ريمان برس - متابعات - في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تغادر طوابير طويلة من السيارات صنعاء، حيث تتوجه العائلات إلى الساحل أو باتجاه الأرياف من أجل تمضية عطلة عيد الفطر المبارك.
ولا تكتمل فرحة العيد عند غالبية اليمنيين، من دون تبادل الزيارات والهدايا مع الأقارب والأصدقاء، وشراء الملابس الجديدة وجعالة العيد (المكسرات والزبيب والحلويات) والألعاب النارية، وتقديم العسب (العيدية).
وقد سعى وضاح يحي صالح البالغ من العمر 28 عاما إلى تكثيف أعماله خلال شهر رمضان كي يتمكن من تجميع مبلغ كاف للعيدية ليقوم بتوزيعها على النساء والأطفال في عائلته يوم العيد، ولشراء حاجات العيد الأخرى.
ويقول صالح الذي يعمل نجارا لدى أحد المقاولين في صنعاء "إن العيد لا يكون عيدا بدون ملابس الأطفال والنساء ومن دون المكسرات والعسب".
"كما أنه لا يمكنني أن أعود إلى أطفالي في القرية ليلة العيد بدون الطماش (الألعاب النارية) ولا أن أزور أقاربي بدون أن أعطي العسب للنساء والأطفال، ففرحتي هي أن أراهم سعداء لأن العيد هو للأطفال والنساء"، يضيف صالح.
وحاله هو حال أغلبية اليمنيين ولو اختلفت ظروفهم الاجتماعية، فمظاهر العيد هذه تبقى العامل المشترك في كل محافظات اليمن، بحسب ما تؤكده نجيبة حداد وكيل وزارة الثقافة في حديث للشرفة.
وتقول حداد "إن مراسم العيد والاستعدادات له تبدأ قبل حلوله بخمسة أيام حين يقوم اليمنيون بشراء جعالة العيد وملابس الأطفال، ويقومون بصناعة الكعك وتحسين منظر المنزل وتجميله لاستقبال الضيوف والأرحام صبيحة يوم العيد".
ويسافر العديد من العائلات إما للمدن الساحلية مثل الحديدة وعدن وحضرموت وإما إلى الأرياف، حيث تجتمع العائلة كلها.
وتضيف حداد "إن سعادة الأطفال والنساء بالعيد تكون لا توصف لأنه يتم لم شمل الأسرة والتي أحيانا لا تجتمع إلا في العيد بسبب مشاغل الحياة وسفر الكثير من سكان القرى للعمل في المدينة طوال العام".
الحفاظ على السلامة خلال العيد
ويترافق العيد مع مظاهر أخرى أكثر خطرا، ومنها الرماية بالأسلحة الحية وحرق إطارات السيارات ليلة العيد، والتي تعتبر أستاذة علم الاجتماع في جامعة صنعاء، الدكتورة نجاة الصائم، أنه يجب وضع حد لها.
وتضيف الصائم للشرفة "هناك أيضا مظاهر أخرى جديدة وسلبية للعيد منها الطماش أو ما يعرف بالمفرقعات والألعاب النارية والتي تشكل خطرا على حياة الأطفال عند الاستخدام الخاطئ لها".
وتنبه الصائم إلى مشاكل المرور والحوادث المرورية التي تحصد مئات الأرواح سنويا خلال فترة رمضان والعيد، خاصة مع حركة التنقل الكثيفة بين المدن وباتجاه الأرياف لقضاء فرصة العيد.
ووفقا لإحصائيات الإدارة العامة للمرور اليمنية، فقد أسفرت حوادث السير منذ أول يوم رمضان وحتى 28 منه، عن مقتل 598 شخصا وجرح 774 آخرين.
وفي هذا الصدد، أعدت الإدارة خطة لحماية المارين والمسافرين داخل المدن وعلى الطرقات الرئيسية بين المدن، بحسب ما يقول العقيد عبدالرزاق المؤيد، نائب مدير عام المرور لموقع الشرفة.
وتضمنت الخطة انتشار سيارات المرور على الخطوط الطويلة من أجل ضبط الحركة المرورية، كما يوضح المؤيد، والقيام بحملات توعية للسائقين بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني لتوعيتهم بضرورة تخفيف السرعة، وتفقد أحوال السيارة قبل السفر، إضافة إلى أخذ السائقين قسطا من الراحة وتجنب قيادة السيارات يوم العيد وهم بدون نوم. |