ريمان برس - متابعات - في الوقت الذي قرر فيه مجلس الوزراء المصري اليوم اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" في الداخل والخارج، أكدت السعودية وقوفها مع مصر قلباً وقالباً، ولن تساوم على هكذا علاقة. واتهمت الحكومة المصرية الاخوان المسلمين بالوقوف وراء حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة فجر الثلاثاء، الذي أدى إلى سقوط 16 قتيلا -معظمهم من الشرطة- ونحو 140 جريحا من بينهم قيادات أمنية رفيعة. وأعلنت السعودية وقوفها مع مصر قلباً وقالباً، وأكد الديوان الملكي أن "المملكة بقيادة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تساوم حول ذلك في أي حال من الأحوال، وأن المملكة قد لمست تأييد الشعب المصري لخارطة الطريق آملة من أن يؤدي ذلك إلى حل سياسي".
وأضاف بيان الديوان الملكي: "وإذ تؤكد المملكة العربية السعودية ذلك لتستنكر وتشجب بشدة أعمال الإرهاب التي لا يلجأ لها غير من لا ذمة له، ومن يتعاون معهم، أو يقف خلفهم، مُدركة بأن مصر الشقيقة بشعبها وقيادتها لم ولن تسمح بمثل هذه الأعمال أن تستهدف أمن مصر الشقيقة واستقرارها".
خلال المرحلة الانتقالية الحالية، وهي الثانية بعد الثورة، وبعد الدعم المالي، ستكون علاقة القاهرة بالرياض ودول الخليج العربي مستقرة، بل من الواضح أنها ستتسم بدرجة كبيرة من الود والتعاون، حيث تعهدت السعودية ومعها الإمارات العربية ثم الكويت بتقديم دعم اقتصادي لمصر وصلت قيمته إلى 12 بليون دولار أميركي. وهذا دعم كبير حتى بالمقاييس الدولية يتم تقديمه بسرعة لافتة، وخلال فترة قصيرة جداً.
واستخدم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في وصف موقف السعودية وقيادتها بعد 30 يونيو مع مصر، التعبير الشعبي قائلاً إنها كانت "وقفة الرجال". واستشهد، عشية زيارته الأولى الخارجية، إلى السعودية بمقولة الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة، التي قال فيها: "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب"، معتبرًا أنها لخصت بوضوح وإيجاز القراءة الإستراتيجية للمنطقة العربية في النصف الأول من القرن العشرين، مثلما تلخصها أيضا في عصرنا الحالي.
كما قام الأمير سعود الفيصل بدور جيد جدا في عدد من العواصم الغربية، وبعد زيارته لفرنسا بدأ التحول في الموقف الأوروبي، وفرنسا بالذات كانت قد أخذت موقفا عنيفا ضد مصر بعد 30 يونيو، ولكن بعد زيارة الأمير سعود الفيصل تغير الموقف الفرنسي وأصبح أكثر هدوءا، ثم تحول إلى الموقف الحالي الذي يدعم خريطة الطريق.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أول من بعث للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ببرقية تهنئة، حيث تلقاها عقب تكليفه برئاسة الجمهورية بساعات قليلة، حيث قال الرئيس المؤقت وقتها: إن قطار الديمقراطية في مصر قد أقلع، ولا يمكن لأي طرف، كائنا من كان، أن يوقفه... ويهمني أن أشير في هذا الصدد إلى أن هذا القطار أقلع بمساندة سعودية كاملة. اليوم يعتبر أمن مصر، وأمن الخليج العربي، مكونا رئيسيا به، يرتبط ارتباطا وثيقا بمحاربة "الإرهاب"، فضلا عن أن الدين الإسلامي الحنيف هو أول المتضررين من أنشطة تلك الجماعات. وعليه، فإن الالتزام المصري بأمن الخليج العربي إنما هو من ثوابت أمنها القومي وسياستها الخارجية، كما أكد عدلي منصور في أكثر من مناسبة.
|