ريمان برس -
نعم.. يرى هؤلاء الخونة العرب من أنظمة ونخب ورموز أن أولى الطرق الي تقليص نفوذ إيران في المنطقة هو في (شيطنتها) واظهارها بمظهر العاجز عن حماية حلفائها، وقد بدت هذه الحملة من خلال تسويق وفبركة شائعات عن قيام إيران ببيع (المقاومة في فلسطين ولبنان، وأنها سوف تتخلي عن أنصار الله) وأنها تتأمر على النظام العربي في سوريا، وان إيران (دولة شيعية تحارب اهل السنة، وهي متفقة مع أمريكا والكيان الصهيوني على تدمير الأمة العربية)..؟!
وأنها اي إيران (دولة فارسية تسعى للثأر من العرب على غزوهم بلاد فارس في عهد الخليفة عمر، وأنها الان تعمل على الانتقام من العرب لغزوهم فارس)..؟!
يضيفون أن إيران أعلنت صراحة انها (تحتل اربع عواصم عربية، هي بغداد، ودمشق، وبيروت، صنعاء) وهي من ( تعبث بالقضية الفلسطينية، وتعبث باليمن، وقتلت الشعب العربي في سوريا والعراق وخطفت لبنان)..؟!
يا لطيف.. كل هذا قامت وتقوم به إيران؟ وضد الأمة العربية؟ ولكن دون أن نعرف اي أمة عربية هذه التي يزعمون أن إيران تتأمر عليها..؟!
أربعة قادة عرب هم بالتحديد وبالأسم _فخامة السيسي، وجلالة عبد الله الثاني، وولي عهد الحرمين، وشيخ أبوظبي.. هؤلاء الأربعة القادة المحسوبين على هذه الأمة استجدوا واشنطن ولندن بأن لا يضغطان على الإرهابي نتنياهو وتركه يكمل مهمة إبادة المقاومة في فلسطين بغض النظر عن الخسائر البشرية لأن هذا الشعب الذي يقبل أن يضحي من أجل المقاومة هو جزءا منها وحاضنا لها والا لثار ضد هذه المقاومة وارشد عن أفرادها وتبراء منها، لكنه يعد جزءا منها واذا ما تم القضاء على المقاومة سيخرج من بين هذا الشعب مقاومين أشد ممن سبقهم وبالتالي يجب القضاء على المقاومة ماديا وجسديا ومعنويا وصولا إلى ضربها كفكرة وان يتماهي بعدها الشعب العربي في فلسطين ولبنان وفي أي نطاق عربي على غرار ما الت إليه أحوال الشعوب في ( ألمانيا واليابان) اللذان تم طمس هويتهما الوطنية وسلب كرامتهما وإجبارهما على حياة مجردة من كل مشاعر الهوية والانتماء والنزوع التحرري، وإعادة بالتالي تأهيل فلسطين أرض وشعب وفق أنماط استهلاكية ترفيهية لا تنشغل بقضايا الحرية والسيادة والتحرير، في فلسطين يمكن أن يعيش الشعب العربي هناك تحت الوصاية الصهيونية مجرد من السلاح ومن فكر المقاومة ناسيا حكاية الوطن والدولة والمقدسات وسوف يعيش بحرية كاملة حرية في التدين من عدمه، حرية في الابتذال، وارتياد الملاهي وسيأتي عرب الخليج لأقامة منشأة سياحية وترفيهية، في لبنان أيضا سوف تأتي الاستثمارات الخليجية وستقام ( البارات والمنتجعات السياحية والكازينوهات) وسوف يصبح جبل لبنان أفضل الأماكن السياحية ومواقع لإنتاج الأفلام والمسلسلات بما فيها (افلام البورنو) وهذا ما يريده الخليجيين ومصر بعد أن افسدوها وصدق ذاك الأمير السعودي الذي قال ذات يوم (سأجعل مصر ترقص خليجي)..؟!
وها هي مصر ( ترقص خليجي) وتنقاد بكل عظمتها ودورها وتاريخها خلف (بن سلمان وبن زائد) في مشهد تراجيدي مبتذل ولكن _ من لم يكرم نفسه كرها يهان _ونظام مصر أهان نفسه ويهين مصر وشعبها مع كل طلعة شمس..!
منذ زمن وثمة نخب عربية منهمكة في البحث عن مشروع قومي عربي ينهض بالأمة ويعيد لها دورها ومكانتها وحين جاء عبد الناصر بمشروعه نهص بمصر والأمة فحورب بشراسة ومن قبل ذات الأطراف التي تحارب اليوم _إيران _وجيوب المقاومة.. بما فيهم الخليجيين وال سعود..؟!
وكما طلب نظام آل سعود من امريكا عام 1966 م وبمذكرة رسمية من مكتب الملك فيصل، الذي طلب من الرئيس الأمريكي بأن يكلف الكيان الصهيوني بالعدوان على مصر واحتلال غزة والقدس وسيناء والجولان العربية السورية في حرب خاطفة لتاديب عبد الناصر وكسر شوكته ومن ثم ستقول السعودية بالتدخل وتقديم المساعدات لمصر من باب (أعينوا عزيز قوم ذل) ثم ستقوم السعودية بالتوسط بين مصر والكيان وامريكا وابرام اتفاقية سلام وصلح ينهي حالة الحرب بين مصر والصهاينة وقد تحقق هذا الحلم السعودي ولكن في عهد السادات وليس مع عبد الناصر الذي حول النكسة الي نصر سياسي ومعنوي معركة الاستئينزاف شاهدة والتاريخ شاهد أيضا..
اليوم التاريخ يعيد نفسه ولكن مصر اليوم تطلب من الصهاينة القضاء على المقاومة ومنعها من تحقيق الانتصار لان اي انتصار تحققه المقاومة سيكون بمثابة اهانة لانظمة مهانة اصلا فالقاهرة تجد في انتصار حماس الإخوانية _حسب تفكير القاهرة _يمثل إنتصارا لجماعة الإخوان الذين تخوض القاهرة حربا ضدهم، فيما ترى الرياض ان انتصار المقاومة سيكون إنتصارا لإيران وهذا فعل غير مقبول اطلاقا لديها وان دفعت كل ثرواتها للصهاينة لمواصلة الحرب..؟!
أن الجماهير العربية مطالبة اليوم فعلا بأن تحدد مواقفها وان عليها ان تدخل في كل حساب أو تخرج من كل حساب.فاين تقف هذه الجماهير رغم كل قتامة المرحلة وضبابيتها. فإن موقف الجماهير العربية مطلوب للتاريخ. |