الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لم أكن أدرك عظمتك وشموخك وشجاعتك وإقدامك وبطولتك الا بعد ردحا من الزمن.. نعم كنت جزءا من مشروعك ولا ازل وسوف استمر حتى التحق بك وبكوكبة من الأخوة الذين التفوا حولك فصدقتم مع

الثلاثاء, 15-أكتوبر-2024
ريمان برس -

لم أكن أدرك عظمتك وشموخك وشجاعتك وإقدامك وبطولتك الا بعد ردحا من الزمن.. نعم كنت جزءا من مشروعك ولا ازل وسوف استمر حتى التحق بك وبكوكبة من الأخوة الذين التفوا حولك فصدقتم مع الله والوطن..
لكن لم يكن وعي في ذاك الحدث يرتقي لما صار عليه بعد بضعة سنوات حين توسعت مداركي الفكرية واكتشف كم كنت عظيما مهابا لدرجة ان كثيرون خانوك وغدروك وتامروا عليك وعلى مشروعك الوطني والقومي، خوفا من وطنيتك ونزاهتك واخلاصك للوطن والشعب والأمة.
لدرجة انك وحدة ألد الأعداء الذين لم يجمعهم جامع لكنهم اجتمعوا ضدك وضد مشروعك..
نعم.. أيها القائد الوطني والقومي.. (يسوع الناصري) بعد أن قدمت نفسك ومعك كوكبة من أنبل الرجال واشجعهم فدا للوطن وفي سبيل الارتقاء بحياة الوطن والمواطن..
عرفت أن الكل تأمروا عليك وعلى اخوتك وعلى مشروعكم الوطني والقومي..
نعم أيها القائد الثائر.. لقد اتفق ضدك وضد مشروعك (الملحدين) و (الموحدين) وأصحاب اليسار واليمين، القبائل والمدنيين، جمهورين يزعمون وملكيين يوصفون، ليبراليين وإمبريالين ورجعيين وتقدميين.. وفيهم الوطني والقومي، كما اتفقت عليك أجهزة الاستخبارات القريبة والبعيدة، وخونة الداخل وعملاء الخارج، حتى (العقيد) -_ رحمة الله عليه، إذ لا تجوز عليه وعلى كل من خدعوك وغدروا فيك وتأمروا عليك، إلا الرحمة _ أقول كثيرون كانوا يخشون مشروعك حتى (العقيد) الذي لم ينسى موقفك في المؤتمر القومي العربي الثاني في طرابلس عام 1972م حين اضطر المفكر عصمت سيف الدولة والأستاذ جمعة الفزاني، ان يهربوك ليلا من طرابلس خوفا من بطش العقيد _ بعد مناظرة ساخنة جرت بينكما _ الذي ارسل ( عسسه نصف الليل) لاقتيادك من الفندق ولكنهم لم يجدوك فقد كنت وصلت (مرسي مطروح) وكان أن صب العقيد جم غضبه على الاستاذ جمعه الفزاني الذي اختفى منذ تلك الليلة وحتى اليوم لم يعرف مصيره..؟!
لا أقول هذا تعظيما وتضخيما لكني اقول الحقيقة، فالذين شاركتهم الحدث إنقلبوا عليك وانحازوا للحاكم ورتبوا أوضاعهم معه على حسابك والوطن والشعب وبدمائكم..
لأنك (يسوع الناصري) ولانك عيسى محمد سيف القدسي ولانك واخوانك الثوار الأحرار تنتموا لفكر الأمة الذي يرعب الخونة والعملاء وقوي الرجعية والتخلف ويرعب الأنظمة القطرية وأصحاب الأفكار الضيقة، فكان لابد من إكمال المهمة التي ابتدأت في 11 أكتوبر 1977م باغتيال رأس السلطة والدولة والمشروع وكان لابد من إكمال المهمة بك وباخوتك والتخلص من وطنيتكم وقوميتكم ونزاهتكم واحلامكم في بناء الوطن وتنمية قدرات المواطن، ولم تكن مصادفة أن يكون عام 1978م عام التأمر الكبير على المشروع القومي الناصري، حدث ذلك في حادثة (قفصة التونسية) وفي العراق ولبنان والبحرين وفي جنوب الوطن وكنت انت والاخوة اخر محطات الاستهداف الذين ارتقيتم شهداء لمسيرة نضالية وحاملين لمشروع الأمة النهضوي المشروع الذي لايزل يمثل رعبا لكل الأنظمة الحاكمة ولكل المدارس الفكرية الغارقة في مستنقع الاستلاب القطري.
ومع كل ما جرى لكم والمشروع الذي حملتموه من أجل الوطن والأمة فأنك يا أيها القائد والثائر لازلتم مصدر رعب وازعاج للقتلة والجلادين وترويكا الفاسدين والعملاء والخونة، حتى وانتم قد أصبحتم الي جوار الله والي جواره سبحانه أصبح غالبية المتأمرين عليكم _ وعند الله تجتمع الخصوم _..!
أتذكرك ذات يوم في مدينة الحديدة وفي منزل المرحوم الدكتور عبد القدوس المضواحي الواقعه على شاطي البحر بالقرب من مبنى _الشرطة العسكرية _يوم تكلفت بتجهيز (المداعة) كنت في الرابعة عشرا من عمري تقريبا وكان لقائي بك للحظات هو الأول والأخير لكنه ظل محفور في الوجدان والذاكرة ويكبر كلما تقدم بي العمر، وبعيدا عن كل تداعيات حدثت بعد ارتقائك شهيدا حيا عند الله وفي قلوبنا وذاكرتنا وذاكرة الوطن وسجلات التاريخ، فأنك تبقى الخالد دوما والقائد الذي تعلمنا منه أن (المناضل اول من يضحي واخر من يغنم) وتعلمنا منه اننا لسنا سياسين بل مناضلين وان ثلاثة اشياء قد تفسد المناضل وهي :المال _ السلطة _ والطموح غير الأخلاقي _ وكنت صادقا، فقد وقع الجمع بعد ارتقائك شهيدا في كل المحضورات التي حذرت منها.. وبعدك لم يعد هناك نضال ولا مناضلين إلا ما رحم ربي فقد غشت القيم السياسية الغالبية وتاه الجمع.
لروحك السكينة والخلود ولكل اخوة النضال الذين ارتقوا معك ليحيوا عند ربهم يرزقون.. فيما نحن هنا لانزل نتبادل تهم (الأرتزاق) وكأن لعناتكم تلاحقنا دون رحمة.
15 أكتوبر 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)