ريمان برس -
تمخض ( جبل صهيون) فولدا (فاراً) بدأ وكأنه أخر ما تبقى في مختبر التجارب (الصهيوني)..
بين (الوعد) الذي صدق وأرعب واجبر الملايين على النزول للملاجي على امتداد الجغرافية الفلسطينية المحتلة و (الوعيد) الذي تبخر وبدأ كسراب بقيع، وفعل (دنكشوتي) تحركه طواحين الهواء..!
هكذا بدأ مشهد (الوعيد الصهيوني) الذي قيل إنه حشد مئات الطائرات الأحدث في العالم المصنعة في مصانع المجمع العسكري الأمريكي والمزودة بأحدث الأسلحة الفتاكة التي استطاعت تدمير قطاع غزة وقتل وجرح أكثر من مائتين الف فلسطيني وامتدت نيرانها لتعربد وتقتل وتدمر لبنان من جنوبه مرورا بعاصمته وصولا إلى حدوده مع الجمهورية العربية السورية بحيث لم يسلم منها جسرا ولا طريقا ولا مخفر حدودي ولا منزل، هذه الأسلحة تم حشدها كما قيل نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفيما أصحابها وفي مقدمتهم قادة الكيان هرولوا نحو الملاجي المحصنة وأنذروا مستوطنيهم بالاقتداء بهم والتزام الملاجي واعلنوا أن اسراب من طائراتهم متجهة نحو تدمير إيران وقدراتها ومصانعها العسكرية، فخرج الشعب الإيراني الي اسطح المنازل والي الشوارع العامة والابنية المرتفعة ينتظرون وصول غربان الصهاينة الذي لم يصلوا لأنهم لم يجروا على دخول المجال الجوي الإيراني من الأساس.. خيبة أمل أصابت الشعب الإيراني الذي كان ينتظر بشغف مبارزة تجهزت لها دفاعاته والمفترض انها كانت ستجريها مع الغربان القادمة.
قيل أن مئات الطائرات وجهت صواريخها من خارج الأجواء الإيرانية فتلقفتها مضادات أبطال (الوعد) بعزيمة وثبات وإرادة فولاذية، إرادة بعضا منها تلك التي تستوطن أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق..!
فنتازيا درامية تلك التي تابعها العالم وسخر لها الكيان ماكينة اعلامية جبارة، ماكينة وزعت أخبارها على قارات العالم ودفعت قرابة (ثلاثة مليار من بني البشر) على أقل تقدير أن يتابعوها، فنتازيا حافلة بالأقوال التي سقفها السماء، غير أن الأقوال شيء والأفعال شيء أخر، فليس كل قول يتبعه فعل خاصة مع عدو كالعدو الصهيوني الذي اثبت إنه مجرد (نمر من ورق) وانه (اوهن من بيت العنكبوت) كما وصفه ذات يوم سيد الشهداء على طريق القدس السيد الشهيد حسن نصر الله _قدس الله سره _ الذي كان له الفضل في إزاحة الغشاوة التي كانت على اعيننا وكنا ننظر بها لهذا العدو وبعده كان أبطال ملحمة 7 أكتوبر من أبناء فلسطين الذين أهانوا هذا العدو واسقطوا والي الأبد كل الأساطير التي كان يسوقها لنا وللعالم..؟!
أعرف إنه وفي اللحظات الزمنية التي كان فيها العدو وقادته يقبعون في الملاجيء المحصنة ويتحدثون بوجوه عابسة مكفهرة عليها قترة عن بطولاتهم الدنكشوتية كان جنودهم يصرخون رعبا وخوفا ويذرفون الدموع على حدود لبنان وفي شمال قطاع غزة يعانون من باس وقوة (الرضوان والقسام والسرايا) وبقية فصائل المقاومة، ولم يكن باس وقوة الرضوان والمقاومة إلا بعضا مما لدى أولئك الابطال المرابطين على تخوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذين تلقفوا اعتداءات العدو بحمم من المضادات، فارتدت عليهم رحلتهم خيبة وهزيمة وعار ما برحوا في التنابز عليه وتبادل التهم واللعنات والتخوين فيما بينهم حتى قبل أن تهبط غربانهم الي حضائرها..!
أن الفرق بين (الوعد) و (الوعيد) كالفرق بين (الحق) و (الباطل).. وأن ( وعد الحق الثالث) آت.. آت.. آت أن لم يرتدع (طغاة الوعيد) الذين كانوا حتى وقت قريب يتعربدون حيث يشأؤن دون رادع أو حسيب أو رقيب، لكنهم اليوم ولأول مرة في تاريخهم يسردون (الوعيد) ويطلقون من التصريحات ما يدل على رعبهم وخوفهم في تأكيد على أنهم يعيشون هزائم وليس هزيمة واحدة بل هزائم متعددة يعيشونها، هزائم وجودية وهزائم هوية، وهزائم عسكرية وأمنية واستخبارية وقانونية واخلاقية وحضارية، وكلها تشير إلى قرب زوالهم الحتمي. |