ريمان برس - متابعات - هنا أمستردام - احتلت مواقع التواصل الاجتماعي مكانة كبيرة في أوساط المجتمعات خاصتا العربية واليمنية على وجهه الخصوص لما اظهرته من قدرات عظيمه وخارقه في رفع اي حصار على العقول والثقافات والثورات، ليصبح الفضاء عالم صغير يجد الانسان لنفسه صدى لما يريد ان يقول ويعبر ويشارك.
قلب الحكاية
ولما كانت للثورات العربية كلمة مسموعة بعد عذابات طويلة ومتعبة ، اجتهدت الانظمة المتهالكة في ابتكار الطرق والأساليب لإخراس الشباب المطالب بالحقوق والعدالة ودحر الفساد الذي اكل من الوطن، فهو اشلاء مبعثرة يصعب تجميعها حتى الآن .
فبالرغم من ضغط السلطة والنفوذ على شباب اعزل، إلا ان هذا الشباب اثبت قدرته في تحقيق المستحيل بإرادته وأدواته، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، التي قامت بإيصال الحقائق والافكار الى الآخرين ، فلم تتمكن كثير من القنوات الداعمة للثورات العربية من معرفة الحقائق التي كانت الانظمة تدفنها دفنا باستخدام كل موارد الدولة من اجل اخماد شعلة الثورة، من عرض الأحداث إلاعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدت الاستبداد حق تحدي، اما القنوات التي حاولت جاهدة تمجيد الظلم والظالمين وجدت نفسها عاجزة امام السيل العرمرم الافتراضي الذي لم تسلم منه، فباتت الآن من احد مكونات الاستبداد الذي لم يعد له قبول ولا مصداقية في المجتمع، بعد ان كشفت كثير من الأمور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها .
من حال الى حال
لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي تحظي باهتمام الشباب اليمني الا القلائل منهم ،وكانت تتم في خجل لأنها غير مقبولة ومرفوضة في المجتمع باعتبارها مواقع للتسلية والترفيه وضياع الوقت والمال، فلم يكن لها هدف ولا قيمة في خدمة المجتمع كما هي الآن، كما انها انحصرت على الشباب العاطل عن العمل ليقضي بها على ضياع عمره ووقته، لكن ما ان تفجرت الثورات العربية المحيطة باليمن وانتشر سيط هذه المواقع حتى دخلت المكون اليمني بكل طبقاته واجناسه، ففي العام 2012 وصل عدد مليون يمني مشترك في مواقع التواصل الاجتماعي بحسب احصائيات شركة (سوشيل باركرز)، وكانت الفئات العمرية من 18-24 عاماً هي الفئه الأكثر اشتراكا فيخدمه الفيس بوك تحديداً، ومن التزاحم الاجتماعي على هذه المواقع ان وصل الرئيس والشيخ والسياسي والنائب في البرلمان الى الاجتهاد للحضور بنفسه وافكاره وغيرها الى الشباب عبر هذه المواقع، في محاولة لكسب الشباب والترابط معهم ومعرفة افكارهم وماذا يريدون؟
ورغم ان اغلب هذه الفئة من المجتمع غير متعلمة ولم تواكب التكنولوجيا التيي استحوذ عليها الشباب، فبلغ عدد اليمنين المشتركين في خدمة التواصل الاجتماعي( التويتر) الى(178,385) ، فيما بلغ عدد اليمنين في خدمة (يوتيوب ) ( 265,890) عملوا على نشر حوالي (985) ألف مقطع فيديو على خدمة اليوتيوب .وعدد المشتركين في خدمة (جوجل بلس) (159,400) مستخدم، ومشتركي خدمة ( الفيس بوك) بلغ (532,420) مستخدم منهم 25% فتيات .
نوافذ او اغلفة
هناك في اليمن من يرى في مواقع التواصل الاجتماعي نافذة الى العالم من حوله يستفيد من خبرات غيره ويكتسب مهارات لم يكن ليجدها في البيئة المحيطة به. ويصل الى مرحلة التبادل الفكري ثم النقاش الجاد حتى النضوج، ومنهم من يراها غلافاً لمتعته وضياع لوقت الفراغ يقضيه في حوارات غير مجدية وغير أخلاقية او شتم في الآخرين والتجريح بهم وغيرها من الأغلفة الوضيعة. وهناك من يرى في هذه المواقع جمع بين العلم والتواصل والترفيه والمتعة.
فقد اجاب منصور الجرادي، صحفي واحد مشتركي الفيس بوك ما دور مواقع الاجتماعي في المجتمع اليمني؟
خلال الثورة الشبابية كان لمواقع التواصل الاجتماعي، دور جوهري في احداث هذه الثورة، فقد استخدمها الثوار، كوسيلة سهلة وسريعة في ان لنشر افكارهم وقيادة مجموعاتهم وتكتلاتهم الشبابية الخاصة التي شكلوها عبر صفحات الفيس بوك وتويتر، وكان وسيلة سهلة لاجتماع آلاف الشباب الذين تفرقهم الجغرافيا في كل أجزاء اليمن، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي لمجانية استخدامها، استحداث صفحات ومجموعات تعبر عن المكونات الثورية، واخرى لنشر الحقائق واخرى لنشر النكتة السياسية، والصور الكاريكاتورية، وصور ضحايا العنف، ونشر تعليقات الشخصيات المؤثرة في الثورة وتلقيها من قبل ملايين الاشخاص..
وتعد هذه الوسائل من اهم عوامل نجاح التواصل والنجاح للثورة اليمنية وثورات الربيع العربي عموما، وفي اعتقادي انها ستظل الى فترة طويلة تحتل هذه المكانة في اليمن والعالم.
وعلقت سماح ، طالبة، جامعية على نفس السؤال: مواقع التواصل الاجتماعي تضم الاثنين متعة وترفيه ومشاركه معلومات وحقائق. |