الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
"الأوطان" لاتموت "ماديا"، لكنها " تموت معنويا" وهذا ما أقصده، من خلال " العنوان" الذي احاول من خلاله توصيف حالتنا الوطنية، التي كما يبدو أصبحت أكثر تعقيدا من بدايتها، فيما نهايتها قد تندرج في

الخميس, 05-يونيو-2025
ريمان برس -

"الأوطان" لاتموت "ماديا"، لكنها " تموت معنويا" وهذا ما أقصده، من خلال " العنوان" الذي احاول من خلاله توصيف حالتنا الوطنية، التي كما يبدو أصبحت أكثر تعقيدا من بدايتها، فيما نهايتها قد تندرج في قائمة " المستحيلات"، والمستحيل _ عبارة_ تعني فقدان القدرة على تحقيق الشيء المراد تحقيقه..! 
" الموت المعنوي" للوطن هو الأخطر، من كل الظواهر والأزمات، التي قد  تعصف بالأوطان والمجتمعات، وليس هناك أخطر من "موت الهوية" و" إنتحار" الضمير الوطني،
وبغياب " الهوية والضمير"، يكون" الموت" قد حدث فعلا إذ ماذا بقي في هذا الوطن أو ذاك..؟ أن أفتقدا مواطنيه "الهوية والضمير "..؟!
" موت الوطن معنويا" يعني فقدان _المواطن _ الحاضنة التي تمنحه السكينة والأمان، و" الوكر" الذي يقيه من تداعيات الزمن وتحولاته، فإذا افتقد _ المواطن _شعوره بالهوية الوطنية، والأمن والسكينة، داخل النطاق الجغرافي الذي ينتمي إليه، والمسمى "وطنه "، فإن حياة الاغتراب تصبح هوية المواطن، فيما تطغي "ثقافة  اللاوعي بالمكان" وتشكل حائطا يعزل الفرد عن المجتمع، ويعزل المجتمع عن أزمات المكان _الوطن _..!
أن " الأوطان" تموت حين يفقد _مواطنيه _ إحساسهم بالمواطنة، وهذا الاحساس يمثل رد فعل على فقدان " الهوية الوطنية"، التي بدورها تنتفي من تجاويف الوعي، حين تطغي المصالح النخبوية، حزبية كانت، أو قبلية، أو مذهبية، أو فئوية، وأيضا حين يصبح الصراع النخبوي، على السلطة والثروة والحكم، قضية هذه  النخب النافذة، التي تختزل الوطن في " ذاتها" وتربط مصير الوطن بمصيرها..؟!
تعيش الأوطان الكثير من المراحل والتحولات التاريخية والحضارية، تهزم، وتنتصر، تتقدم، وتتخلف، تشيّد عليها حضارات، وعمران، وتنمية، وتعيش مراحل استقرار، في المقابل، تشهد انتكاسات ومتغيرات، وتواجه ظواهر طبيعية، وأخرى من صناعة البشر، لكنها في كل هذا تنهض وتقاوم كل الظواهر والمتغيرات، حين تكون "الهوية" الجمعية حاضرة في وجدان ووعي أبناء هذا الوطن أو ذاك، وحين يكون الضمير الوطني حاضرا، وتكون الوحدة الوطنية، هي السلاح الأكثر فعالية وكفاءة في مواجهة كل الظواهر، مهما كانت خطورتها..!
قيم لم تعد ذات قدسية في وطني، حيث " تجزاء الهوية" ويمزق "الضمير الوطني "على مقصلة المصالح النخبوية، ويشّطر الوعي الجمعي، فيما "الوحدة الوطنية" تنحر بحراب المتصارعين..؟!
أن الصراع على " السلطة والثروة والحكم" ظاهرة إنسانية، قديمة، قدم الوجود الإنساني،وليس جديدا على كل حال، لكن هذا الصراع يكون محكوما بوحدة "الهوية "وبضمير وطني حي، يتسلح بهما أطراف الصراع، وبهما تتغلب  مصلحة الوطن وأمن واستقرار المواطن، على حسابات أصحاب المصالح، الذين بدورهم يحتكمون لهما مهما كانت، باعتبارهما ثوابت مقدسة..!
غير أن في حالتنا الوطنية، لايبدو أن هناك " مقدس" أو قدسية "لا لوطن، ولا لمواطن، ولا لهوية وطنية، ولا لوحدة وطنية، وكما يبدو لم يعد هناك" ضمير وطني "يمكن أن يردع أطراف الصراع، الذين ذهبوا بعيدا في مواقفهم، لدرجة لا الوطن ولا المواطن حاضران في أجندتهما، وإنهما كما يتضح من خطابهم ومواقفهم، يقتفون أثر "شمشون "، وليس لديهم مشكلة في تدمير الوطن بمن فيه، أو تجزئته وتمزيق جغرافيته، بل وتمزيق نسيجه الاجتماعي، في سبيل تحقيق رغباتهم والأنتصار لمشاريعهم الخاصة..؟!
لهذا أقول أن " وطني" يحتضر، ويسير على طريق "الموت" وسيلفظ أنفاسه الأخيرة، أن ظل أطراف الصراع يتمترسون في خنادقهم، ويوجهون حرابهم إلى صدور بعضهم، وكأنهم في " حلبة مصارعة رومانية" لا تنتهي إلا بمصرع أحد المتصارعين، فيما الجمهور في المدرجات يتلذذون ويصفقون لكل " طعنة" يوجهها طرف ضد الأخر..؟!
المؤسف في حالتنا الوطنية أن ما نسبته" 10٪ أو 15٪" يمكن أعتبارهم أدوات الصراع و أطرافه، فيما غالبية أبناء الشعب ضحايا لمنطق" القوة القهرية" وسياسة الأمر الواقع، التي فرضها عليهم أطراف الصراع قهرا وقسرا وعنوة، دون أن يكون لهذا الشعب رأي أو خيار، في كل ما يجري لهم ووطنهم، لكنهم وحدهم من يدفعوا ثمن نزق أطراف الصراع وانانيتهم المفرطة..؟!
وما هو "الموت" أن لم يكن هذا الذي نعيشه، ونكتوي بسفوده شعبا ووطنا وجغرافية وقدرات.. صراع  أطرافه يراهنون على " الإسناد الخارجي إقليمي ودولي"، فيما محليا يفرضون خياراتهم ب"القوة القهرية" معتمدين على سياسة الترهيب والترغيب  والقمع والتخويف، وشعار مشترك يرفعه الجميع عنوانه" من لم يكن معي فهو ضدي"..؟!
والمثير هو غياب المشروع الوطني الجامع لدى النخب المتناحرة، وتلكم هي الكارثة..!
4 يونيو 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)