأي أصحاب المنازل المهدمة والي ذوي القتلى والجرحى والمفقودين والنازحين مؤكدا أن هؤلاء وحدهم من يمكنهم تقييم الحدث لأنهم من دفعوا ثمنه دون سابق علم أو معرفة..؟!
شخصيا استوقفتني هذه الطروحات من شخصيات محسوبة على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية، شخصيات ادمنت حياة الانبطاح وثقافة الاستجداء والارتهان، التي ترى أن (الحوار والمفاوضات) هما السبيل إلى تحرير فلسطين وان فلسطين لا يمكن أن تحررها المقاومة بل بالحوار والمفاوضات ومن خلال المرجعيات الفلسطينية الشرعية _سلطة عباس _ ومنظمة التحرير المعطلة منذ رحيل رئيسها شهيدا على يد العدو الصهيوني الذي ترى هذه الشخصيات أن الحوار معه والمفاوضات هما السبيل الوحيد للتحرير وتحقيق السلام..؟!
طروحات سفسطائية عبثية مجبولة بالكثير من مظاهر الانحطاط والابتذال حد الانبطاح..؟!
لدرجة يستغرب المتلقي من حديث هؤلاء، وعن اي حوار ومفاوضات يتحدثون عنه؟ وعن اي سلام يتحدثون عنه؟ وهل سيكون هؤلاء أكثر دهاء وايمان واخلاص للقضية من ابو عمار ورفاقه ابو جهاد، وابو الهول، وابو اياد، وجورج حبش، ونائف حواتمة، وابو علي مصطفى، والشيخ احمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، واسماعيل هنيئة..؟! والاف القادة الفلسطينيين الذين قضوا شهداء على طريق التحرير وعلى يد هذا العدو ناهيكم عن آلاف القادة المعتقلين في سجونه..؟!
ألم يسأل هؤلاء المبتذلين، ماذا حدث في الكرامة؟ وفي أيلول الأسود، وفي بيروت، وفي صبرا وشاتيلا، وماذا حققت للقضية مبادرات السلام العربية من قمة المغرب عام 1982م وحتى قمة بيروت عام 2002م وماذا أنجزت القضية في مؤتمر مدريد للسلام؟ وماذا حدث لاتفاق اوسلو؟ وكيف انتهي الحال بقائد الثورة ابو عمار وقائد المقاومة الشيخ أحمد ياسين، وكم سقط من أبناء فلسطين قادة ومجاهدين وشباب ونساء واطفال وشيوخ على يد هذا العدو خلال وبعد مؤتمرات السلام ولجان الحوار والمفاوضات، وكيف تعيش اليوم سلطة عباس في رام الله..؟!
مؤسف القول إن هناك نخبة فلسطينية لا تؤمن بالتحرير ولا تؤمن بالمقاومة ولا تريد اصلا تحرير فلسطين، بقدر ما تريد العيش على اكتاف القضية والمتاجرة بها صهيونيا واقليميا ودوليا..؟!
نعم هناك ترويكا نخبوية فلسطينية حققت الثروة والشهرة والمكانة جراء متاجرتها بالقضية وبمعاناة شعبها وبالتالي ترى المقاومة عبثية وإرهاب وتقدم نفسها للآخر العدو والحضاري وكأنها _حمامات سلام _والحقيقة هي فعلا _حمامات ولكن لقضاء الحاجة، حاجة الصهيوني والإمبريالي الأمريكي والاستعماري الغربي ولأنظمة العهر العربي التي تسوق ثقافة السلام حتى لا تشغل نفسها بصراع يلهيها عن ملذاتها وعن مهرجانات الترفيه وحفلات المجون التي تقيمها أنظمة الذل العربية..!
في فلسطين كما في لبنان وسوريا واليمن هناك نخب إنبطاحيه تريد أن تعيش بعيدا عن حياة العزة والكرامة والجهاد والشغلات التي تنغص حياتهم وتجعلهم في حالة قلق وخوف على حياتهم، وبالتالي يريدون الاستثمار في قضاياهم الوطنية والقومية والاسترزاق على حسابها وتأمين حياتهم وحياة أولادهم،وهؤلاء هم (عار الأمة وفلسطين) وأدوات الذل العربي وبيادق الانبطاح الذين تشربوا بثقافة العدو ومسختهم الدبلوماسية الأمريكية.. إنهم العار الذي على الأمة أن تتطهر من ادرانهم ومن عفانة ثقافتهم المبتذلة.
11 أكتوبر 2024م |