الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
□ حضرموت كبيرة بأهلها، فضلًا عن جغرافيتها وتاريخها وثقافتها.. وأهم من ذلك قيمها المجتمعية، وهي قيم احترمتها شعوب آسيوية وأفريقية دفعت بها إلى الإسلام، وما كان ذلك ليحصل دون قيم الصدق والأمانة واستيعاب معنى "الدين المعاملة"، وهو ما تميز به الحضارم على مستوى الشعوب الأفرو–آسيوية، وكذلك على المستوى العربي القومي. ويكفي أن نذكر إسهامات الحضارم منذ توسع

السبت, 16-أغسطس-2025
ريمان برس -

□ حضرموت كبيرة بأهلها، فضلًا عن جغرافيتها وتاريخها وثقافتها.. وأهم من ذلك قيمها المجتمعية، وهي قيم احترمتها شعوب آسيوية وأفريقية دفعت بها إلى الإسلام، وما كان ذلك ليحصل دون قيم الصدق والأمانة واستيعاب معنى "الدين المعاملة"، وهو ما تميز به الحضارم على مستوى الشعوب الأفرو–آسيوية، وكذلك على المستوى العربي القومي. ويكفي أن نذكر إسهامات الحضارم منذ توسع الدولة الإسلامية، ودورهم في القضاء وإدارة الأموال في مصر وبلاد ما بين النهرين.
أما في الجزيرة العربية، فهم جزء جغرافي واجتماعي منها، وإن تمايز الاختلاف ثقافيًا وسلوكيًا مع بعض أقاليمها في ظل الدولة الإسلامية–العربية. وبعد قيام الدول الحديثة مطلع القرن العشرين، وأهمها المملكة العربية السعودية التي أعادت إلى جزيرة العرب ألقها وتأثيرها، تطلع الحضارم إلى دور بارز في الأفق مطلع القرن العشرين. غير أن بريطانيا كانت لها مشاريع أخرى ومخططات نُفذت عبر "بنادق للإيجار".. وقد فعلت!
***
السؤال: هل هذا الحضرمي ما زال يثير حفيظة بعض الأشقاء في إقليم جزيرة العرب، إلى حد الشعور بالدونية أمام تاريخ وأدوار الحضارم، رغم ما تحقق لهم من رفاه العيش والاستقرار الذي انحسر عن حضرموت وأهلها، بعد أن فرضت بريطانيا ضمها قسرًا إلى مشيخات جنوب اليمن قبل انسحابها بشهرين، أي في 30 نوفمبر 1967؟
لقد غادر الحضارم إلى المملكة العربية السعودية لينضموا إلى من سبقوهم قبل وبعد قيام الدولة السعودية الثالثة، فيما تولّى نظام دولة اليمن الجنوبية تنفيذ المخطط البريطاني تحت شعارات ثورية، مثل "ترييف عدن" و"تحويل الحضارم إلى كرانية"، عبر ممارسة مختلف أشكال الإرهاب. وقد تصاعد ذلك مع اقتراب بريطانيا من الانسحاب من منطقة الخليج، في شكل مطاردات واعتقالات لآلاف الكوادر العسكرية والإدارية، وخاصة المصرفية، لدفعها إلى الهجرة إلى دول الخليج العربي والمساهمة في قيام دوله على امتداد السواحل الشرقية لجزيرة العرب.
وكان للحضارم إسهامات مشهودة في التأسيس والبناء، وهذا تاريخ قريب ومشهود، لا يستطيع الأشقاء إنكاره أو التنكر له.. أو هكذا ظننا وما زلنا نأمل.
***
اليوم يواجه المجتمع الحضرمي الكثير من الاستفزازات من قبل قوى عسكرية جنوبية في خدمة المعازيب. وآخر هذه الاستفزازات تزوير مذكرات النائب العام لاعتقال الشيخ عمرو بن حبريش، واللواء مبارك العوبثاني قائد قوة حماية حضرموت، وكذلك د. سعيد العمودي، الشخصية الأكاديمية والاجتماعية في حلف قبائل حضرموت والقيادي في المؤتمر الجامع الحضرمي، وجلبهم بالقوة المسلحة قهرًا، كما فُعل مع بعض إعلاميي ومثقفي وكتاب حضرموت.
ونحن نتساءل عن دوافع هؤلاء الذين يدورون في فلك بعض الأشقاء أو تُدار تحركاتهم من قبل أجهزة أبعد، لم تنسَ لقاء الملك عبدالعزيز آل سعود بالرئيس روزفلت، القادم من "مؤتمر يالطا" لترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، في السويس، حيث وُقعت الاتفاقية الشهيرة على ظهر الطراد "كوينسي" في البحيرات المرة. والسؤال: هل ما زالت مرارة "تشرشل" التي وصفها في مذكراته حاضرة حتى اليوم؟
لكن، وحتى لا نغرق في التاريخ، هل يدرك الأشقاء خطورة هشاشة مؤسسات الدولة اليمنية في ظل صراع دولي مختلف لإنشاء نظام عالمي ما زالت معالمه غير واضحة، وأصبحت فيه السعودية أكبر أهمية وأبعد أدوارًا حتى من فرنسا وبريطانيا ذاتها؟ أسئلة مشروعة لاستجلاء هذا العبث ومحاولات إخضاع الحضارم لدور "الكرانية" في مشروع دولة الجنوب العربي الجديد، على غرار مشروع "هوتن بوتام" لمشيخات محميات عدن الغربية؟
***
الحضارم اليوم ليسوا حضارم الأمس، الذين تفاعلوا أو انخدعوا بشعارات "وحدة، حرية، اشتراكية" لبعثٍ أضحى جثة هامدة، ولا بشعارات "حرية، اشتراكية، وحدة" لناصرية لم تقدم أكثر من ترسيخ الانقسام والهزائم المتوالية.
الحضارم اليوم يدركون، أكثر من أي وقت مضى، أهمية حضرموت جغرافيا وتاريخًا وثقافةً لليمن، إن أراد اليمنيون دولة في الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب. دولة تدرك تعدديتها الاجتماعية قبل الحزبية والمناطقية، وتمنح حضرموت حقها في أن تكون إقليمًا قائدًا كما هي "أبو ظبي" في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونتمنى على الإمارات أن تثمّن ما قدمه الحضارم، وقدرتهم على الاضطلاع بدورهم في أمن واستقرار الجزيرة العربية، في ظل تحولات دولية لم تعد قابلة للتجاهل. حكمٌ ذاتي تسهم من خلاله حضرموت في بناء دولة قابلة للاستمرار، وتضطلع بدورها الاستراتيجي–المحوري، لا بدور "الكرانية"، لكي لا تتغير الخرائط!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)