ريمان برس - متابعات -
ها هو شهر الرحمة والعطف والمشاركة العملية للفقراء والمساكين هل علينا بهلاله حاملا معه نسائم المغفرة والرحمة، اذ يجتهد الجميع في فعل الخير، وهذا الفعل
لا يقتصر فقط على رب الاسرة، بل يشمل كل اعضاء الاسرة، من الاب الى الام الى الابناء، وتلعب الام دورا مميزاً يلحظه الجميع، في كونها ترعى المنزل وتلتزم العبادات، بالاضافة الى الكثير من الاعمال التطوعية التي تقوم بها لكسب الخيرات.
إن المرأة عليها مسؤوليات كثيرة داخل المنزل وخارجه فى العمل التعبدي تجاه أسرتها فنجدها تتحمل على عاتقها مسؤولية الأسرة بأكملها وكذلك تتعدد واجباتها وأدوارها. غير أن لهذا الشهر خصوصية عن غيره من الأشهر عبر رفع الدرجات الايمانية وتطهير النفس، وخصوصاً أن النفس مهيأة فى هذا الشهر للعبادة وهو
الأمر الذى يمكن استثماره من قبل المرأة بتوضيح القصد أن لشهر الصوم أعشاره الثلاثة، عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

السلف الصالح

تقول م. ابراهيم، وهي ام لثلاثة اطفال: « ان في هذا الشهر مهام دينية ومنزلية وعملية تقع على عاتق المرأة أضعاف ما يتم فى أيامنا العادية الأخرى، وبالأخص المرأة العاملة خارج البيت، لأن عليها عبئا مضاعفاً فى رمضان نظرا لضيق الوقت وتوزيعه ما بين العمل والعودة لتجهيز الإفطار والسهر لأداء العبادات، هذا وعلى ما يبدو يكون أجر المرأة مضاعفا فى هذا الشهر الكريم لجهادها الكبير فى تأدية واجبها على كل الجبهات العملية والأسرية والمنزلية والزوجية وعلى أحسن الأوجه». وتضيف ابراهيم:»لو تأملنا فى حال السلف وتتبعنا كيف كانوا يقضون أيامهم فى رمضان وكيف كانوا يعمرونها بصالح الأعمال لعلمنا بُعد المفاز بين مانحن عليه وما كانوا عليه.. وكل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف، فكيف نعيش رمضان كما عاشه سلفنا الصالح من أمهات المؤمنين والمؤمنات اللاتى عرفن كيف الطريق إلى الجنة من خلال شهر رمضان».

حرص

وتبين سامية. ا: «المرأة فى دورها العبادي يجب أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس فى وقتها بخشوع وخاصة فى هذه الأيام المباركة والتى كما ذكرت تتضاعف فيها الحسنات وتتنوع فيها العبادات ولا تتكاسل عنها وتنقرها كنقر الغراب وذلك بحجة العمل فى المطبخ أو التعب فى الدراسة أو التعب من الصوم أو غيرها من الأعذار، وأيضاً عليها واجبات كبيرة تجاه أبنائها عندما تفكر فى الأجيال التى عليها أن تنشئها تنشئة سليمة، إذ عليها أن تغرس فيهم جميع المبادئ الإسلامية التى يجب أن تُعزز فيهم؛ حيث إن شهر رمضان هو مدرسة يتخرج فيها الإنسان بشحنة إيمانية تكفيه لباقي الأشهر، وعلى الأم أن تستغله لترغيب أبنائها فى العبادة وحسن التعامل».
وتضيف: «المرأة لها ايضا دور في حث عائلتها على أهمية الصدقة وبالأخص فى العشر الأواخر من شهر رمضان عن باقي الأعمال، إذ إنها تمنع جحود النعم، وهى صورة تبين شكر الله تعالى على نعمه، وهو الشكر الذى يجب أن يظهر بتلقائية ولا يحتاج إلى تذكير للقيام به، فعليها أن تتحلى بالبذل والعطاء فى هذا الشهر، وتبتعد عن الشح والبخل».
العبادات والعادات

للمرأة أيضاً واجبات كبيرة تجاه جيرانها فى مثل هذا الشهر مما له دور فى صنع السلام الاجتماعي وذلك بدعوة جيرانها للإفطار، فلو قامت كل أسرة بعمل دعوة لجيرانها فى شهر التسامح، حتى لو كان الجيران من ديانة أخرى، فهو أمر سيحقق بالضرورة السلام الاجتماعي ويمكن أن يصلح من خلاله مع الوقت المشكلات على نطاق الأسرة ثم المجتمع بشكل أوسع. تقول ثرية. ح :» المرأة دورها اساسي في كل المناسبات، فهي الدينمو المحرك لكل شيء، ايضا هنالك نساء ناشطات في عمل خير، وكل ما يفعلنه في شهر رمضان هو جمع الصدقات للفقراء، وطهو الطعام للمحتاجين وتقديمه لهم، وتوعية الناس باهمية اعمال الخير لما له من حسنات واجر وثواب، وما يعود هذا على المجتمع اكمله بالخير».

ضد الروتين

تبين الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي: «على المرأة المسلمة ألا تحول شهر رمضان المبارك إلى (روتين) اعتيادى وأن تحاول تغيير هذه العادة إلى عبادة، عبر الإخلاص والتجرد لله سبحانه وتعالى ويتضح ذلك فى كيفية استعدادها للعشر الأواخر من رمضان فهناك عدد من الممارسات الخاطئة التى تم التعارف عليها فى أواخر شهر رمضان المبارك، ومنها اعتماد النساء على الاستعداد المادي قبل الروحي وتفرغ المرأة بالكامل للطبخ والتجهيز للعيد فى أواخر هذا الشهر، ما يضيع عليها الوقت الذى يمكن أن تستغله فى هذا الشهر الكريم للعبادة». وتؤكد الحاج علي على اهمية دور الأزواج والآباء كحث أزواجهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد والاعتكاف معهم فى نفس المساجد التى يعتكفون فيها.
الدستور