ريمان برس - متابعات - أفتى مفتي مصر الدكتور علي جمعة بجواز تقدم المرأة لخطبة الرجل، مفضلاً أن يكون ذلك تلميحاً لا تصريحاً. وقال جمعة فى فتوى له أول من أمس رداً على سؤال لفتاة تقول إنها ملتزمة بتعاليم دينها، ولها زميل بالعمل، تشعر بشيء يجذبها إليه منذ أكثر من عام، فهل يجوز لها أن تحدثه بصراحة وبكل احترام عما بداخلها، وأن يقبلها زوجة له، أم أن ذلك حرام شرعا؟ شرعا يمكن لها أن تقول، فالصحابيات كن يعرضن أنفسهن على الصحابة الكرام، وكم من زيجة تمت بهذا، بل ورد في السيرة أن أبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مر على امرأة فدعته لزواجها، ولكنه لم يلتفت إلى ذلك، فتزوج آمنة، فلما جاء في يوم آخر قال ما لك لا تطلبين مني ما طلبته بالأمس؟ قالت كان في وجهك نور، وأنا لا أرى هذا النور الآن، يبدو أنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، لأن عبد الله دخل بآمنة في يوم زواجهما، يعني كتب الكتاب والدخلة في يوم واحد. فعادة العرب كانت هكذا، واستمرت هكذا بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولذلك من الناحية الشرعية فلا بأس بها. وأضاف جمعة، نأتي إلى جانب آخر وهو الناحية الاجتماعية، والناحية الاجتماعية.. الله ـ عز وجل ـ لا يريد منا أن نخالف الأعراف السارية، فقال:"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" الأعراف. فهذه الطريقة يجب أن تتم بطريقة ليس فيها خدش لحياء البنت ولا خروج عن العرف ولا إظهار أن هذه البنت مبتذلة، لأن بعض هذه المفاهيم قد تكون سائدة في المجتمع. فليس كل شيء يجوز شرعا يمكن أن نطبقه في واقع الناس، ولذلك نقول لهذه البنت إنه في مجتمعنا وثقافتنا التلميح أولى من التصريح. وهذا التلميح يفهم بعبارات ليس فيها تصريح، وإنما فيها تلميح، فإن وفق الله بينهما فهذا طيب، وإن كانت الأخرى، فالخيرة فيما اختاره الله سبحانه وتعالى. وخلص مفتي مصر فى فتواه إلى القول "نحن نقول بوضوح أولا: يجوز أن تفعلي هذا تصريحا من الناحية الشرعية، وقد كان ذلك عند العرب وأقره الإسلام، وما زال مقرا له لأجيال طويلة. ثانيا: يجب علينا أن نلتزم بالثقافة السائدة وألا نظهر أمام الناس بصورة مختلفة عن الحقيقة، ولذلك لا نخرج عن الأعراف. ثالثا: طريق ذلك التلميح دون التصريح، والتلميح والمعاريض فيها فسحة بأن نرسل الرسالة وتصل الرسالة دون تصريح قد يعارض الجو العام والعرف العام وكذا إلى آخره".
الوطن |