ريمان برس - متابعات -
أثار استنفار واشنطن وعواصم أوروبية في إغلاق سفاراتها في اليمن مؤقتا ،كما في عديد من العواصم بالمنطقة لدواع أمنية ، وذلك بعد تحذيرات أمنية أمريكية من وقوع هجمات إرهابية من تنظيم القاعدة ، أثار تساؤلات حول مدى جدية التهديد ومصدر فرع التنظيم المعتزم تنفيذ الهجمات ونوعيتها، والهدف المحتمل وقوع الهجمات فيها وضربها وفي أي دولة ، لكن في المحصلة فان حالة ذعر متحسبة ،على اعتبار ما رصد من مخطط يظهر تحضيرات عمل كبير في حجمه وتأثيره.

وأفادت وكالات أنباء عالمية أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمر فريقه لشؤون الامن القومي بأخذ «كل الاجراءات اللازمة لحماية الاميركيين» من خطر هجمات قد يشنها تنظيم «القاعدة».

وأعلن مسؤول في البيت الابيض ، ان اوباما «يتم اطلاعه على آخر المعلومات المتعلقة بوجود تهديد محتمل (باعتداء) قد يحدث في شبه الجزيرة العربية او ينطلق من فرعه هناك» والذي يتخذ من اليمن مقر له.

وتقول واشنطن أن تهديدات يشتبه بان تنظيم «القاعدة» يعد لارتكابها في اغسطس ولا سيما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

*مصدر التهديد ومخطط الهجمات

ونشرت الخارجية الاميركية أمس الاول الجمعة تحذيرا يدعو كل مواطنيها في العالم الى توخي الحذر، وذلك غداة اعلانها اغلاق العديد من سفاراتها في المنطقة الاحد لدواع امنية.

صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن الخارجية الأميركية أصدرت تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بعد أن رصدت استخباراتها اتصالات فيما بين عناصر من تنظيم «القاعدة» تنبئ بهجمات وشيكة على أهداف أوروبية أو أميركية.

ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركية، أن الخارجية أصدرت تحذيرات مماثلة لمواطنيها من السفر أخيراً، غير أن هذا الخطر هو الأكثر جدية التي واجهته الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية.

وقال مسؤول أميركي سابق إن المخطط الذي يقتفي أثره مسؤولون استخباراتيون هو مخطط «ناشط» لـ «القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقر له »، موضحاً أن قلق المسؤولين الأميركيين ازداد في الآونة الأخيرة، بعد اعتراضهم اتصالات تنبئ بهجوم وشيك، غير أنه أشار إلى أن تلك الاتصالات وغيرها من المعلومات الاستخباراتية لم تشر في الوقت الحالي إلى موقع أو هدف معين.

*توقيته وهدفه غير معلوم

وإذ وصف مسؤولون حكوميون أميركيون الخطر بـ«الجدي والوشيك»، أكدوا عدم معرفتهم الجهة التي قد يتم استهدافها، أو مكان استهدافها، أو طريقته، ما يصعّب بالتالي عملية تقييم هذا الخطر، فيما اعتبر مسؤولون آخرون أن نقص التفاصيل زاد من قلقهم.

ورجّح مسؤول أميركي سابق، أن تكون الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرات لمواطنيها من السفر بهدف إيقاف التخطيط لعملية ناشطة لـ «القاعدة في شبه الجزيرة العربية».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع، إن «التهديد الذي يشكله فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقر له ظهر خلال الأسبوع الماضي».

وأضاف أن «تقارير استخباراتية أخرى كشفت إشارات لمخططات قد يتم تنفيذها بحلول نهاية شهر رمضان»، غير أنه قال إنه «لم يكن واضحاً ما إذا كانت هذه الإشارات المذكورة مرتبطة بالاتصالات بين عناصر من «القاعدة».

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين استخباراتيين كانوا يقتفون أثر عدد آخر من تهديدات «القاعدة» في أفريقيا وجنوب آسيا، موضحة أن المسؤولين الاستخباراتيين في تونس يراقبون مخططات محتملة لـ»القاعدة» وأنصار الشريعة ضد أهداف أميركية أو أوروبية في العاصمة تونس.

*استنفار السفارات الغربية باليمن

وفي سياق متصل، توالى إعلان السفارات الغربية في اليمن إغلاقها خلال الايام القادمة بعد إجراء مماثل أمريكيا.

وكان قد دفع تفاقم الانفلات الامني في اليمن مؤخرا على نحو لافت البعثات الدبلوماسية إلى اتخاذ تدابير ذات طابع وقائي من قبيل استحداث إجراءات مراجعة للتدابير الأمنية الداخلية في مقارها، والحد من التحركات الميدانية لموظفيها داخل العاصمة وإصدار بيانات تحذيرية تضمنت نصائح لرعاياها المقيمين في اليمن بمغادرتها وللوافدين إلى البلاد بتجنب السفر إلى اليمن في الوقت الراهن.

واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس السبت ان باريس ستغلق سفارتها في صنعاء "بضعة ايام" بعد معلومات عن تهديدات لتنظيم القاعدة بشن اعتداءات، وهو قرار سبق وان اتخذته دول أوروبية أخرى مثل المانيا وبريطانيا.

وقال هولاند في بيان "تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وبالتالي رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة".

واضاف "لذلك قررت ان اغلق سفارة فرنسا في اليمن لانه تتوافر لدينا معلومات تتيح لنا الاعتقاد بأن هذه التهديدات بالغة الجدية هناك، وكان بعض البلدان الصديقة اتخذ ايضا هذا القرار".

وطلب الرئيس الفرنسي من جهة اخرى، من الرعايا الفرنسيين في اليمن "اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الاراضي" اليمنية.

ويأتي ذلك بعد ان أعلنت بريطانيا إغلاق سفارتها في اليمن يومي الأحد والاثنين ، لذات الأمر المتعلق بالتهديدات .

وقالت الخارجية البريطانية "نشعر بالقلق بشكل خاص بشأن الوضع الأمنى فى الأيام الأخيرة من رمضان وحتى العيد".

وقال ناطق باسم الخارجية إن «السفارة البريطانية ستغلق في 4 و5 من أغسطس الجاري»، مضيفاً «لقد سحبنا عدداً من طاقمنا في صنعاء، بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة».

وتابع «حدّثنا إرشادات السفر إلى اليمن في 2 أغسطس الجاري لتتماشى مع توصياتنا»، وأشار إلى أن بريطانيا تبقي «إرشادات السفر وأمن طاقمها وبعثاتها قيد المراجعة الدائمة»، لافتاً إلى أن «إرشادات السفر توصي بحذر كبير خلال شهر رمضان، الذي يمكن أن تزداد خلاله الإضطرابات».

وأعرب عن قلق لندن «في شكل خاص إزاء الوضع الأمني في الأيام الأخيرة من رمضان وحتى العيد».

ونصحت الخارجية على موقعها بعدم السفر إلى اليمن، وحضّت رعاياها على «مغادرة البلاد فوراً».

وأكدت في بيان «ثمة خطر كبير من الإرهاب في أنحاء اليمن، وخطر كبير من التعرض للخطف على يد قبائل، ومجرمين، وإرهابيين مسلحين».

واشارت الخارجية إلى أن بريطانيا قررت إبقاء سفاراتها في المملكة العربية السعودية، وعمان، وقطر، والبحرين، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والعراق مفتوحة، غير أنها نصحت طاقمها بـ«مزيد من الحذر مع اقتراب أيام العيد».

وفي برلين، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية، أمس، ان سفارة المانيا في اليمن ستبقى مغلقة اليوم وغدا لدواع امنية.

وأعلن الموقع الالكتروني للسفارة الالمانية في صنعاء ان «السفارة ستبقى مغلقة امام الزوار في 4 و5 اغسطس».

وكرر الموقع التوصيات المحدثة لوزارة الخارجية التي تحذر المسافرين الالمان من ان «الوضع في كافة ارجاء البلاد مهدد».

وتحدثت الوزارة خصوصا عن «خطر هجمات ارهابية في بعض الاماكن النائية في البلاد وايضا في العاصمة صنعاء لاسيما بعد تهديدات للقاعدة بضرب الحوار اليمني الجاري».

*المقار الأميركية المغلقة

في الاتي قائمة بأسماء الدول التي أمرت وزارة الخارجية الامريكية بإغلاق السفارات والقنصليات فيها امس بسبب وجود تهديدات من تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية»: الامارات (السفارة في أبو ظبي والقنصلية في دبي)، والجزائر والأردن، والعراق (السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل)، ومصر، والسعودية (السفارة في الرياض والقنصلية في الظهران والقنصلية في جدة)، وجيبوتي، وبنغلاديش، وقطر، وأفغانستان، والسودان، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، وموريتانيا، واليمن، وليبيا. ( وكالات )