ريمان برس -
كثيرة هي "الفرص المشبوهة" التي وضعت امامي، كان يمكن لو قبلت بها أن تنقلب حياتي راسا على عقب، وربما كنت _اليوم _من أصحاب الثروة والأملاك، لكني رفضت كل تلك الفرص، التي يستحيل على غيري رفضها مهما كان وكانت مكانته،هذا لا يعني أني "ملاك" والبقية " شياطين "لا والله وليس هذا قصدي، لكن المناخ الذي كان سائدا حينها، يعطيك حرية استغلال الفرص، والفرص التي قابلتها كانت ستكون بالنسبة لغيري فرصة العمر، لكنها بالنسبة لي كانت" فرص مشبوهة" تجسيدا لقناعة ذاتية تستوطني ولا تزل..
في منتصف عام 1992م وبعد أن تركت العمل بصحيفة "التصحيح" مع الأخوين المرحوم الأستاذ عبد العزيز مقبل، و الاستاذ فيصل العواضي، والتحقت بالعمل كمدير تحرير " صحيفة العروبة " يؤمها خصصت الصحيفة للدفاع عن العراق وليبيا، وسوريا، وفلسطين والقضايا الوطنية و القومية، وذات يوم فوجئت باتصال من مكتب إحدى البعثات الدبلوماسية العربية، يطلب منى زيارته..!
في الموعد المحدد ذهبت قابلت المتصل، الذي استقبلنا استقبال حارا، تفاجأت به " انا " لدرجة إني شكيت أن يكون المقصود انسان اخر غيري..!
في اللقاء وقبل أن اتناول "قهوتي" فاجأنا الرجل بأن وضع امامي ضرف "كاكي" بداخله مبلغ من المال _عملة صعبة _يكفينا لشراء منزل وسيارة في تلك الأيام وفتح حساب بنكي، والمطلوب بعض المعلومات عن جماعة معارضة لنظام صاحبي..!
بكل هدؤ لا يخلوا من حالة _عصف ذهني أنتابتني لحضتها _ رديت على المضيف قائلا " أنا آسف يا عزيزي" واضفت " تعرف أيش مشكلتنا معا، إننا نري فيكم ثورين ومناضلين وحدوين أحرار، وانتم تتعاملوا معنا وكأننا مجرد مرتزقة، ومخبرين "..!
قلت ما قلت وغادرت المكتب.. بعدها بفترة غير بعيدة وعن طريق أحد الزملاء التقيت بمدير " وكالة انباء عربية خليجية" الذي لم يتردد بتقديم عرض مغري _ للعبد لله _فاعتذرت له وللزميل المحلي الذي عرفناء به بكل لطف وادب وغادرت المكان..!
لم يدوم الأمر طويلا حتى تلقيت عرض من " جهة عربية براتب شهري 1500 دولار " ووضع امامي إستمارة الاتفاق للتوقيع، فأعتذرت بكل لطف أيضا..!
في أوائل عام 1993م تعرفت على السفير الإريتري والقنصل وارتبطت معهما بعلاقة صداقة واحترام، كما ارتبطت بعلاقة مع السفير الكوبي، عن طريق المناضل عمر شحاته، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صنعاء حينها..!
ذات يوم تلقيت اتصال من السفارة الإرتيرية وفعلا ذهبت_ وكانت علاقتي بالسفير والقنصل تتطور، وكثيرا ما كنت أذهب للمقيل معهما في منزل السفير _رحمه الله _ وخلال ذلك اللقاء عرضوا عليا العمل بصحيفة " إريتريا بالعربية" _أو هكذا كان اسمها _فأعتذرت لهما بأدب رغم ان العرض كان أكثر من مغري، وإننا ساعيش في إريتريا مع أسرتي وخلال عام ساحصل على المواطنة الكاملة..!
كنت خلال تلك الفترة المشاعية في العلاقات بين النخب اليمنية والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، حريصا على تقنين علاقتي بهذه البعثات، وكأن بيني وبين السفارة الأمريكية والسفارات الغربية والخليجية حالة قطيعة دائمة فرضتها بنفسي على نفسي..!
يتبع |