الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تخوض الأمة العربية والإسلامية حربا وجوديا، حربا غير مسبوقة من حيث الأدوات والقدرات والاطراف التي تخوضها.. إنها حرب أسطورية بكل المقائيس خاصة إذا ما توقفنا أمام أطرافها وميزان القوة بينهما

الثلاثاء, 22-أكتوبر-2024
ريمان برس -

تخوض الأمة العربية والإسلامية حربا وجوديا، حربا غير مسبوقة من حيث الأدوات والقدرات والاطراف التي تخوضها.. إنها حرب أسطورية بكل المقائيس خاصة إذا ما توقفنا أمام أطرافها وميزان القوة بينهما وهو الجانب الأهم الذي يجعلنا أمام حالة حضارية غير مسبوقة في تاريخ الحروب التي عرفتها البشرية،بما فيها الحروب التي رسخت اساطيرها في الذاكرة الإنسانية كحرب (فيتنام) ضد الاحتلال الأمريكي، وحرب التحرير الشعبية في القطر الجزائري الشقيق ضد الاستعمار الفرنسي.. نعم نقف اليوم ونشهد حربا استثنائية تخوضها (المقاومة العربية الإسلامية) مع عدو استثنائي، عدو يصطف الي جانبه العالم بكل قوته وقدراته وامكانياته التقنية والعلمية والمعرفية والمادية والمعنوية والعسكرية والاستخبارية والإعلامية، كل هؤلاء يواجهون نخبة من المقاومين الذين استطاعوا بقدراتهم المتواضعة إسقاط كل النظريات العسكرية المتعارف عليها دوليا.
أن ما يجري في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة منذ عام وأكثر هي ليست مجرد حرب تقليدية كتلك الحروب المتعارف عليها، بل هي ملاحم بطولية تجاوزت ربما الأساطير في تداعياتها وإحداثها، واعتقد إننا في قادم الزمن سيجد المتحدثين عنها صعوبة في اقناع أجيال ذلك الزمن بحقيقة ما جرى ويجري على ذمة معركة طوفان الأقصى وكيف أن مجموعة نخبوية مقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، استطاعوا ليس التصدي لجيش الاحتلال الصهيوني الأكثر إجراما ووحشية والمجرد من كل الاخلاقيات العسكرية وقوانينها واعرافها وتقاليدها، بل ومواجهة كل دول العالم الاستعمارية الواقفة الي جانب العدو مشاركة ومساندة وداعمة فيما (أنظمة العار) العربية والإسلامية لم تكتفي بانها تقف عاجزة عن دعم ومساندة جيوب المقاومة بل وتتأمر عليها لصالح العدو خوفا من غضبه عليها ومن غضب حلفائه الدوليين وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، الدول الأكثر همجية ووقاحة وانحطاط أخلاقي.
حرب وجودية.. نعم عجز المجتمع الدولي عن إيقافها بكل منظماته ومؤسساته وقوانينه وتشريعاته التي جعلها لردحا من الزمن سيفا مسلطا على رقاب الشعوب المقهورة، هذه القوانين والتشريعات لم تتمكن من إيقاف حرب الإبادة التي تشن ضد العرب في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، وصولا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدولة الإسلامية الوحيدة التي اصطفت الي جانب الشعب  العربي في العراق واليمن وسوريا ولبنان وتبنت القضية الفلسطينية ودعمت مقاومتها وتواجه تخرصات العالم الاستعماري وأعوانه من العرب والمسلمين على خلفية مواقفها الداعمة لأحرار المقاومة العربية.
لقد استطاعت المقاومة في فلسطين وفي نطاق جغرافي لايتجاوز مساحته ( 345 كيلومتر مربع) هو قطاع غزة الذي تجاوزت ملاحمه البطولية ملحمة ( جلجامش) و( ستالينجراد).. غزة التي تواجه قدرات وإمكانيات جيش العدو الصهيوني المسنود بجسور جوية وبرية وبحرية من كل دول العالم وتقدم له أحدث الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، من امريكا وكل دول الاستعمار الغربية ودعم لوجستي يتلقاه العدو من ( أنظمة العار) العربية والإسلامية، إلى جانب حصار مطبق يفرض على مواطني القطاع العربي في فلسطين المحرومين من الماء والغذاء والأدوية والتي تدمرت منازلهم ومرافقهم الصحية والخدمية وتمنع عنهم كجزءا من الحرب كل المساعدات الإغاثية الإنسانية وترتكب  بحقهم حرب إبادة حقيقية وجرائم ترتكب بحقهم لم يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلا ويستهدف كل من يساندهم بالفعل والموقف كما هو حادث في لبنان واليمن وسوريا وتهدد إيران على مواقفها المساندة لهم..!
هذه الحرب الغير إنسانية والغير أخلاقية والتي تتنافس مع قوانين وتقاليد الحروب واعرافها، ومع كل هذا الإجرام تقف المقاومة صامدة شامخة تسطر انتصاراتها الاسطورية وتمرغ العدو وحلفائه بالهزائم والعار وتدثرهم بدثار الذل التاريخي فيما هذا العالم لايخجل ولايبدوا أن لديه وان بقايا من خجل أو ضمير، وما ينطبق على العدو ودول العالم الحليفة له ينطبق على النظام العربي الإسلامي الذي جردته المقاومة أيضا من كل الأوراق التي كانت تستر عورته واظهرتهم مجرد قطعان من الخونة والعملاء المرتهنين..!
أن التوحش الإجرامي الصهيوني الاستعماري لم يفقد المقاومة ثباتها واتزانها، والاغتيالات لرموزها زادتها تماسكا والدمار الذي اتبعه العدو استراتيجية، سوي تعلق في تدمير البيوت والاحياء والمدن على رؤس سكانها معتمدا سياسة الأرض المحروقة، أو في المجازر التي اباد خلالها عشرات الآلاف من أبناء فلسطين ولبنان غالبيتهم نساء واطفال وشيوخ ومدنيين عزل، كل هذا التوحش لم يهز أقدام المقاومين ولم ينال من عزيمتهم، بل مع كل توحش للعدو يزداد المقاومين صمودا وثباتا في حرب يصعب مقارنة القوى بين أطرافها،ويصعب معرفة قيم وأخلاقيات هذا الزمن الذي يجعل كل هذه القوة الكونية تتحالف وتتحد ضد نخبة مقاومة وعاجزة عن كسرها أو هزيمتها وتطالب من الآخرين التدخل والضغط على المقاومة وإجبارها على الاستسلام والتسليم بمنطق أعدائها..؟!
أن ( حماس، والجهاد، وحزب الله، وانصار الله، والحشد الشعبي في العراق) ومعهم سوريا وإيران يواجهون حربا كونية وتحالف اجرامي دولي وخيانة وتأمر عربي إسلامي، ومع كل ذلك حصار وتجوبع وقتل وإبادة ودمار، ويقابلون كل هذا المجون المجنون بصمود اسطوري..
إنه شيء لا يصدق، ولا يمكن للأجيال القادمة حين يحكي لها عن هذه الملاحم البطولية أن تصدقها بسهولة وهذا طبيعي ان كنا نحن ونحن نعيش تداعيات هذه الحرب الاسطورية مذهولين من إنجازات أبطال المقاومة والأساطير التي يصنعوها في ميدان المواجهة، لكنا نعود ونقول هو الله وان لا شيء مستحيل انام إرادة الإنسان، فما بالكم أن كانت هذه الإرادة تتصل بحرية شعب وكرامة وطن واستقلاله وتطهير مقدساته،في زمن عربي إسلامي تخلت فيه أنظمة وشعوب عن قيمها وكرامتها وسيادتها وشرفها مقابل أن تترك تعيش حياة الرفاهية والمجون..غير مدركين حقيقة أن التاريخ لا يصنعه ولا يكتبه من قبل حياة العبودية والارتهان، بل يصنعه ويسطر أحداثه المقاومين الأحرار وهذا ما يجري في مسارنا اليوم  ومسار أمتنا التاريخي والحضاري الذي تسطره بنادق الأحرار وليس في قصور الخيانة والعار.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)