ريمان برس -
في رواية _ وليم شكسبير _ ( تاجر البندقية) هناك مقطع يتحدث عن المرابي اليهودي (شايلوك) الذي شكي احد المدينين له وتعسره عن إعادة الدين وأمام القاضي أصر اليهودي شايلوك على أن يقتطع جزءا من مؤخرة المدين مقابل الدين الذي عليه ورغم مراجعة القاضي والناس إلا أن اليهودي تمسك بمواقفه وفعلا تحقق طلبه، حين انتشرت هذه الرواية أحدثت ردود أفعال ساخطه داخل المجتمع البريطاني والمجتمعات الغربية وزادت نقمة هذه المجتمعات على (اليهود) الذين عاشوا قرونا في أوروبا وهم شبه منبذوين وكان المال الذي يتحكمون فيه هو وحده سبب بقائهم داخل تلك المجتمعات حيث كانت أنشطتهم تنحصر في الجوانب المالية وتجارة الذهب والفضة، وكانت ثقافة إزدراء اليهود هي السائدة في المجتمعات الغربية ويمكن العودة إلى ( رواية مدار الجدي) للأمريكي (هنري ميللر) الذي تسببت روايته هذه بطرده من امريكا وتجريده من الجنسية وعاش منفيا حتى وفاته في جنوب فرنسا.. في هذه الرواية يشخص الكاتب حقيقة العقلية اليهودية وانتهازيتها واستعدادها في سبيل الانتصار لذاتها أن تكذب علي البشر وعلى الله ويتحدث الكاتب عن كيفية إقدام اليهود على تغير كل معالم أمريكا من شكل البناء الي تغير اسماء الشوارع وبناء الناطحات الزجاجية وتمكنوا من طمس كل معالم أمريكا وثقافتها الاجتماعية ومسخ هوية المجتمع الأمريكي وتغير ثقافتهم وعاداته وتقاليده، حتى وصل الكاتب بسرديته عن السلوكيات اليهودية درجة (الكفر بالله_ أن كان يقف وراء نجاح اليهود ويعتبرهم من عبادة المؤمنين)..؟
تذكرت رواية (هنري ميللر) وانا اتابع بث حي من إحدى القنوات الإخبارية لجلسة في ( الكنيست الصهيونية) وتوقفت أمام مفردات خطاب رئيس حكومة العدو وهو يسرد أساطير تلمودية ويستشهد عبارات من إصحاح (يائير ياهو) الذي تحسبه الصهيونية_ احد انبيائها _والذي يزعم في إصحاحه ( أن الله خلق الحيوانات طعاما لبنى إسرائيل، وخلق البشر عبيدا وخداما لهم، وأعطاهم أرض إبراهيم لتكون وطنهم) وأرض إبراهيم تمتد بامتداد الأرض التي داستها إقدام نبي الله ابراهيم وان كانت الأولوية بنظرهم تلك الممتدة من ( النيل الي الفرات) كمرحلة أولى تستكمل بعد تثبيتها وامتلاكها بقية المرحلة وهي الوصول إلى مكة والمدينة..!
إذ يري (يائير ياهو) نبيهم المزعوم أن في القدس (الهيكل) وفي ( مكة بيت النبي إبراهيم) الذي شيدها مع ابنه النبي الذبيح إسحاق).؟!
ويتمسك الصهاينة بإسطورة تزعم أن الذبيح هو (النبي إسحاق) وهو اول أبنائه من زوجته (ساره) وان ( النبي اسماعيل هو ابن الجارية) و( قد رفض النبي ابراهيم الاعتراف بابوته لاسماعيل ولهذا أخذه بعيدا وتركه مع الجارية التي حاولت ( إتهام النبي ابراهيم وإلصاق ابوة ابنها له)..؟!
( نتنياهو) في خطابه أمام الكنيست حشد كل الأساطير التلمودية وخرافات أحفاد (السامري) واعتبر الحرب التي يخوضها مقدسة وهي حرب (نهضة الصهيونية) كما وصفها في خطابه،متحدثا عن (الاتفاق الإبراهيمي) وان الحرب التي يخوضها هي دفاعا عن العالم الحر من إيران ووكلائها، وان العديد من الأنظمة العربية تبارك هذه الحرب وتتمنى هزيمة ( محور الشر) الذي تقوده إيران ووكلائها، مؤكدا أن عدة دول عربية تريد أن تعيش بسلام الي جانب ( إسرائيل)..؟!
قبل سنوات قال نتنياهو من مطار الخرطوم وهو يغادر بعد اول زيارة علنية له للسودان (اليوم سقطت لاءات الخرطوم) ويقصد لاءات الزعيم عبد الناصر التي أطلقها خلال قمة الخرطوم بعد نكسة يونيو حزيران 1967م وأضاف وزير خارجيته بالقول اليوم (نعم للسلام.. نعم للحوار.. نعم للشراكة والتطبيع).. امام الكنيست قال نتنياهو (بيتنا من فولاذ، وليست بيت العنكبوت وقد قتلنا نصر الله الذي قال ان بيتنا اوهن من بيت العنكبوت)، وأضاف ( لقد قتلنا نصر الله والسنوار وهنية ومحمد ضيف) واعتبر قتل هؤلاء القادة أعظم إنجازات جيشه..؟!
ولم ينسى أن يستشهد برسالة كتبها له (صهيوني إماراتي ذكر أن اسمه امجد طه وتلاء لأعضاء الكنيست فقرات من رسالة هذا الإماراتي التي وجهها( للارهابين مستنكرا مواقفهم في العدوان على شعب عريق متحضر وحر هو الشعب الإسرائيلي)..؟!
نتنياهو اعتبر رسالة (الصهيوني الإماراتي) وكأنها رسالة تائيد له وكيانه وجرائمه ورسالة ترحيب ب( التطبيع) ودون أن يتردد في القول إن غالبية دول المنطقة ترحب بالقضاء على حزب الله والمقاومة في فلسطين ومواجهة إيران ووكلائها مؤكدا كل ما سطره الكاتب الأمريكي ( بوب ودورد) وهو صحفي استقصائي يعمل منذ نصف قرن في صحيفة الواشنطن بوست وهو من فجر فضيحة (وو ترجيت) التي اطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون، وفي كتابه الاخير كشف العلاقة بين (بايدن ونتنياهو) وأسرار متعلقة بحرب الإبادة التي تشن على فلسطين ولبنان ومواقف أنظمة عربية منها. |