الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لم يكذب الرئيس المصري المقبور (أنور السادات) حين وصف حرب أكتوبر 1973م بأنها ( اخر الحروب مع العدو)، ولم يكذب الرئيس الشهيد معمر القذافي حين وصف تلك الحرب في رده على السادات ( بأن حرب

الجمعة, 24-يناير-2025
ريمان برس - خاص -

لم يكذب الرئيس المصري المقبور (أنور السادات) حين وصف حرب أكتوبر 1973م بأنها ( اخر الحروب مع العدو)، ولم يكذب الرئيس الشهيد معمر القذافي حين وصف تلك الحرب في رده على السادات ( بأن حرب أكتوبر لم تكن حرب تحرير بل حرب تحريك) وكان يقصد أن السادات خاض الحرب لتحريك الجمود الذي خيم على المنطقة ووضعها في ( مربع اللاحرب واللا سلم) وكان وزير خارجية أمريكا سيء الصيت (هنري كيسنجر) هو من نصح السادات بضرورة الخروج من هذا _ المربع _ لمصلحة مصر بعد أن زرع فكرة _مصر أولا وأخيرا _في فكر السادات واقنعه بأن مصر تستحق الأهتمام وأن ارتباطها بأمريكا سيجعل من مصر جنة وشعبها سيعيش في نعيم (ومالك انت والحروب وفلسطين والعرب دعهم يتحملوا مسؤليتهم ويواجهوا مصيرهم)..!
هذه الرؤية أو _ الفكرة الشيطانية _ التي وصلت مصر لم تكن جديدة فقد كانت سائدة وراسخة في سلوكيات ومواقف دول الخليج وفي سلوكيات النظامين المغربي والأردنى، وقد تطورت الفكرة وترسخت في الوعي الجمعي لدى الأنظمة ولدي غالبية الفعاليات النخبوية العربية، لتأتي أحداث ما يسمى ب (الربيع العربي) بما حملت من شعارات زائفة وأفكار مضللة تبنها الشباب العربي _جهلا _وحبا بالتغير بعد تفشي مظاهر البطالة والفساد والقمع، فكانت تلك الأحداث بمثابة( دعوات حق) ولكن لم تنتج التغير بل انتجت ( الباطل) فيما يمكن وصفه بالخديعة التي وقع بها الشباب العربي كحصيلة لحالة إفلاس عربي رسمي وإفلاس نخبوي وحزبي وإجداب فكري وسياسي أصاب الأنظمة والنخب فوجد الشباب المتطلع للتغير وتحسين الضروف نفسه في حالة تيه فخرج من القمقم ليقدم خدماته المجانية لأعداء الأمة..؟!
اليوم يمكن القول أن تصرفات العدو الصهيوني السائدة في فلسطين والمنطقة تنطلق من عقيدة وقناعة أن كل ما يقوم به وأيا كان ما يقوم به لن يقابل برفض أو اعتراض أي نظام عربي وكذلك لن يقابل برفض النخب والفعاليات العربية، لأن الجميع قد تم تدجينه وعزله عن قضايا الأمة وأن كل نطاق جغرافي عربي أصبح منقسما على ذاته يعيش في كنف ازماته وبالتالي لا خوف من أي ردود أفعال قد تطال العدو أو تضر بمصالح رعاته الدوليين وخاصة أمريكا الراعي والداعم والشريك في العدوان الصهيوني على الأمة..
ما حدث في 7 أكتوبر من عام 2023م كان كارثة وطوفان غير مسبوق بالنسبة للعدو ورعاته والأنظمة العربية والدول الغربية التي كانت على يقين بأنها قد افرغت الوعي الجمعي العربي من كل مقومات إنتمائه وان ( إيقونات شبكة التواصل الاجتماعي) قد ساهمت وبفعالية في تدجين الوعي الجمعي العربي وادخلته في متاهات الاستلاب والتيه، غير أن الحادثة أصابت الكل بالرعب فكان رد الفعل وحشي ومدمر وكارثي، ولم يكن موقف الأنظمة العربية وحتى النخبوية يختلف عن موقفها من أحداث ( 11 سبتمبر 2001م) حين وجدت الأنظمة نفسها مجبرة وصاغرة على مجارات رغبات واشنطن خوفا من غضبها الذي بدأ في أفغانستان ثم اتجه نحو العراق التي لم يكن لها ناقة ولا جمل في الحدث لكن كانت الفرصة مهيأة أمام أمريكا لتحقيق هدفها في تطويع المنطقة وكذبت وجعلت من كذبتها حقيقة صدقها العالم وقبلهم العرب نخبا وأنظمة، وسقط العراق وتدمرت الدولة والجيش والقدرات وتمزق نسيجها الاجتماعي، لم يعترض احد على ما حدث في العراق..؟!
طوفان الأقصى كانت حصيلة حق وفعل حق معركة حق ضد الباطل إلا أن اهل الباطل استغلوها أيضا وضخموا الحدث بحيث يبرروا ما سيكون من رد فعل لاحق، وكانت حرب الإبادة التي شنت ضد سكان قطاع غزة وبطرق غير مسبوقة تاريخيا، ولم يتحرك أي نظام عربي ولم تتحرك النخب العربية والفعاليات العربية، ومن تحرك كان تحركه مجبول بالخجل والاستحياء.. وذهب العدو وشركائه بكل سلاسة نحو أهدافه مستعرضا قوته ومحاولا إستعادة هيبته التي داس عليها أبطال الطوفان..؟!
وكانت الفرصة مواتية أمام العدو ورعاته وعملائهم من أنظمة الخيانة والعار، لاستغلال الحدث، حدث الطوفان للتخلص من المقاومة ومحورها في ظل تداعيات تراجيدية افقدت القانون الدولي والمنظمات الدولية القدرة على أداء دورها فطال رد الفعل لبنان المقاومة وفق مخطط كان معد سلفا وقبل طوفان الأقصى فكانت إستراتيجية الصدمة والرعب بقضية البيجر ثم تلتها جريمة اغتيال أمين عام حزب الله، والعديد من قادة المقاومة، وقد سبق هذه الجرائم جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، ثم تم تحريك أدوات الإرهاب في سوريا التي تحركت بتوجيه من أعداء الأمة في لحظة فارقة بهدف إسقاط النظام وقد حدث، كل هذه الأحداث لم تأتي بالصدفة بل هي حصيلة مخطط معد له من سنوات، مخطط بدأ تطبيقه وكأنه تحصيل حاصل لقضايا اجتماعية فالنظام في سوريا نظام (ديكتاتوري قمعي مستبد، نظام قتل شعبه وجوعه) ولم تكن التهم التي قيلت بحث النظام في سوريا تختلف عن تلك التي قيلت بحق نظام صدام في العراق، أو القذافي في ليبيا، أو بحق البشير في السودان، ومع كل ذلك فأن الوعي الجمعي العربي اعتبر كل هذه الأحداث أحداث إيجابية (وانتصار لتيار الحرية في هذه الاقطار)..؟!
أمام هذه الأحداث التراجيديا الدامية شاهدنا كيفية تعامل معها النظام العربي الرسمي باعتبارها أحداث خاصة تعني أصحابها ولا تعني هذه الأنظمة، بغض النظر عن التهافت الذي نراه الان باتجاه سوريا ولبنان وفلسطين وهو يمكن وصفه بأنه ( تهافت المصالح، وتهافت الشركات) فالنظام العربي يتعاطى بعقلية الشركات الاستثمارية مع كل أحداث الأمة التي لا تعنيه إلا بمقدار ما سيحقق منها من فوائد تعود عليه بمكاسب استثمارية وهذا ما جسدته مواقف الأنظمة الخليجية..!
التي تتسابق الي دمشق وبيروت بحثا عن ملاذات آمنة لاستثماراتها مع ان ( 600 مليار دولار) التي سارع النظام السعودي ليهديها لترمب ليلة تنصيبه رئيسا لأمريكا كانت كفيلة لتعمير الوطن العربي من المحيط الي الخليج لو أستثمرها قبل حدوث كل هذه الأحداث..؟!
الآن لم يبقى سوي اليمن العقدة التي تواجه هذا المخطط الاستلابي للعدو ورعاته وقد تكون اليمن هي العقدة الأخطر بحكم موقعها الجغرافي وعقيدة قيادتها وبحكم سيطرتها على أكثر من 2000 كم متر من الشواطيء البحرية ناهيكم عن تضاريسها الجغرافية الأكثر تعقيدا، وبغض النظر عما تسوقه ما يسمى ( بالحكومة الشرعية) التي لا بد أن تدرك أن العالم لا يحترم من يستجدي منه الشرعية ولو كان عميلا له بدليل أن أمريكا تخلصت من شاه إيران حين استنفذته وتخلصت من السادات كما تخلصت عن ماركوس في الفلبين وتخلصت عن مبارك وبن على وحتى الملك فيصل.. أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء.. والايام بيننا..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)