ريمان برس - متابعات - وكالات - جذبت صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ انطلاقها قبل سنة نحو 43 ألف مشتركة ومشترك من مختلف أنحاء العالم العربي.
وهي مبادرة جريئة أطلقتها مجموعة ناشطات عربيات استلهاما لأحداث الربيع العربي بهدف صون حقوق المرأة العربية وحثها للانتفاض على واقعها.
وطلبت الحملة من داعميها على فيسبوك امرا واحدا فقط: ان يكتبوا على ورقة بيضاء أو على شاشة الكمبيوتر "أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي" مع إضافة سبب تأييد الانتفاضة، ومن ثم التقاط صورة لهم مع هذه الجملة وإرسالها الى صفحة الحملة.
وانتشرت خلال الأسابيع الأخيرة على موقع فيس بوك صور مشاركات شابات وشبان معظمهم من فلسطين والسعودية واليمن ومنها "أنا مع انتفاضة المرأة لأنني مللت من كلمة عيب أنت بنت" ومشاركات لشبان مثل: "أنا مع انتفاضة المرأة لأنه حينما تفكر فيها كإنسان قبل أن تفكر فيها كأنثى سيختلف الأمر كثيرا"، وغيرها.
وتميزت بعض هذه الكتابات بأنها تتحدى التقاليد والمحظورات الدينية السائدة حيث قالت ديالا حيدر وهي واحدة من أربع نساء أطلقن الحملة لوكالة فرانس برس "كنا نتوقع التجاوب لأننا كنا نعلم أن النساء يردن منصة لكن ردة الفعل فاقت التوقعات".
وأضافت حيدر إن "الثورات قامت لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إذا تركت المرأة في الأماكن الخلفية لافتة إلى خيبة الأمل" إزاء تهميش الدور السياسي للمرأة خلال أحداث الربيع العربي.
أما فرح برقاوي فقالت في تصريحات صحفية إن فكرة المبادرة بدأت منذ أكتوبر/تشرين الاول عام2011 كردة فعل طبيعية على ما يحدث في الثورات العربية وعلى دور المرأة في الثورات وتهميش دورها بعد هذه الثورات وإقصائها عن العملية السياسية وعملية إعادة بناء المجتمع في كل من مصر وليبيا وتونس.
وبدت مشاركات النساء متفاوتة في طبيعتها ومضمونها، وبينما أظهرت بعض الصور نساء محجبات أو حتى منقبات يشاركن في الحملة، أظهرت صور أخرى نساء من دون غطاء الرأس، أو بثياب تغطي القليل من الجسم.
إلا أن اللافت للنظر هو مشاركة عشرات الرجال من مختلف الأعمار، بما في ذلك من السعودية التي تعتمد تطبيقا صارما للشريعة الاسلامية.
وأطلقت هذه الحملة الجريئة كل من ديالا حيدر، واللبنانية يلدة يونس والفلسطينية فرح برقاوي والمصرية سالي زهني وجميعهن ناشطات حقوقيات في بلادهن.
ومن أهداف الحملة بحسب بيان لها "إعادة فتح النقاش على مصراعيه على شبكات التواصل الاجتماعي حول وضع المرأة سيما بعد الهجمة المرتدة التي تعرضت لها المرأة بعد نجاح الثورات في دول الربيع العربي".
وتتحفظ معظم الدول العربية على بنود تتعلق بالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء في "اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة"، لكن بيان الحملة أكد" علينا أن نكمل الثورة للإطاحة بالذكورية التي تجعل من كل رجل ديكتاتورا في بيته على زوجته وابنته واخته وحتى على أمه.
ولعل كثيرون يرون أن المرأة العربية تتمتع بالعديد من حقوقها إلا أن هناك الكثير من الحقوق التي ماتزال غير مكتسبة منها حقوق اقتصادية واجتماعية وجنسية فالمرأة العربية على سبيل المثال عرضة للعنف والتحرش والزواج في سن مبكرة وهو ما أيدته مؤخرا هيئة كبار العلماء على سبيل المثال في السودان.
"أنباء موسكو" |