ريمان برس - خاص -
ذات يوم مؤغل جاء وزير خارجية أمريكا " هنري كيسنجر" إلى " دمشق" عارضا على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إعادة هضبة الجولان مقابل "السلام والتطبيع مع العدو".. رد الأسد : لن يرفع العلم العربي السوري فوق هضبة جولان قبل أن يرتفع علم فلسطين فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
طيلة سنوات حكمه رفض الرئيس الأسد المساومة على فلسطين ودعم فلسطين شعبا ومقاومة وبما هو متاح من الامكانيات.. كانت سوريا عام 1973 م قد خاضت الحرب الي جانب مصر ضد العدو، وكان يمكن أن تكون حرب تحرير حقيقية، غير أن " السادات" جعل منها حرب تحريك المياه الراكدة، وخذل سوريا حين قبل وقف إطلاق النار في منتصف المعركة بذريعة " الثغرة" التي تعمد السادات حدوثها مع احمد اسماعيل واعترض عليها الفريق الشاذلي قبل بدء الحرب ولكن السادات أصر على خطته التي أعدها مع الفريق أحمد إسماعيل والجمسي، قرار وقف إطلاق النار الذي قبله السادات دون ابلاغ دمشق دفع العدو لسحب جيشه من وسط سيناء والتوجه نحو الجولان في وقت كان فيه الجيش العربي السوري على مشارف بحيرة طبرية..!
مواجهات دامية خاضها الجيش السوري واشهرها معركة الدبابات التي لم يحدث مثلها حتى في الحرب العالمية..!
رغم ذلك رفض الأسد كل مشاريع الاستسلام..!
بعد غزو أمريكا للعراق، حضر وزير خارجية أمريكا الي "دمشق" ليقول للرئيس بشار " دبابتنا على حدودكم"..؟!
رفض بشار هذا المنطق.. تخلي العرب عن سوريا بأوامر أمريكية صهيونية، تحالف مع روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، والصين، وفنزويلا، وواصل دعم المقاومة وسياسة الممانعة، حدثت عدوان 2006م ضد المقاومة في لبنان ممثلة ب" حزب الله"، دخلت قوافل" الميركافا "أو إسطورة الرب، بالعبرية وكانت مجزرة وادي جديد في جنوب لبنان، هناك حيث تحولت " دبابات الميركافا" إلى "علب صلصة" بفضل صواريخ " كورنيت" المضاد للدروع، ولم يكن الصاروخ سوي صناعة عربية سورية..!
وكان القرار بإسقاط سوريا أمريكيا _صهيونيا _عربيا للأسف..!
قيل عن النظام انه نظام " طائفي علوي" يضطهد اهل "السنة والجماعة"..؟!
فيما كان نائب الرئيس" سني "و" قائد الجيش سني" و" وزير الداخلية سني" و" رئيس جهاز المخابرات سني" وغالبية القادة العسكريين والأمنيين " سنة"، وكأن النظام علماني لايؤمن بالطائفية ولا يمارسها ولكن تم تصنيفه هكذا وبدأت ثقافة" شيطنة النظام" بتمويل عربي للأسف..!
فتحت أحداث "حماة" التي وقعت عام 1982م وقيل أن مائة الألآف من الشعب السوري قتلهم النظام في" مدينة حماة" في أحداث فجرها "الأخوان المسلمين" وبعض أجهزة المخابرات العربية وأنظمة عربية أيضا وقفت داعمة للأخوان في تلك الأحداث الدامية، التي قتل فيها الأخوان من الضباط والجنود أكثر مما قتل النظام منهم..!
تم " شيطنة نظام بشار" وفرض عليه الحصار وتجويع سوريا وشعبها،بموجب قانون " قيصر" الذي لم يكن سوي عميلا للمخابرات الأمريكية..!
سوريا التي كانت قد وصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي في كل متطلبات الحياة، وهي البلد الوحيد في العالم التي لم تعرف طريق " البنك والصندوق الدوليين".. عام 2011م وتحت ذريعة "الثورة" تم حشد قتلة ومرتزقة العالم ومن" 90 دولة " وفيهم ضباط استخبارات ومستشاريين عسكريين من امريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وقطر، والسعودية، والأردن، والكيان الصهيوني، وتركيا..!
نهب "الثوار" المزعومين " 17 ألف معمل ومصنع "من" مدينة حلب" تم تفكيكها ونقلها الي" مدينة أضنة التركية" وبيعت تلك المعامل والمصانع" لنجل السيد أردوغان"..!
تحدثوا عن البراميل المتفجرة وعن " ثروات آل الأسد"..!
ودخل "الثوار" وفيما كانت الفضائيات تنقل للعالم ما اسمته" جرائم نظام الأسد "في" سجن صيديانا "كان العدو الصهيوني يدمر مقدرات الجيش العربي السوري والدولة السورية، ولم تنقلها الفضائيات أو تطرق إليها ..!
قيل انه كان في سجن صيديانا" 30 الف سجين"..!
اليوم في سجن صيديانا 45 الف سجين، جرائم الساحل السوري يندي لها الجبين ويدينها الملحد قبل الموحد.. السويدا قصفت بالدبابات وصواريخ اسكود، والاف من القتلى وجرائم الخطف والاغتصاب والنهب وهتك الاعراض.. جرائم دفعت دروز السويدا وجبل العرب معقل سلطان باشا الأطرش إلا أن تستنحد بالصهاينة خطوة لم يقدم عليها الدروز منذ عهود سحيقة..!
سوريا اليوم لم تعد سوريا التي نعرفها ويعرفها العالم بلد التعايش والتعدد العرقي والتنوع المجتمعي.. إنها اليوم "إمارة أفغانية" وقندهار بالعربي..!!
العدو على بعد 10 كم من دمشق.. هل كان هذا هوا ما تريده الثورة ويرغب به الثوار..؟!
" أديب الشيشكلي" قتل "خمسة دروز" لحقوه وقتلوه في الارجنتين..؟! فأين سيكون مصير " الشرع"؟
الذي قتل وأهان الطائفة الدرزية بكل مقوماتها الوجودية، وأهان وارتكاب مجازر بحق العلويين، والمسيحيين، وبحق اهل السنة والجماعة الذين يرفضون ثقافة الموت والقتل، من أمثال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتله "الجولاني" والمفتي أحمد بدر الدين حسون المعتقل في سجون الجولاني وعصابته..!
الدروز الذي أصدرا رؤسائهم فتاوى حرمت عليهم الاشتراك بالقتال منذ عام 2011م لانه لا يجوز أن يقتل المسلم أخيه المسلم وابن وطنه وشريكه في المواطنه، فغادر الجيش أكثر من خمسين الف من أبناء الطائفة واحترم النظام قرارهم ولم يسألهم..!
في سوريا ثورة قامت من أجل العدو وفي سبيل تحقيق أهدافه ورغم دعم العدو الثوار، وهو من فتح مشافيه لتقديم الرعاية لهم، ما أن حققوا له أهدافه، حتى انقلب عليهم، ذات التجربة التي عملتها أمريكا مع تيار الإسلام السياسي الذين استخدمتهم ضد انظمتهم وحاربوا بديلا عنها في أفغانستان، وفي النهاية تخلصت منهم، العدو طبق ذات السيناريو على ثوار سوريا..!
السؤال هو هل الأنظمة العربية التي دعمت ثوار سوريا نكاية بالاسد؟ أم حبا بالعدو الصهيوني؟ ولماذا تقف اليوم تتفرج على العدو وهو يعربد بسوريا؟ ويعمل على تمزيقها، ويسعى فعلا لتقسيمها، مبررا عربدته بحماية الدروز..؟ وهو يعمل على إقامة دولة درزية في جنوب سوريا وشمال فلسطين تكن بمثابة حزام امني له..!
هذا ما سوف نراه في قادم الأحداث.. فترقبوا |