ريمان برس - متابعات - الوحدة اليمنية رافد مهم وعامل استقرار للمنطقة العربية والعالم برمته نظرا لما يتمتع به اليمن من موقع استراتيجي هام يطل على بحر العرب وباب المندب في البحر الأحمر حيث تمر من خلاله أكثر من 40٪ من التجارة العالمية ، بالإضافة إلى قربه إي (اليمن) من منابع النفط في الجزيرة العربية.
وتظل الوحدة اليمنية في نظر المجتمع الدولي والإقليمي مهمة لأمن الجميع وفي المقدمة لأبناء اليمن الذين يصنعون اليوم مستقبلهم بأيديهم ومن خلال مؤتمر الحوار الذي انطلق ُمن رحم المبادرة الخليجية ويأتي في إطار المرحلة الانتقالية .. ترى ماذا قال المجتمع الدولي عن الوحدة اليمنية وما تقيميه لمدى نجاح المسار السياسي اليوم الذي يعول عليه الإبحار بالبلاد إلى بر الأمان.
وبمناسبة احتفالات بلادنا بالذكرى الـ23 لقيام الوحدة اليمنية التقت صحيفة (الثورة) بعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية في صنعاء ..فالي الحصيلة:
دور أردني فاعل
❊ السفير الأردني بصنعاء سليمان الغويري بدأ حديثه بالتأكيد على أن الأردن يرتبط بعلاقات مميزة وتاريخية مع اليمن ودائما كان للأردن موقف داعم لليمن في جميع المجالات.
ويضيف أن الأردن يدعم ُ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وهو يضع جميع إمكانياته تحت تصرف الأشقاء اليمنيين للخروج من الأزمة إليه، وفي هذا المجال فقد قام الأردن بوضع خبراته وإمكانياته تحت تصرف الأشقاء خاصة فيما يخصُ هيكلة الجيش وتوحيده وهيكلة وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية كون ذلك أحد البنود التي تنصُ عليها المبادرة الخليجية ، وكانتا أحدى الشروط التي تضعها بعض الإطراف السياسية لانعقاد مؤتمر الحوار ، وقد قام الأردن بدور رئيسي في ذلك من خلال تواجد الخبراء الأردنيين والعمل مع أشقائهم اليمنيين سواء في وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية ، والحمد لله - يستطرد السفير الأردني - أتت هذه الجهود المشتركة ثمارها ، وأكبر دليل على ذلك هو الترحيب والارتياح الذي لقيته قرارات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي المتعلقة بإعادة توحيد الجيش وهيكلة وزارتي الدفاع والداخلية وكذلك التأييد الشعبي والعام الذي لقيته هذه القرارات من الأطياف السياسية الفاعلة على الساحة اليمنية.
ندعم وحدة اليمن بقوة
❊ وبشأن دعم بلاده للوحدة اليمنية يقول سعادة السفير الغويري : الأردن يقف مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره ، وأمام الاخوه اليمنيين فرصة ذهبية لاستغلال الإجماع الإقليمي والدولي على ضرورة وأهمية الوحدة اليمنية .. بالإضافة إلى إجماع داخلي على هذه الوحدة وما انعقاد مؤتمر الحوار إلا دليلا على ذلك وعلى الإخوة اليمنيين استغلال هذه الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر للخروج ببلادهم إلى بر الأمان ، لتصنع دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات الشعب الذي قدم التضحيات في سبيل ذلك .
ويتابع الحديث: نحن مع الشعب اليمني في تقرير مسار الوحدة وشكلها سواء كانت فيدرالية أو نظام أقاليم فذلك خياره ومايرتضيه لنفسه ، باعتبار أن الأردن يتبع سياسة واضحة وهي عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد.
ويتنقل سعادة السفير الغويري بالحديث عن موقع اليمن فيصفه: اليمن حباه الله بموقع استراتيجي مهم للعالم كله حيث يطل على بحر العرب وباب المندب ومن هذه الأماكن تمر أكثر من 40٪ من التجارة العالمية إضافة إلى قربه من منابع النفط في الجزيرة العربية وتواجد كميات هائلة من الثروات الطبيعية من بترول وغاز ، وثروات معدنية ، والاهم من ذلك كله هو العنصر البشري الذي يعتبر أهم عناصر القوة للدولة .. ولهذه الأسباب مجتمعة تبرزُ أهمية اليمن للمجتمع الدولي وتأثير مايجري على الساحة اليمنية إلى ماهو أبعد من حدودها الجغرافية ، ومن هذا المنطلق يقف ُ المجتمع الدولي والإقليمي مع اليمن ووحدته.
إما بالنسبة إلى العملية السلمية :فهي تسير بالاتجاه الصحيح وحسب ماهومخطط لها وماتحقق حتى الآن يعتبرُ إنجازا كبيرا ً.. وفي هذا الصدد فإن الأردن يدعمها بكل إمكانياته المتاحة ، وهذ لا بد من الإشادة بالحكمة التي قاد بها الرئيس عبدربه منصور هادي الأمور في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية ، وما انعقاد مؤتمر الحوار تحت سقف واحد ألا أكبر دليل على ذلك، وبهذه المناسبة المباركة أود أن اذكر الأشقاء في اليمن بأن أشقائهم الأردنيين يقفون إلى جانبهم في السراء والضراء وهو من صميم واجبهم وهذا بتوجيه من قيادتنا جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين مبروك عليكم عيدكم ونسأل الله أن يحفظ اليمن وأهله من كل سوء.
استقرار اليمن مهم للعالم
❊ وبدوره تحدث سعادة السفير الصيني بصنعاء تشانغ هوا عن مواقف بلادهالداعمة لليمن بالقول: إن الوحدة تمثل الإرادة المشتركة للشعب اليمني. واليمن دولة مهمة تتمتع بموقع استراتيجي هام في المنطقة، حيث تسيطر على خليج عدن ومضيق باب المندب، ومن هذا المنطلق فإن أمن واستقرار اليمن ينعكس إيجابا على منطقة الجزيرة العربية وحتى العالم كله .
ويرى: أن المرحلة الانتقالية في إطار المبادرة الخليجية ستلعب دوراً مصيرياً لتحقيق الوفاق الوطني وإعادة بناء الدولة..
مؤكدا: بأن الصين تحترم خيارات الشعب اليمني المتعلقة بالتنمية أو بإعادة الاعتبار للوحدة .. مؤكداً إيمان بلاده بالحوار كأفضل وسيلة لحل الخلافات تحت سقف واحد .بما من شأنه الدفع بعملية الانتقال ا لسياسي إلى الأمام وبسط الاستقرار والتطور للبلاد.
وفيما يتعلق بموقف بكين من وحدة اليمن وخاصة في ظل الأوضاع الحالية وتعدد الروئ على الساحة اليمنية من فدرالية ونظلم أقاليم وغيرة؟ أجاب السفير الصيني:
تدعم الحكومة الصينية سيادة ووحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه، ويعتبر هذا الموقف امتداداً لما يؤكده المجتمع الدولي. في القرارات المتعلقة للأمم المتحدة وبيان رئاسة مجلس الأمن حول الأوضاع اليمنية لحماية وحدة اليمن.
❊ وأشار السفير الصيني إلى أن حكمة الشعب اليمني في هذه المرحلة الحساسة هي التي تقرر مستقبل النظام السياسي القادم وتؤسس لحماية سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها .. ويرى السفير تشانغ حدوث تقدم ملحوظ بالمرحلة الثانية للعملية الانتقالية، التي افضت إلى انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بنجاح . في اعقاب إعادة هيكلة الجيش ووزارة الداخلية.
معبرا عن أمل بلاده في أن تسير الأطراف السياسية في اليمن باتجاه واحد، وتعمل سويا لانجاح الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن. وأن حكومة بلاده تدعم كل القرارات الفعالة الهادفة لصون امن واستقرار اليمن.
إرادة دولية داعمة
❊ من جانبه قال السفيرالألماني بصنعاء هولقر قرين: أن من نافلة القول التذكير بأن توحيد شطري اليمن وألمانيا تم في العام 1990م، وأن الوحدة الألمانية تأخرت أشهر فقط عن الوحدة اليمنية. وفي كلا البلدين أستقبل الشعبان نبأ الوحدة بفرحة غامرة، بيد أن التعامل التالي لإعلان الوحدة لم يكن أمراً هيناً وأن الكثير من التوقعات والآمال لم يتم تلبيتها. ففي حين أضحت الوحدة الداخلية في ألمانيا حقيقة واقعة، فإن خيبات الأمل التي أصيب بها الكثير من اليمنيين الجنوبيين قادت إلى حرب 1994م. ولا يزال الكثير من الجنوبيين متشائمين حد الرفض للوحدة الوطنية ويطالبون بفك الارتباط. ولحسن الحظ فإن مثل هكذا تطورات لا وجود لها في ألمانيا. فجميع مواطني شرق ألمانيا يلحظون أن مطالبهم المبررة يتم مراعاتها في ظل ألمانيا الموحدة وأنهم يتمتعون بفرص متكافئة كباقي مواطني ألمانيا من الغرب.
ويتنقل السفير هولقرقرين إلى منحى أخر فيقول
❊ أن المجتمع الدولي يقف مع وحدة اليمن في إطار المبادرة الخليجية ومن خلال قراري مجلس الأمن الدولي ٤١٠٢و ١٥٠٢، وفي نفس الوقت فإن المجتمع الدولي مع تلبية المطالب المبررة للجميع بما في ذلك مطالب الجنوب وضرورة حل المشاكل المعقدة والمركبة التي يعاني منها اليمن. إذ بهذه الكيفية سيتم تحقيق الاستقرار الدائم في ربوع البلاد. وبديهي إن تحسن الوضع الأمني لن يخدم عملية التنمية في اليمن فقط، بل في المنطقة والعالم.
❊ وفيما يتعلق بالعملية الإنتقالية في اليمن فانها تحظى بدعم ألمانيا وأوروبا والعالم وهي تسير نحو الأمام بشكل جيد، ففي إطار مؤتمر الحوار الوطني يتم تدارس كل القضايا المحورية والهامة لمستقبل اليمن. وعليه فإني متفائل بأن مؤتمر الحوار سيقود إلى نتائج طيبة. ومن جانبها قدمت ألمانيا ومعها الإتحاد الأوروبي مبالغ مالية لابأس بها لدعم تمويل مؤتمر الحوار عبر صندوق الثقة التابع للأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك فإن ألمانيا تدعم مؤسسة بيرق هوف الألمانية لتمويل أنشطتها المتنوعة الهادفة إلى تسهيل سير مؤتمر الحوار الوطني وصياغة دستور جديد.
السفير الالماني وهو يتحدث عن سير العملية الانتقالية باليمن يضع النقاط على الحروف ويعبر عن نظرة بلادة بالقول :
❊ ألمانيا تنظر إلى التسوية السياسية الإنتقالية التي تحضى بدعم المجتمع الدولي بأنها الطريق الأفضل لحل مشاكل اليمن. وكل ماعدى ذلك لن يقود إلا إلى إطالة أمد حالة عدم الإستقرار، وما الحالة الصومالية عنّا ببعيد حيث تسود حالة عدم استقرار تؤثر على العالم بكامله. ولذا فإن العالم بأكمله مهتم أن يسود الإستقرار في اليمن الموحد، كون اليمن يطل على باب المندب والبحر الأحمر من جهة الغرب والبحر العربي وخليج عدن من جهة الجنوب، وهما من أهم الممرات المائية العالمية. وإن المحاولات الخارجية الرامية إلى السيطرة على هذين الممرين، غير مقبولة لدى الجانب الألماني.
تحديات
❊ إلى ذلك أكد السفير الياباني بصنعاء كاتسويوشي هاياشي أن أمـن ووحدة اليمن واستقراره مهم لأمن واستقرار المنطقة. ولذلك، تتابع اليابان عن كثب التطورات السياسية في اليمن وتدعم الحوار الوطني. وأضاف نحن معجبون كثيرا بتصميم الشعب اليمني على بناء وطن ومجتمع جديد عبر الحوار وندعم أيضا هذه المسألة. والحوار وحده هو السبيل إلى تقوية استقرار اليمن والمنطقة بكاملها.
وقد شهدنا بإعجاب ما حققه اليمنيون في هذه الفترة الانتقالية التاريخية ونثمن كثيرا القيادة القوية للرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة أمـن واستقرار اليمن. ويعتقد السفير الياباني أن إرادة الشعب القوية وتصميمه على الحل السلمي قد دفعت بالعملية السياسية إلى الأمام وستمكن من بناء مجتمع حر وديمقراطي وعادل.
وتابع السفير كاتسويوشي حديثه بالقول: الشعب اليمني يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية في المرحلة الانتقالية. وتشارك اليابان جهود الحكومة اليمنية في التخفيف من معاناة الشعب وتحسين ظروفهم المعيشية. فقد أوفت اليابان بما التزمت به وصرفت إجمالي مبلغ 82 مليون دولار أمريكي عبر وكالات الأمم المتحدة مثل البرنامج الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي وغيرها وقد اكتملت بعض المشاريع وأما بقية المشاريع فهي جارية في التنفيذ. وتركز جهود المساعدة اليابانية على ما يلي: 1) المساعدات الإنسانية مثل توفير الغذاء، والرعاية الصحية للمحتاجين، 2) إيجاد الوظائف للشباب و3) دعم الحوار الوطني والانتخابات. وبلغت المساهمات في 2013 مبلغ 47 مليون دولار أمريكي والتي وجهت خصيصا للمناطق الجنوبية وبالذات للنازحين. وأتمنى أن تساعد المساهمة اليابانية حكومة اليمن لتأمين الدعم للحوار الوطني ونتيجة لذلك إيجاد المناخ البناء المناسب لنجاح الفترة الانتقالية.
وما حققته الحكومة والشعب اليمني حتى الآن مشجع. ونقف دائما إلى جانب الشعب اليمني الذي يتطلع لمستقبل جديد. وأتمنى أن ينجح اليمنيون في تحقيق ما يطمحون إليه عبر الحوار وبحكمة، واحترام متبادل وتسامح.
مستقبل افضل لليمن
❊ بدوره اكد السفير الأمريكي بصنعاء السيد جيرالد فايرستاين أن إحتفال الشعب اليمني بالذكرى الثالثة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية هو إحتفال ذو طابعٍ خاص. أن يوم تحقيق الوحدة اليمنية يعدُ تذكيراً سنوياً بصراعات الماضي والحاضر التي تغلب عليها الشعب اليمني بالتزامه ببناء مستقبلٍ أفضل لليمن وأجياله القادمة.وبذلك اتقدم بأصدق التهاني والأمنيات للشعب اليمني بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية.
وقال في الوقت الذي نحتفل فيه بالحدث التاريخي لإنعقاد مؤتمر الحوار الوطني، نتوقف لنتذكر أولئك الذين قضوا في الحادث الإرهابي في منطقة السبعين العام الماضي. ونتقدم بأصدق التعازي لأسر وأصدقاء الضحايا، كما تستمر أحزاننا على أولئك الذين قُتلوا في ذلك العمل المشين والشنيع. وكلنا ثقة بأن حياتهم لم تذهب سدى.
واضاف بالرغم من أن الشعب اليمني قد واجه تحولات سياسية تاريخية في الماضي، و هو اليوم يشكل حكومته ويصيغ الدستور وينتخب رئيسه بحرية. وكونوا على يقين بأن الشعب الأمريكي، والذي يثمن عمق الصداقة الطويلة والدائمة مع اليمن، يمد لكم يد العون. وكما قال الرئيس أوباما: "تأكدوا بأننا نقف وبقوة وراء ما تبذلونه من جهود".إننا نتعهد بمواصلة الوقوف معكم في قادم الأشهر والأعوام في الوقت الذي تعملون على بناء يمنٍ جديد وآمن وديمقراطي ومزدهر.
صمام أمان
❊ السفير البريطاني بصنعاء نيكولاس هوبتن يرى بأن الوحدة تعتبر أفضل طريقة لضمان امن واستقرار اليمن. وهي ترسم الطريق للاجيال القادمة حيث الاستقرار والطمانينه اليمنيين.
والمملكة المتحدة تقف جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي في دعم ارادة اليمنيين للوحدة . باي شكل ونظام الدوله الجديدة وهذه خيار متروك للشعب اليمنى ان يحدده من خلال "مؤتمر الحوار الوطني".
وأضاف: نؤمن بشدة بأن وحدة اليمن هي مسئولية اليمنيين أنفسهم . ونحن والمجتمع الدولي ندين بشدة أي تأثيرات او تدخلات خارجيه أو أي محاولات تسعى إلى إعاقة عملية الانتقال السياسي في اليمن أو تقسيمه.
واشار السفير نيكولاس إلى مسار المرحلة الانتقالية فقال: المملكة المتحدة راضية عن التقدم المحرز في إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي لعملية الانتقال السياسي. والحوار الوطني يعتبر الأداة لحل المسائل والاختلاف ومناقشة السياسات المستقبلية. نحن واثقون من أنه ما دام اليمنيين يضعون ثقتهم في الحوار والمشاركة البناءة فيه ، سوف نرى نتائج مثمرة.
وأشار سعادة السفير البريطاني إلى الدعم الذي تقدمه بلاده لليمن ويقدر بمبلغ 310 ملايين دولار إلى الدعم الاقتصادي والتنموي والإنساني و عملية الانتقال السياسي أن المملكة المتحدة ستواصل العمل بجد لدعم التوصل إلى نتيجة جيدة "لمؤتمر الحوار الوطني" وصولا إلى الاستفتاء على الدستور و إجراء الانتخابات في فبراير عام ٤١٠٢م. |