ريمان برس - متابعات - توقع الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله” الحوثية، علي البخيتي، نهاية مؤلمة لقطر لتدخلها في الشؤون الداخلية لليمن ودعمها لحزب الإصلاح الإخواني.
يأتي هذا في ظل انكشاف تفاصيل كثيرة عن دور قطر وإيران في الحرب الدائرة في اليمن بين السلفيين والحوثيين، خاصة أن الهدنة التي تم إعلانها قد لا تصمد كثيرا لأنها تسحب البساط من تحت أقدام اللاعبين الأجانب.
وقال البخيتي في تصريح صحفي أمس “قطر التي ملأت العالم ضجيجا وتدخلت في الكثير من الدول بشكل فظ وخصوصا في اليمن منذ بداية الربيع العربي تصرّف حكّامها ضد مصالح بلادهم ومواطنيهم وأساؤوا التقدير واعتقدوا أن الإخوان سيسيطرون على العالم العربي”.
وأضاف: ” انتهزوا ( القطريون) الفرصة ليحجزوا لهم مكانا في تاريخ المرحلة.. دعموا الإخوان ضد خصومهم، بل كانوا ملكيين أكثر من الملك وتدخلوا في المعارك عسكريا وماليا واعلاميا.. لم يتركوا لهم خط رجعة”.
ويقول مراقبون للشأن اليمني إن الحوثيين، الذين تزوّدهم إيران بكل أنواع الأسلحة، عجزوا عن حسم المعارك ضد السلفيين المدعومين من حزب الإصلاح الإخواني، وعزوا ذلك إلى عملية تسليح مقابلة يقوم بها القطريون لإخوان اليمن.
وتدور مواجهات بين الحوثيين وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمون ) في أكثر من محافظة يمنية في محاولة من كل طرف السيطرة على الوضع في اليمن، وقتل أمس 3 أشخاص في مواجهات بين الطرفين في محافظة ذمار (وسط) بسبب خلاف على الاحتفال بعيد مولد النبي محمد (ص).
وقال مصدر أمني يمني إن “مواجهات وقعت بين أنصار الجانبين إثر خلاف على وضع لافتات بمناسبة الاحتفال بمولد الرسول محمد (ص) أدت إلى مقتل عنصرين من الحوثيين وعنصر من حزب الإصلاح”.
وأشار المصدر إلى أن الحادثة وقعت بمديرية ضورآن آنس التابعة لمحافظة ذمار بوسط اليمن، مضيفا أن الوضع لا يزال متوترا، وأن الطرفين يحشدان أتباعهما وهناك توقعات بتجدد الاشتباكات.
نفوذ القطريين كبير جدا في اليمن من خلال بوابة الجمعيات الخيرية ذات الخلفية الإخوانية والتي يبلغ عددها حوالي أربعة آلاف جمعية
ويكشف خبراء في الجماعات الإسلامية أن نفوذ القطريين كبير جدا في اليمن من خلال بوابة الجمعيات الخيرية ذات الخلفية الإخوانية والتي يبلغ عددها حوالي أربعة آلاف جمعية تأتيها التبرعات من إخوان الخليج، ومن بعض الدول وخاصة قطر وتركيا المتحالفتين في اليمن وسوريا ومصر.
وتقيم الجمعيات الخيرية الإخوانية المدعومة قطريا مشاريع وهمية لرعاية الأيتام والفقراء، وتتخذ منها غطاء لأعمال أخرى من بينها تدريب وافدين من دول عربية أخرى وتسليحهم تمهيدا لإلحاقهم بالمعارك الدائرة ضد الحوثيين أو لإسناد المجموعات المرتبطة بالقاعدة التي تخوض المعارك في سوريا والعراق.
ويستدل الخبراء والمراقبون هنا بوضع واشنطن للقطري عبدالرحمن النعيمي ومساعده اليمني عبدالوهاب الحميقاني على قائمة مموّلي الإرهاب، ووفقا للأميركيين فإن النعيمي كان يعمل مموّلا لتنظيم القاعدة سرا، حيث كان يحول ملايين الدولارات إلى الشركات التابعة للمجموعات الإرهابية في سوريا والعراق. ويدير النعيمي جمعية الكرامة لحقوق الإنسان، بينما يتولى الحميقاني الأمانة العامة لجمعية الرشاد الخيرية.
وكشفت مصادر يمنية أن الأموال التي تحصل عليها الجمعيات والمنظمات الإخوانية تحت غطاء الأعمال الخيرية والإنسانية تذهب معظمها لشراء الأسلحة والمتفجرات وشراء الولاءات والإنفاق على المعسكرات الخاصة بتدريب الميليشيات.
من جهة أخرى، كشف الخبراء عن وجود تنسيق قطري تركي في اليمن وتوظيف مشترك للمجموعات الإخوانية سواء على الساحة اليمنية أو في سوريا، حيث تفتح أنقرة أبوابها أمام “الجهاديين” وتسهل مرورهم لإسناد المجموعات المتشددة. وأماطوا اللثام عن زيارات لكبار قادة الإخوان في اليمن إلى قطر وتركيا، واعتبروا أن هذا التحالف يهدف بالأساس إلى تطويق الحدود السعودية من الجنوب، وأنهم يشتركون في نفس المهمة مع إيران.
ولفت الخبراء إلى أن إخوان اليمن الذين يراهن عليهم القطريون والأتراك يمتلكون الأسلحة المختلفة ولديهم قوة وهيمنة في السلطة، بالإضافة إلى هيمنتهم على أجزاء كبيرة من المؤسسة العسكرية. وتوقع البخيتي بأن يكون لقطر ثأر مع كثير من الدول التي دعمتها أثناء الربيع العربي وقال “سقط إخوان مصر.. فشلت ثورتهم في سوريا. انتكسوا في تونس. ضعف وضعهم كثيرا في اليمن عما كان عليه قبل 2011″.
وأضاف “قطر اليوم لها ثأر مع الكثير من البلدان التي مزقتها الأموال القطرية ونشرت فيها الإرهاب والتطرف”.
وتوقع محللون يمنيون أن تستمر أطراف خارجية في اللعب داخل الساحة اليمنية ما لم تستقر البلاد وفق الخطة التي ترسمها المبادرة الخليجية.
* العرب اون لاين
|