الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
سأبدأ من حيث يفترض أن أنتهي من هذه السردية المتصلة بالتعليم الخاص والمدارس الخاصة..
قطعا لن أنسى حالة "طفلتي"

الأحد, 06-يوليو-2025
ريمان برس -

سأبدأ من حيث يفترض أن أنتهي من هذه السردية المتصلة بالتعليم الخاص والمدارس الخاصة..
قطعا لن أنسى حالة "طفلتي" التي رفضت مديرة مدرستها قبول تسجيلها في المدرسة التي لا تعرف طفلتي مدرسة غيرها، فقد شأت الأقدار وقبل خمس سنوات أن أنتقل بسكني تلبية لجشع المؤجرين وشأت الأقدار أن اسكن بجوار " مدرسة خاصة" لاتبعد عن السكن سوي بضعة أمتار، ونظرا لحالة القلق والخوف الذي يستوطن الجميع، على خلفية ظواهر اجتماعية سلبية، وجدت نفسي مجبرا لتسجيل "بناتي الثلاث" في المدرسة الخاصة المجاورة ومعهم شقيقهم، أي أربعة من أولادي التحقوا بالمدرسة، ورغم الضروف القاهرة التي اعيشها ويعيشها كل أبناء الشعب، اضطريت لدفع تكاليف دراستهم التي تصل سنويا لقرابة " خمسمائة ألف ريال" وفي سبيل توفيرها أحرمت نفسي واطفالي وكل افراد الأسرة من أشياء كثيرة، وتحولت الي "متسول" ولجأت لكل صديق وكل زميل في سبيل توفير تكاليف دراسة الأولاد..!
كانت "لول" وهي " أخر العنقود" كما يقال تدخل لهذه المدرسة في بداية رحلتها الدراسية، إذ كانت في عامها السادس من العمر، وكانت هي أحد أهم الأسباب التي أجبرتني على التعامل مع هذه المدرسة..!
خمس سنوات أوجدت ألفة بين "طفلتي" والمدرسة والمدرسات وزميلاتها من الطالبات التي نمت بينهما علاقة ومودة..
خلال العام الدراسي المنصرم تعرضت لهزات كثيرة وأزمات أفقدتني القدرة على الصمود والتوازن وترميم متطلبات الحياة والتناغم معها، أزمات كانت كفيلة بتدمير حياتي وحياة الأسرة، ولكن بحمد الله ورعايته مرت، وأن بقت تبعاتها معلقة..
الأمر الذي أدى إلى عجزي في تسديد بقية من  رسوم دراسة الأولاد للمدرسة، وهو ما  جعلني أعيش حالة قلق مركب لدرجة إنني تجاهلت حتى عن سؤال المدرسة عن نتائج الأولاد..!
صباح اليوم 5 يوليو اتجهت للمدرسة مع "طفلتي" بهدف تسجيلها بعد أكثر من أسبوع من بدء العام الدراسي وبحوزتي مبلغ من المال يعادل قسطين، طالبا فقط تسجيل " لول" فيما البقية أجلت دراستهم حتى اصفي حساب المدرسة..؟!
مديرة المدرسة قابلتني بطريقة وكأني ذاهب إليها "بكفني" محمولا بين ذراعي طالبا منها العفو عن جريمة قتل ارتكبتها بحق قريب لها..؟!
"  لول" التي كانت مغمورة بالفرحة والسعادة بعودتها للمدرسة بعد تأخرها لأسبوعين تقريبا، ومن باب المدرسة انطلقت نحو مدرساتها تسأل عن زميلاتها وتكاد تطير من الفرحة، فجأة تحولت فرحتها الي حزن اختفت بسمتها وغابت نظرة الأمل والتفاؤل من عيونها، وحلت الدموع بدلا عنها، حين رأت رد فعل مديرة المدرسة التي لم تكلف نفسها حتى الطلب من  الطفلة مغادرة  المكتب والتفاهم معي بعيدا عنها..!
بدوري لم أشعر بحياتي بقهر كالذي شعرت به ساعتها، قهر على قهر "أبنتي" وقهر من هذا الزمن المنحط والردي، و رغبة تفجرت في نفسي " بلعن" كل من المتسببين بايصالنا الي هذا الحال، بل و" الكفر" بهم وبعهدهم ..؟!
أخذت طفلتي وغادرت المدرسة، لكن شعوري لم يكن يساوي شيئا أمام شعور "طفلتي " التي بعكس شقيقاتها وأشقائها لم تعرف مدرسة غير هذه المدرسة، التي بها خطت أبجديات حروفها، من الصف الأول وحتى الرابع وهذا العام يفترض أن تدرس خامس..!
بمعزل عن كل هذا، دعونا نتسائل عن شعور الطالب أو الطالبة الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف، وكيف سيكون حالهم عند التخرج وبدء حياتهم العملية..؟!
لا أعتقد أن "لول" أو أيا من زميلاتها وزملائها ممن تعرضوا لمثل هذه المواقف سينسونها، بل ستظل عقدة تستوطن ذاكرتهم حتى الشيخوخة، ورد فعلهم الطبيعي عند بدء حياتهم العملية ستكون المادة _المال، سوي كانوا موظفين فأنهم من الطبيعي " سيرتشوا" أو مدرسين " سيتاجروا بالتعليم"  أو أطباء، فطبيعي أن يصبحوا متشابهين مع غالبية أطباء اليوم، لا فرق ، وستكون  رد فعلهم البحث عن " المال" لأن المدرسة علمتهم أن " المال" أساس كل شيء في الحياة "وبه يمكن الحصول على كل شيء، وبدونه لا كرامة ولا مكانة للفرد أيا كان وكانت مكانته..؟!
خلال السنوات الماضية تلقيت عدة قضايا متصلة بالتعليم الخاص مدارس، ومعاهد، وجامعات، لعوامل عدة لم اتعمق في تناولها عبر كتاباتي وأن تناولت الظاهرة بشكل عام، إلا أن ما حدث لي اليوم جعلني أعود للأرشيف الخاص بي، للبدء في سرد قضايا التعليم الخاص وضواهره السلبية ونتائجه المدمرة لكل القيم الوطنية.. والمؤسف أن التعليم الحكومي ليس إلا وجه اخر من أوجه " الاستثمار بالطالب" فكلاهما يتأجران به، وأن اختلفت غايتهما للأسف، فالخاص هدفه المال والعام هدفه للأسف أخطر من " المال" والضحية هم الوطن والطالب وولي الأمر..!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)