ريمان برس - متابعات - في ما يسمى مؤتمر الحوار الوطني تجمع 565 من الممثلين لجميع طوائف اليمن في صنعاء لمدة تزيد عن شهرين، في محاولة لتحديد شكل البلاد في المستقبل، وما من جديد، بحيث يجعل اليمن وفقا لما قالته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأقرب في الثورات العربية للانتقال السلمي واسع النطاق من الاستبداد إلى الديمقراطية.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أراد أن يمنح قبلة الحياة للحوار الوطني في اليمن باهتمامه مجددا بالحديث عنها الأسبوع الماضي في خطابه عن الأمن القومي، سواء بالنسبة لهجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية او للعشرات من اليمنيين الذين لا يزالون محتجزون في سجن جوانتانامو، وقراره برفع حظر ترحيل السجناء إلى بلادهم، وهو ما ينظر إليه في اليمن على أنه تأييد لتقدم مؤتمر الحوار الوطني في خلق المزيد من الاستقرار السياسي.
راجح بادي المستشار الإعلامي للرئيس اليمني قال أن الحكومة تأمل في أن تساعد الولايات المتحدة في برنامج جديد لإعادة تأهيل المعتقلين. وأضاف بادي أنه يجب على واشنطن تقديم أدلة على ارتكاب مخالفات إذا كانت تريد محاكمة أي منهم. واعتبر أنا لخوف من انضمامهم إلى جماعات متطرفة"مبالغ فيه".
يبدو أن المشاعر المشتركة بين اليمنيين هي أن المحتجزين قدعانوا بما فيه الكفاية، وأن الـ 56 المقرر الإفراج عنهم من المرجح أنهم لن يشكلوا تهديدا كبيرا. وقال بادي أن هناك حوالي 90 من اليمنيين في جوانتانامو، واعتبر المسؤولون اليمنيون أن لا يوجد بينهم أي شخص لايزال يعتبر تهديدا حقيقيا.
المتفائلين في اليمن يصفون عملية الحوار بأنها ناجحة ومحاولة لإقامة نظام سياسي أكثر تمثيلا. أما المتشائمين فيعتبرون أنه فقط حالة من الهدوء وسط العنف الذي أزعج البلاد لفترة طويلة، في ظلال قضايا المتفجرة مثل رغبة الجنوب في الانفصال التي تشكل تهديد كبير.
وقال عبد الغني الإرياني وهو محلل سياسي ومستشار للمؤتمر"لم نصل إلى حل"، لكن الحوار قد غير الديناميكية السياسية وميزان القوى في البلاد". ويعتقد هو وآخرون أن الحوار يمكن أن يفلح في اليمن على الرغم من أنه فشل في أماكن أخرى، وكانت الكارثة الأكبر في سوريا. مؤكدا أولا، على تفريق القوة، وخصوصا داخل المؤسسة العسكرية، بحيث لا يمكن لفصيل واحد أن يسيطر. ثانيا، مجموعة صغيرة من كبار رجال الدولة تحاول التفتهم مع الفصائل المختلفة لتجنب حرب أهلية.
ولكن مشاكل الفقر والعزلة، والفساد والبطالة والخدمات الحكومية الضعيفة أوغير الموجودة، التي حفزت الثورة في المقام الأول، لم تنتهي.على سبيل المثال، نقص الكهرباء الذي يضرب العاصمة، وقد قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات لليمن، ولكن مليارات الدولارات التي تعهدت بها الكويت وقطر والإمارات لم تصل بعد.
كان من المفترض أن يعالج الحوار الوطني جميع هذه المشاكل في غضون ستة أشهر بعد أن بدأ في 18 مارس. لكن الجدول الزمني لا يبدو أنه سينفذ.
عدن الغد
|