ريمان برس - متابعات - وكالات - ارتفع سعر مزيج برنت لأعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر متجاوزا 115 دولارا للبرميل وسط تفاؤل حذر بشأن الطلب على النفط بعدما تعهد مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بالالتزام بخطة شراء السندات لتحفيز الاقتصاد وصدور بيانات ايجابية من منطقة اليورو. لكن قفزة في مخزونات الخام الأميركي لمستوى قياسي موسمي الأسبوع الماضي كبحت المكاسب.
وارتفع خام برنت 19 سنتا إلى 115.09 دولارا للبرميل بعدما سجل 115.25 دولارا للبرميل في وقت سابق وهو أعلى مستوى له منذ 16 أكتوبر. لكن في المقابل انخفض الخام الخفيف سبعة سنتات إلى 97.87 دولارا للبرميل بعدما بلغ أعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر أول من أمس الأربعاء.
قلق عالمي
في الأثناء قال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية إن ارتفاع سعر مزيج برنت قد ينال من التعافي الاقتصادي العالمي في حين سيكون الاقتصاد الأوروبي عاملا مؤثرا في تحديد الطلب العالمي على النفط في 2013. وأوضح بيرول في طوكيو قبيل مؤتمر لصناعة النفط أن مصدر القلق الأكبر بالنسبة له هذه الأيام هو سعر النفط. وأضاف: الأسعار الحالية مرتفعة خاصة في ضوء هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي.
وأوضح: الوضع الاقتصادي الراهن ليس مشرقا بالصورة التي نأملها وأعتقد أن أسعار النفط المرتفعة نسبيا في الوقت الراهن تمثل تحديا كبيرا في حد ذاتها لجهود إنعاش الاقتصاد العالمي. وفي وقت سابق في يناير رفعت الوكالة التي تقدم النصح للدول الصناعية الكبرى بشأن سياسات الطاقة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2013 بمقدار 240 ألف برميل يوميا إلى 90.8 مليون برميل يوميا أي بزيادة نسبتها واحد بالمئة عن مستواه في 2012 على الرغم من المخاوف المتعلقة بحالة الاقتصاد العالمي.
وقال بيرول إن الوكالة قد تعدل بالزيادة توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام تبعا للاقتصاد الأوروبي الذي سيؤثر انتعاشه على مناطق أخرى.
وقال بيرول إن الانتعاش البطيء التدريجي للاقتصاد الأوروبي مصحوبا مع إشارات على التحسن من الصين والولايات المتحدة قد تؤدي لمعدل نمو افضل مما تتوقعه وكالة الطاقة العالمية وتدفعها لإعادة النظر في بياناتها.
مخزونات أميركا
وأظهر تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت أكثر مما كان متوقعا الأسبوع الماضي لكن مخزونات منتجات التكرير انخفضت أكثر من المتوقع على الرغم من زيادة مفاجئة في معدلات التكرير في المصافي الأميركية. وقال التقرير إن مخزونات النفط الخام زادت 5.95 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 25 من يناير مقارنة بتوقعات لمحللين بزياردة قدرها 2.6 مليون برميل.
وقفز معدل تشغيل المصافي 1.4 نقطة مئوية إلى 85.0 في المئة من طاقتها الانتاجية الاسبوع الماضي. وقال التقرير إن مخزونات نواتج التقطير التي تشمل زيت التدفئة ووقود الديزل نقصت بمقدار 2.32 مليون برميل خلال الأسبوع مقارنة بتنبؤات المحللين بهبوط قدره 1.1 مليون برميل.
وسجلت مخزونات البنزين الأميركية نقصا قدره 956 ألف برميل خلال الأسبوع مقارنة بتوقعات المحللين بنقص قدره 100 ألف برميل. وزادت واردت الخام الأميركية 338 ألف برميل يوميا إلى 8.02 ملايين برميل يومياً الاسبوع الماضي.
صادرات إيران
وقال محللون ومصادر ملاحية إن صادرات النفط الخام الايرانية قفزت في ديسمبر لأعلى مستوى لها منذ بدء تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي في يوليو الماضي حيث ساعد الطلب الصيني القوي وتوسيع اسطول الناقلات الدولة العضو في منظمة أوبك على تفادي العقوبات. وارتفعت الصادرات إلى حوالي 1.4 مليون برميل يوميا في ديسمبر وفقا لما ذكره مصدران بالقطاع ولبيانات بشأن الشحن والجمارك أكدتها مصادر ومستشارون آخرون.
وقالت المصادر إنها تتوقع هبوط الصادرات في يناير من ذروتها في ديسمبر قبل تطبيق عقوبات أميركية جديدة. وقلصت العقوبات الغربية صادرات إيران من النفط بنحو النصف في عام 2012 من 2.2 مليون برميل يوميا في أواخر 2011 مما تسبب في فقد الدولة لإيرادات بمليارات الدولارات وهبوط قيمة عملتها بشكل حاد.
لكن استمرار الطلب القوي من الصين وآخرين مثل الهند واليابان علاوة على شراء ناقلات جديدة مكن الجمهورية الإسلامية من زيادة الصادرات بشكل غير متوقع في أواخر العام الماضي. وقدر سلار مرادي محلل أسواق النفط لدي إف.جي.إي لاستشارات النفط والغاز أن إيران صدرت أكثر من 1.4 مليون برميل يوميا من الخام في ديسمبر وتوقع أن تظل الصادرات بين 1.1 مليون برميل يوميا و1.3 مليون في الربع الأول من عام 2013.
وكانت الصادرات بلغت مستوى منخفضا دون 900 ألف برميل يوميا في سبتمبر. وتشير الزيادة إلى أن قيمة الإيرادات الشهرية تبلغ نحو 4.7 مليارات دولار بناء على سعر مزيج برنت في ديسمبر.
مشترون تقليديون
وقال مصدر في القطاع إن ارتفاع الصادرات إلى حوالي 1.4 مليون برميل يوميا جاء نتيجة لعثور المشترين التقليديين على سبل جديدة لتدبير التغطية التأمينية على الشحنات. لكنه مثل إف.جي.إي قدر تراجع الصادرات قليلا إلى حوالي 1.3 مليون برميل يوميا في يناير.
واظهرت بيانات صينية أن الصين اشترت 593400 برميل يوميا من الخام الايراني في ديسمبر وهو ثاني أعلى مستوى يومي للواردات في 2012. وأرجع المسؤولون الصينيون الزيادة إلى انحسار التأخيرات في الشحن. وقال مصدر كبير في شركة تجارية مستقلة كبرى: تقول الصين فلنرفع الأرقام لأنه لا أحد يفعل شيئا ويبدو أن أوباما اتخذ قرارا سياسيا بعدم الدخول في حرب مع إيران.
وقالت ايلينا ماكجفرن محللة النفط والغاز لدى بيزينيس مونيتور انترناشونال إن عواقب منع الواردات الصينية من ايران ستلحق ضررا بالغا بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين . وتشير بيانات بخصوص الناقلات إلى أن الواردات الهندية من الخام الايراني ارتفعت 29 في المئة في ديسمبر مقارنة مع نوفمبر إلى حوالي 275 الف برميل يوميا.
وتزداد صعوبة تعقب الشحنات الايرانية مع سعي الشركات لاخفاء حركة الناقلات عن الحكومات الغربية من خلال وقف إشارات التعقب المرتبطة بالأقمار الصناعية.
ويمكن أن تختلف تقديرات صادرات الخام الشهرية الايرانية بدرجة كبيرة ويجري تعديلها مرارا.
عقوبات جديدة
وسيمنع قانون أميركي بدءا من السادس من فبراير ايران من تحويل الإيرادات النفطية إلى الجمهورية الإسلامية وهي عقوبات مشددة يقول المسؤولون الأميركيون إنها ستمنع تحويل مبالغ كبيرة من الأموال الايرانية. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في ديسمبر هبوط الصادرات الايرانية إلى حوالي مليون برميل يوميا في اواخر 2012 ومطلع 2013.
لكن على الرغم من كثرة جولات العقوبات المطبقة فهي لم تكن محكمة تماما. وعثرت إيران على سبل مبتكرة لتسويق منتجاتها ونجحت في بيع أكثر من 1.3 مليون طن من زيت الوقود في الصيف الماضي جلبت لها إيرادات تعادل نحو ثلث صادراتها من الخام.
غير أن أحدث البيانات أشارت أيضا إلى تراجع حاد في صادرات زيت الوقود من متوسطها الذي بلغ 648 ألف طن من يوليو حتى أكتوبر.
وقال مرادي إن الصادرات تراجعت إلى حوالي 230-330 ألف طن في ديسمبر لكنه عزا ذلك لأمور بينها ارتفاع الاستهلاك المحلي في الشتاء مع تحول شركات المرافق إلى زيت الوقود بدلا من الغاز. وفي تقديرات أكثر تحفظا أظهرت بيانات لشركة تتعقب شحنات زيت الوقود الايراني أن صادرات ديسمبر بلغت 150 ألف طن. وأظهرت بيانات لنفس الشركة انخفاض صادرات المكثفات بنحو 300 الف طن مقارنة مع نوفمبر إلى 600 ألف -700 ألف طن في ديسمبر.
وقال محلل مقيم في دبي إن صادرات المكثفات قد تواجه مزيدا من الضغوط مع خفض أكبر عميل لايران في الشرق الاوسط لمشترياته.
ورغم ذلك يعتقد بعض المحللين أن إيران ستجد دائما سبلا تحميها من انخفاضات كبيرة في الايرادات النفطية. وقالت ماكجفرن: ما شاهدناه هو أنه عندما تدفع إيران إلى وضع يتعين عليها فيه المخاطرة فهي تبحث عن حلول مبتكرة للالتفاف على العقوبات.
واردات اليابان
اظهرت بيانات من وزارة التجارة اليابانية أن واردات اليابان من النفط الايراني هبطت بنسبة 39.5 % في 2012 مجارية انخفاضات من مشترين اسيويين. وقالت الوزارة إن اليابان -ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم- استوردت في المتوسط 189038 برميلا يوميا من النفط الايراني في 2012 إنخفاضا من 313480 برميلا يوميا في 2011 . وفي ديسمبر بلغ متوسط الواردات من الخام الايراني 208984 برميل يومياً بانخفاض قدره 36.9 % من 331736 برميل يومياً في ديسمبر 2011 .
|