ريمان برس - خاص - لقدذهبتُ بعيداً - وعلى مدار عام كامل - في البحث،عن معاني ومفاهميم ومصطلحات الهيلكة،فوجدتُ أنّها بجميع مفاهيمها ومعانيها ومصطلحاتها،لاتتجاوزمعنيين:
المعنى الأول:يقصدبه بناء الشيئ،بحسب ما يتصوره الباني،من أن بناءه،له فائدة عاجلة،تصبّ في مصلحته،أومصلحت االمعنيُّ بالبناء.وفي المفهوم العسكري،بناء جيش وطني،بعقيدة عسكرية، تتلائم مع عقيدة المجتمع،وطبيعة الموقع الجغرافي،وسياسة الدولة المقصودة،ببناء وإنشاء هذاالجيش.
أماالمعنى الثاني:فيطلق ويقصدبه إعادة الهيكلة،أي تخريب الشيئ الموجود وتدميره،وإعادة بناءه،على هيئة أوشكل،يحاكي مثال صابق،في الوجود، بحسب مايراه ويتصوره البناي – المسؤل التنفيذي – دون أن يكون للمعنيُّ – المستفيد من البناء - أي دخل في الشكل والتركيب.وعلى هذا يكون المقصودبإعادة الهيكلة،في المفهوم العسكري،هو:تخريب وتدمير الجيش الموجود،وإعادة بناءه،بتشكيل وعقيدة عسكرية،تحاكي عقيدة الجيوش،التي ينتمي لها خبراء الهيكلة،دون أن يكون للقيادة العسكرية المعنية،أوالمقصودة بالهيكلة،أي دخل في التشكيل والمعتقد.وبالتالي نجد خبراءالجيوش وقادتها والباحثون, في هذا المصطلح الخطير،يُجمعون على أنّ هيكلة الجيش، لايجري تفعيلها إلابخبراء،متخصصون في هذا الجانب وأن يحملوا نفس عقيدة الجيش المستهدف بالهيكلة،وأن يكونوا من ذوي الخبرات والمهارات العسكرية العالية،والرؤية الثاقبة،التي تساعدهم على تحديد مطالب العمل الهيكلي،وتحديد المفاصل الهيكلية،التي يتطلب النظر في بناءها،أوإعادة ترميمها،في الجيش المستهدف،دون المساس بعقيدة الجيش،مالم تكن هناك تعديلات،جوهرية بسيطة،تحت ظروف قاهرة،مع اخذالإعتبار,في مراعاة التركيبة الاجتماعية للجيش،والمجتمع والموقع الجغرافي,الذي يتمركزفيه الجيش المستهدف.وبذلك نجد أنهم يضعون لمسألة الهيلكة،فترة زمنية طويلة،تصل من عشرين إلى خمسة وعشرين سنة،ويجمعون قطعاً على توحيد،معتقد الخبراء،مع عقيدة الجيش المستهدف،وبالتالي: فإنّ عشرسنوات،لهيكلة الجيش اليمني،تعتبرمدة غير كافية،لضمان النحاج المطلوب،وإذاكان خبراء الهيكلة، يحملون عقيدة الجيش الغربي،أمريكيون،وأروبيون،وأردنيون،فمعنى ذلك أنّ الهيكلة في الجيش اليمني،مسألة انتقامية،لأنّ هؤلاء الخبراء،لايحملون عقيدة عسكرية،مغايرة لعقيدة، الجيش اليمني فحسب،بل يحملون عقيدة،عسكرية مغايرة،ومعادية للجيش اليمني,والمجتمع الذي ينتمي إليه،وبذلك فالجيش اليمني،في غاية من الخطورة والخطر........
أهـــــــــــــداف الهـــــــيكلة:وتستهدف الهيكلة، في طريقها إلى الجيش المستهدف، أمور في غاية الخطورة والخطرالأول منها:
العقيدة العسكرية:حيث يواجه خبراء الجيوش، صعوبات مضنية، في إجراء التعديلات,أوادخل مسائل جوهرية،على عقيدة جيوشهم،وخصوصاً العقائد العسكرية المستديمة،التي لايجري تعديلها بشكل دوري،وبالتالي فإنّ العقيدة العسكرية اليمنية،ليست من اليوم،أومن أمس،كما يتوهم المطبلون للهيكلة،بل هي عقيدة عسكرية مستديمة، تمتد لآلاف السنين،منذ أن إجتمع قادة الجيوش، في مؤتمرهم الأول,أمام الملكة بلقيس،هناك في ذلك التاريخ الغابر،الذي أخبر الله عنهم بقولهم(نحن أولوا قوة وأولوابأس شديد)ولم يجري تغييرها من ذلك التاريخ،سوى تعديلات جوهرية،في ثلاث مراحل استراتيجية عسكرية،الأولى كانت في صدر الإسلام،عندما صبغها بصبغة إسلامية،وجعل أفرادها يكرون ولايفرون،والثانية:في عهدالدولة الطاهرية،لتصبح برية بحرية،والثالثة، في عهدالزعيم/صالح،عام 1994م.لتصبح هجومية، دفاعية،أمنية وقائية،إحترازية،وبهذا التركيب العقائدي، فإنني أتحدى قادة الجيوش الغربية وخبراءها،من وزير الدفاع الأمريكي السابق(ديك تشيني)وحتى آخر خبير أوروبي،يمتلك أويدعي القدرة،في معرفة وفكفكت شفرات العقيدة العسكرية اليمنية،إلا إذاكان المقصود،تدميرها وتغييرها،ولمن يدعي غير ذلك،فله حمل بعيروأنا به زعيم......
الأمرالثاني:الأصناف والتشكيلات العسكرية:بمجرد تغيير عقيدة الجيش، سيتم فوراً تغييرأنصافه وتشكيلاته العسكرية،وهذا من المعلوم بالضرورة،لأنّ العقيدة الغربية،تبنى على الإسنادالاستراتيجي،والنيران الصديقة،بينما العقيدة الشرقية، تبنى على قوة الإحتياط القريب،في الدفاع والهجوم،بمايساعدها على التدخل السريع،في الإلتفاف والتطويق،وبتغيير العقيدة سيتم،إلغاءوتدميرالدفاعات المصاحبة، للأصناف البرية والبحرية والجوية، معنى ذلك..... إلغاءوتدميرالدفاع الساحلي،للقوات البحرية، والدفاع الجوي،للقوات الجوية،والحرس الجمهوري،للقوات البرية،ولأنّ العقيدة الغربية،تؤمن بكثافة النيران وتقليل العدد،فإنه سيتمّ تدميروإلغاء الإحتياط المصاحب،للقوى البرية والبحرية والجوية،ومنعى ذلك تدمير وتمزيق،قوات الأمن المركزي،بإعتبارها الإحتياط الإستراتيجي للقوات المسلحة،في السلم والحرب،وفي هذا قديستفيد،الأخوان المسلمون،في تدميرقوات الأمن المركزي،والحرس الجمهوري،إلا أنّ ذلك سيضعف الجيش اليمني،وسوف تصبح القوات المسلحة اليمنية،عاجزة عن إجراء،حتى مناورة برية،إلابمشاركة خبراء أجانب،ووحدات عسكرية أجنبية،كما هوالحال،في الدول المجاورة.
الأمرالثالث: التدريب والتأهيل:بمجرد تغييرعقيدة الجيش، سيجري تغيير خطط وبرامج التدريب والتأهيل،وهذه مسألة خطيرة،لأنّ الجيش اليمني، الآن... في مرحلة،مافوق التأهيل،وبالتالي لن يرتضي أفراده، بمسألة التدريب الجديد،إذمن غيرالمعقول،أن يقبل الإنسان لنفسه،بالنزول من الأعلى إلى أسفل،وبذلك من المؤكد،أن يتجه معظم أفرادالجيش،إلى الفرار الممنهج،والإقصاء والتهميش،والإنتقام،من المخلصين،بسبب الولاء،من البقية الباقية،من الجيش القديم،وهذه من أخطر المسائل - صحيح قديستفيد الأخوان المسلمون،بتجنيد مليشياتهم، في مسألة تجنيد البديل،إلا أنها ستضل مسألة اجتماعية عسكرية شائكة،تشغل أروقة النظام,وتهدد بقاءه,ومن جهة ثانية، فإنّ مسألة إحلال جيش جديد،بتدريب جديد، سيضرب الإحتياط العام للجيش،أي أنّ الإحتياط العام،الذي عملت على بناءه الدولة،من عام 1962م- وحتى اليوم،سيصبح خارج الجاهزية،وغير صالح للإستعمال،وبهذا قديصبح رئيس الجمهورية،المشري/هادي مضطراً إلى تفعيل قانون الخدمة الإلزامية،لإيجاد إحتياط جديد,بتدريب جديد،وهوماقديجبرالحكومة، إلى بذل الأموال الباهضة،في إنشاء معسكرات جديدة للتدريب،وإستقدام خبراء تدريب،وخطط وبرامج تدريبية،وغيرها من لوازم الإنشاء.
الأمرالرابع:التسليح:هناك علاقة عزلية بين العقيدة والسلاح،وبمجرد تغيير عقيدة الجيش هنا،سيصبح السلاح الموجود مع الجيش،غير صالح للإستعمال،أي مجرّد خردة،وهذا سوف يجعل الدولة،تدفع الغرامة مرتين،المرة الأولى: في السلاح القديم,الذي أصبح غيرصالح للإستعمال، والمرّة الثانية،في شراء سلاح جديد،للجيش الجديد،وفي هذه المسألة لن يستفيد الأخوان المسلمون،وإنما المستفيد الرئيسي،هوأمريكا فقط ..لأنها بهذا العمل،سوف تقضي على عدوها الروسي اللدود،وتُدمّرقاعدة العند)أعظم قاعدة عسكرية،في الشرق الأوسط بل وتقضي على المصادر التجارية للسلاح الروسي،في الشرق الأوسط وإلى الأبد،ومن ناحية تجارية،ستكسب عمولة اليمن،في شراء سلاح جديد,لجيشها الجديد،وربما تقوم شركات أمريكية،بشراء السلاح الروسي اليمني القديم،بأبخس الأثمان، وبيعه على عناصر القاعدة,في سوريا،كما فعلوا بالسلاح الروسي المصري،وبيعه على المجاهدين الأفغان،في حربهم مع الروس،وهذا من المؤكد,وستذكون ماأقول لكم,وأفوض أمري إلى الله, إنّ الله بصير بالعباد.
:احمدالأهدل باحث في الشؤون العسكرية اليمنية
بتصريف من صحيفة الهدف |