ريمان برس -
بين الحلم واليقين كانت الثورة.. كان الفجر.. كانت "الشمس قد ارسلت اشعتها لتبدد قتامة الظلام.
لكن تجتر الأزمنة أدوات وأساليب المكر والخداع، وكأن للثورة" سامرها "..!
تحت سماء جغرافية الفرحة، التي أشرقت عليها" شمس "سبتمبر، برزا ثمة" سامري " حاملا أدلة إنحراف القوم، مستعينا ب" فتاوي الكهنة " الذين اعتبروا الحدث " رجسا من عمل الشيطان"..!
لم يختلف "سامري" الثورة عن جده الأول الذي نصب "العجل إله"، بل تماهت غايتهما في تحريف المسار وتجريف الوعي وترسيخ فكرة أن الاضواء المبهرة تكشف " الأعراض "وأن الدين أمر " بالستر "..!
الثورة لم تكن سواء فعل من" منكر" والجمهورية تعني تدمير قيم وأخلاقيات المجتمع، وبوابة لاجتلاب الفواحش لمجتمع " مسلم" متمسك بدين أولياء أمره من ملوكه ورموزه وكبرائه ومرجعياته من اهل الحل والعقد..!
فيما "السامري" راح يكرس مفردات الجهل في وسط مجتمع الجهل زاده اليومي..!
بين " ثوار، وسامريون" انقسم المجتمع فيما " مرجعيات" المنقسمين راحت تشرعن نفوذها حسب تمددها بالمكان..!
كان" المكان" نقطة الضعف وعنوان إستلاب الحلم.. كما كان "مقبرة الحالمين"، فيما "حراب الفيد" تطوق المكان وتتحكم بمتواليات الزمن..!
ظلت الشمس ترسل اشعتها تبدد قتامة المكان الذي ظل متمسكا بقوانين مكتسبة، قوانين تشيطن أي محاولة للتغير وطمس مظاهر الجهل والتخلف..!
فالحرية كانت هي الفسق، والتعليم مخالف للقيم، والدولة عدوا للقبيلة والنظام والقانون أعداء للاعراف الاجتماعية المكتسبة..!
المرأة عورة، والقادم الوطني الثائر "ملحد" يجب ازاحته والعروبة مناهضة للدين، وبن "ساعي البريد" لن يحكم "سامري" الثورة.. و" الجمهورية بدعة" أن لم تخضع " للأسلمة"..!
توالت سنوات العجاف بأحداثها، إذ كانت كل السنوات تأكل كل شيء، ولم تأتي" سنة فيها يغاث الناس وفيها يعصرون" ولا نزل ننتظر من الزمن أن يجود بها وأن كنا على ثقة بأن "حراس محراب القبيلة "أكثر يقضة من أولئك الحالمين الذين تساقطوا تباعا وتشيطنوا ولايزال حراس المحراب يصدرون فتاويهم التي تطوع الوطن للقبيلة وتجعل القبيلة في خدمة السلطة وحتى" الدين " يطوع لخدمة السياسة ولم تكن السياسة يوما في خدمة الدين..! |