ريمان برس - خاص -
كشفت زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن عن حالة من تبعية مفرطة تبديها الرياض لواشنطن، تبعية ليست وليدة المرحلة بل عمرها أكثر من ثمانية عقود وتعود جذورها الأولى للقاء مؤسس مملكة أل سعود مع الرئيس الأمريكي عام 1945م أمام شاطي الإسكندرية المصرية حيث ابرمت معاهدة استراتيجية بين الرجلين تتكفل بموجبها أمريكا بحماية نظام آل سعود ووحدة أراضيه، مقابل أن يتكفل النظام السعودي بحماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه ونصرته في مواجهة المد الوطني الفلسطيني والمد القومي العربي، معاهدة كاثيوليكية مقدسة ابرمت قبل ميلاد الكيان في فلسطين بثلاث سنوات..؟!
وقد وفي كل طرف بتعهداته، لكن يبدو اليوم ان هناك مرحلة انفتاحية جديدة مطلوب فيها من " ال سعود" الانتقال من الدعم السري للكيان، الي الدعم العلني.. مقابل أن يصبح محمد بن سلمان ملكا للبلاد، إذ وصفه اليوم ترمب ب "ملك المستقبل" والحليف الذكي وقارن ترمب اليوم بين المملكة والكيان واعتبرهما معا حلفاء موثوقين لأمريكا، ولهذا ابدا استعداده لبيع المملكة طائرات مقاتلة من فئة F35 وان كانت لا تتمتع كالعادة بالمواصفات والتقنيات الكاملة وربما سيقودها ايظا طيارين امريكيين أو اسرائليين لافرق عند المملكة على غرار طائرات التجسس " أواكس العملاقة" التي اشترتها المملكة من امريكا وتدار لليوم من قبل طواقم أمريكية وممنوع على اي سعودي الصعود عليها..!
ترليون دولار هو المبلغ الذي تعهد به بن سلمان للاستثمار في أمريكا مقابل صفقات وتقنيات لا تجد المملكة من يستطيع التعامل بها من مواطنيها الا نادرا وفي نطاقات محدودة، وأزمة اقتصادية طاحنة تعيشها المملكة وخطط واحلام بن سلمان ورؤية المملكة 20_30 التي تعثرت وتعثرت مشاريعها وتحولت الي مجرد أحلام طوباوية..؟!
لكن المهم ان تضخ المملكة أموالها لخزانة أمريكا وان تبقى أمريكا عهدها على حماية نظام آل سعود خاصة وبن سلمان يحتاج هذه الحماية في المرحلة الراهنة التي بدت فيها نيران الخلافات تتصاعد من داخل اروقة القصور الملكية ..!!
بكلمات عابرة تحدث بن سلمان عن القضية الفلسطينية دون توضيح فيما أكد ترمب أن الفلسطينيين يحبونه لدرجة " العشق"..!
تفاخر ترمب أيضا بكونه اول رئيس أمريكي هاجم إيران وانه لن يسمح بإيران نووية في عهد متجدد عنوانه تجريد كل دول المنطقة من اي قدرات عسكرية سوي كانت نووية أو صاروخية أو أسلحة تقليدية وان كانت بنادق قناصة فقط القدرات العسكرية يجب أن تكون للكيان ويجب أن يكون الكيان وحده من يملك التفوق العسكري، وغير مسموح للبقية بالتسلح أو امتلاك حتى بنادق عادية، ولهذا نراه يهدد إيران بتجريدها من قدراتها النووية والصاروخية، ويطالب بتجريد المقاومة في لبنان والعراق من سلاحها الخفيف، ويهدد اليمن، وحتي مصر لم تسلم من غمزات العدو ويرى أن تحديث الجيش المصري خطرا يهدد وجوده، وربما سيأتي يوما تطالب فيه إسرائيل وامريكيا من تجريد العرب والمسلمين حتى من "سكاكين المطبخ وصواطير الجزارين" خشية من استخدامها ضد الصهاينة خاصة مع تزايد عمليات الطعن داخل الأراضي المحتلة..! وقد يصل الأمر بتجريد العرب من " المقلاع والاحجار" السلاح الذي استخدمه أطفال الانتفاضة وبجدارة، وقد يعود ويستخدم في الضفة الغربية الموعوده بالانفجار الشامل في وجه العدو قريبا..!
أكد ترمب ان بن سلمان طلب منه رفع العقوبات والحصار عن سوريا واصفا الرئيس السوري الذي كان مطلوبا لأمريكا كإرهابي بأنه رجل قوي وشريك نافع..؟!
ما تناقلته وسائل الإعلام اليوم عن لقاء ترمب مع ولي العهد السعودي لم يكن لقاء قادة بل كان لقاء " العبد _ بسيده" فطيلة اللقاء كان بن سلمان يخاطب ترمب ب "سيدي الرئيس" لم يقل ابدا فخامة الرئيس وان كانت وسائل الإعلام السعودية قد ترجمت اللقاء بعكس نصه الأصلي، وبالتالي فأن اللقاء كان لقاء " التطويع" على طريق "التطبيع" وان المملكة اسير على منهج وخطة أمريكية إسرائيلية مرسومة بعناية بما يحافظ على ماء وجه المملكة التي وصفها ترمب بزعيمة الوطن العربي والعالم الإسلامي..! |