ريمان برس - متابعات - الرئيس هادي يخيب آمال اليمنيين..
الرئيس اليمني يتهم أطراف خارجية بجر بلاده إلى مواجهات مسلحة
تحذيرات من تقسيم اليمن إلى مناطق صراع طائفي
الجنوب رمضاء من النار.. ومساع لطمس الهوية اليمنية
مراقبون: طمس الهوية اليمنية من الجنوب تخدم المد الشيعي الإيراني
خاب ظن اليمنيين برئيسهم الذي هدد وتوعد في الجلسة الختامية العامة لمؤتمر الحوار الوطني، بإصدار قرارات وصفها شخصيا بالثورية، وطالب أعضاء مؤتمر الحوار الوطني "بعدم غلق تلفوناتهم" أو "الزعل على الفاشلين" كما وصفها أيضا، مؤكدا أن تلك القرارات ستصدر في نشرة التاسعة عبر التلفزيون الرسمي بالتوقيت المحلي للبلاد.
انفعال الرئيس اليمني، وتهديداته التي أطلقها، استبشر بها اليمنيون الذين يحلمون بغد أفضل لبلادهم، جعل أكثر من 25 مليون يمني في الداخل والخارج يتكهنون عن "التغييرات الوزارية" والقرارات الثورية التي سيستخدمها "هادي" لإنقاذ اليمن من التمزق والتشتت الطائفي والمناطقي، حاملين بها آمال عريضة، غير أن ذلك تجمد ببرودة أحوال اليمن الجوية، عندما أشارت الساعة إلى التاسعة بالتوقيت المحلي للبلاد.. حيث التوقيت الذي حدده هادي لإصدار القرارات.
لم يصدر الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي أي قرارات، من شأنها تطمئن اليمنيين أن مؤتمر الحوار الذي استمر إحدى عشر شهرا، "قتل خلالها الكثير من الرموز السياسية اليمنية" له مخرجات تلبي طموح وآمال المواطن اليمني البسيط، وتنقذ البلاد من التشرذم، غير القرارات التي خرج بها المؤتمر في جلسته الختامية بالتمديد له عام آخر، وتوسيع مجلس الشورى، والبقاء على البرلمان اليمني "الممدد"، وتقطيع أوصال اليمن إلى أقاليم مختلفة.
تبريرات
اجتمع الرئيس بعد تهديداته الصباحية بعدد من القيادات البارزة في الحكومة بينها قيادات عسكرية وأمنية، وأطلق تبريرات واسعة الهدف منها استعطاف الشعب، والتمثيل لهم أنه يواجه كما من المشاكل تعيقه من تنفيذ القرارات.
وبحسب مصادر حضرت الاجتماع فإن الرئيس اليمني قال للحاضرين، إن اليمن تقترب من سقوط جماعي سيكون أشبه بالسقوط الذي شهدته الصومال في التسعينات، متوقعا بأن ما سيتبقى في اليمن لن يكون إلا قطاعات قبلية وأخرى خاصة بالقاعدة وقطاع الطرق.
وخاطب هادي الحاضرين بالقول:"وصلنا إلى مرحلة تقترب من الانفجار والسبب المناكفات السياسية والصراعات وضعف الدولة واليمن اليوم تقترب من انفجار حقيقي قد يودي بالبلاد إلى الهلاك، عليكم تقع مسئولية كبرى في انتشال الوضع والوقوف باليمن".
احتلال صنعاء
وأبلغ "هادي" الحاضرين أن لديه معلومات خاصة بأن أطراف سياسية متصارعة أعدت العدة للاستيلاء على العاصمة صنعاء، رجح مراقبون أن المقصود بذلك هم الحوثيين الذي يحتلون الجهة الشمالية من العاصمة صنعاء.
وأوضح الرئيس اليمني أن أطرافا دولية وعربية تسعى لجر اليمن إلى صراع مسلح بين الأطراف السياسية في، مؤكدا أن الأربعة أيام القادمة أيام حاسمة، داعيا اليمنيين الاستعداد لكل المخاطر المحتملة.
هيكلة الجيش
يرى مراقبون في الشأن اليمني، أن الثورة في اليمن، خدمت أعداء الوطن المهدد بالتمزق والحرب الأهلية، دون أن تخدمه بحسب ما كان يأمل به الشباب عندما خرج معظمهم إلى شوارع مختلفة في البلاد مطالبين بإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مستدلين بأن هيكلة الجيش اليمني، كانت من كبائر الذنوب التي ارتكبت بحق الوطن، لن يدرج معنى ذلك إلى بعد فترة من الزمن.
ويؤكد المراقبون بأن الجيش اليمني، كان يعد من أقوى خمسة جيوش في الشرق الأوسط، بحسب الترتيب الإحصائي العالمي للجيوش؛ إلا أن الهيكلة الجديدة بعد ثورة الشباب، وباتفاق أطراف إقليمية ومحلية على ذلك، جعلته من أضعف الجيوش في المنطقة لا سيما في منطقة الخليج العربي، غير أن المحللين لم يستبعدوا بأن أطرافا محلية انشقت عن الرئيس السابق كانت تخطط لتفكيك الجيش بهدف السيطرة على اليمن؛ إلا أن احتماء هادي بالمجتمع الدولي، ودعم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح له، أحبط مخطط الاستيلاء على صنعاء بطرفة عين.
حرب طائفية
وكانت الأحداث السياسية التي بدأت في عام 2011 أطاحت بالرئيس اليمني السابق، ساعدت الحركة الحوثية سيطرتها على محافظة صعدة" شمال اليمن"، وأثبتت تواجدها في مؤتمر الحوار الوطني، فضلا عن نشر فكرها إلى معظم محافظات اليمن، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السلفيين في اليمن لا سيما في مدينة دماج إحدى مدن محافظة صعدة "معقل السلفيين فيها"، وشنوا حربا واسعة على الحوثيين، مما أدى إلى إشعال فتنة طائفية في المنطقة.
وبين سيطرة السلفيين على مناطق في دماج كانت قابعة تحت سيطرة الحركة الحوثية، والتفريط بها بعد معارك شديدة، زادت الحرب الطائفية رحاها، في ظل صمت الجيش اليمني عن ما يدور في البلاد.
مناطق صراع
وبعد ثلاثة أشهر ونيف من الحرب، شكل الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي لجنة رئاسية لحل النزاع الطائفي، توصلت إلى رغبة الحوثيين، بتهجير السلفيين من أبناء محافظة دماج بعيدا عن المحافظة، رضخت اللجنة الرئاسية لمطالبها، واختارت الحديدة مكانا لتهجير السلفيين إليها، وهو الأمر الذي أدانه الكثير من المنظمات الحقوقية والحركات السياسية في اليمن، واعتبروا أن ذلك بداية لتقسيم اليمن إلى مناطق صراع طائفي.
الجنوب وطمس الهوية اليمنية
من جانب ليس ببعيد عن الأحداث السياسية المعقدة التي تعيشها اليمن، ترمض المحافظات الجنوبية، بنار المطالب "المعقدة"، حيث تسعى طائفة من أبناء الجنوب إلى فك الارتباط، وأخرى تبحث عن الانفصال، وعودة اليمن إلى ما قبل 1990 م، وأخرى تطالب بطمس الهوية اليمنية أصلا من تلك المحافظات.
ويرى متخصصون في الشأن اليمني، أن نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، وبدعم إيراني، يسعى إلى طمس الهوية اليمنية من اليمن، وإطلاق على المحافظات الجنوبية دولة تحت اسم " الجنوب العربي"، تخطيطا منها للمد الشيعي والسيطرة على الجزيرة العربية، بينما هناك آخرون يسعون إلى إعادة اليمن إلى ما قبل عام 1990م، وبدعم من دول خليجية، الهدف من ذلك إبقاء اليمن في صراعات داخلية خدمة لأجندتها.
أيام حاسمة في اليمن.. تجعلنا ننتظر ماذا أعد لها أبناء هذا البلد لذي كان سعيدا، وتحول إلى بلد تعيس.. وما النبأ اليقين الذي سيأتي به أحفاد سبأ..؟
نقلا عن محيط |