ريمان برس - خاص -
أبصار شاخصة تحدق نحو أرض الملاحم البطولية، تلك الأرض التي كل من فيها يقاوم، هناك حيث الموت أصبح طريقا نحو الحياة.. هناك حيث يعيد التاريخ كتابة سجلاته وتدوين ملاحمه لتبقى ملحمة الطوفان هي الحاضرة الوحيدة في معركة مسار أمة، أمة قدرها أن تعشق الموت من أجل الحياة، قدرها أن تواجه التطلع بالتجذر، أن تصنع من النكسات منصات للانطلاق نحو حياة جديدة مسيجة ببيارق النصر الخالد..
تؤغل حراب الغدر في نهش جسد الأمة، كما تواصل آلة الموت فتكها بأطفال ونساء وشيوخ وشباب رفضوا مجتمعين حياة البذخ والرفاهية من دون كرامة، أطفال ونساء وشيوخ وشباب فضلوا الموت بكرامة على العيش برفاهية من دونها..!
إنها فلسطين أرض النبؤة والسلام من اختارها الله لتكون دوحة المحبة، إلا أن ( الشيطان) يصر على أن ( يتحدى الله فيها) وان يثبت نظريته الشريرة من عليها..!
فلسطين حيث ( مسقط راس يسوع النبي) عنوان المحبة والسلام من بعثه الله ليحي الموتى ويشفي الابرص والمريض ويظهر معجزات الله على عباده علهم يهتدوا.. وفيها (كنيسة القيامة، كعبة المسيحيين) الذين يشكلون ثلث سكان العالم تقريبا، وفي فلسطين ( المسجد الأقصى، مسري خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله) الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وفي فلسطين معالم النبوات وفيها ترك انبياء الله بصماتهم على جغرافيتها ولهذا يحاول (الشيطان) أن يعبث ويسيطر على هذه الجغرافية ويواصل فيها ما بدأه (السامري) من التظليل والتزييف وتحريف كل ما انزله الله مع أنبيائه ورسله وإلزام العالم بتبني نظرية (الشيطان)..؟!
أن بربرية وهمجية العدو ومن يقف خلفه شريكا ومساندا وداعما إنما هي واحدة من محاولة (الشيطان) فرض نظريته التي ستقهرها إرادة المؤمنين الموحدين الذين اثبتوا طيلة عقود إنهم اهل الحق وجند الله الذين أنذروا لله حياتهم وعليه يستندون في منازلة الباطل مهما كان إجرام اهل الباطل وكان توحشهم فالله الذي كشف زيف اساطيرهم واكاذيبهم على يد قلة من الابطال المجاهدين قادرا بقوته على إحباط مخططاتهم على يد هؤلاء الابطال وكم من فئة قليلة مؤمنة غلبت جحافل أعداء الله والإنسانية..
أن أطفال فلسطين ولبنان ونساء وشيوخ فلسطين ولبنان لن تذهب دمائهم هدرا وتضحيات قادة المقاومة دليلا على أن هذه المقاومة منتصرة اخلاقيا وحضاريا وعسكريا، ويكفي أن هذه النخبة المقاومة تواجه باقدام حافية وصدور عارية وأسلحة بسيطة صناعة ذاتية اعتي جيوش الهمجية واقوى الأسلحة الحديثة، وطيلة عام وأكثر تواصل كوكبة من المقاومين مواجهة اباطرة (العالم الحر) هذا العالم الذي ليس له من اسمه نصيب انه عالم الاستعمار والعبودية والغطرسة والتوحش والبربرية هذا العالم الذي سيدون التاريخ في انصع صفحاته انه عالم (حقير قاتل ومجرم وهمجي) ومجرد من كل القيم الإنسانية، ان موقف هذا العالم تاريخيا من فلسطين اليوم كفيلا بأن ينسى العالم كل جرائم الطغاة في التاريخ، وسيبقى في ذاكرة أجيال العالم فقط جرائم اليوم التي تجري في فلسطين ولبنان..؟!
إنها جرائم وحشية وهمجية ولكنها تؤكد مرة أخرى عن عظمة _ انتصار الدم على السيف _ انتصار إرادة شعب يدافع عن حريته ضد قوي الاستعمار والهمجية.. ان تدمير المدن والإيغال في قتل آلاف الأطفال والنساء ليست بطولة يمكن لأي جيش أن يتفاخر بها الا في زماننا هذا الذي انحطت فيه قيم وأخلاقيات البشر وليس هناك ما هو أكثر انحطاطا حين نجد رئيس امبراطورية استعمارية كبرى يهني جيش محتل استيطاني على (قتله لمقاومين أحرار) يدافعون عن كرامة أوطانهم وسيادتهم وحريتهم.. فهل هناك انحطاط اسوي من هذا..؟! |