ريمان برس - متابعات - سقطرى، جزيرة صغيرة في المحيط الهندي تبعد 400 كيلوا متراً إلى الجنوب من اليابسة اليمنية، وهي صورة من الهدوء. شواطئ نقية من الرمال الثلجية البيضاء مغطاة بمياه فيروزية موطن لقفز الدلافين والشعاب المرجانية. مئات الأنواع الفريدة من النباتات والحيوانات تقع على طول الممرات الجبلية. ويحتفظ 55.000 نسمة من سكانها بالعديد من تقاليد أجدادهم، ويتحدثون لغتهم الخاصة الغير مكتوبة.
إذا كانت شائعات الصحافة اليمنية صحيحة، فان بعُد الجزيرة قد يكون لعنة لها. حيث وعدت الإدارة الأمريكية بإغلاق سجن غوانتانامو، وهو سجن في القاعدة البحرية الاميركية في كوبا حيث يحتُفظ بالعديد من السجناء في اطار "الحرب على الإرهاب" والدين قضوا مدة تصل إلى 12 عاما دون محاكمة. ولكنها تحتاج إلى إيجاد مكان لنقل السجناء. ومن بين السجناء الـ 55 في جونتاناموا، 90 يمنياً (وقد تمت الموافقة على نقل 56 من 77).
تتمتع أمريكا بعلاقات أمنية جيدة مع اليمن، حيث تتعاون الدولتان على ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية ضد جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في جنوب البلاد. لذلك فمن المنطقي نقل هؤلاء السجناء إلى الأراضي اليمنية.
وقد تم الاعتراف بفكرة بناء "مركز إعادة تأهيل" لإطلاق سراح المعتقلين اليمنيين من قبل وزير الخارجية أبو بكر القربي في اكتوبر تشرين الاول. بعد فترة وجيزة من كشف صحيفة لوس أنجلوس تايمز من أنه سيكون هناك "مركز احتجاز وليس مركز تأهيل" وان محادثات يمنية – أمريكية سرية جرت في روما العام الماضي. ورفض البيت الأبيض التعليق خلال مؤتمر صحفي بعد يوم من خبر الصحيفة.
ما إذا سيكون مركز لإعادة التأهيل أو للاحتجاز، فإن الأميركيين سيراقبون المكان. قد يكون من الأسهل ان يكون في جزيرة بدلا من ان يكون في مكان خارج العاصمة صنعاء، وهو المكان الذي قالت صحيفة لوس انجليس تايمز سوف يقع فيه السجن. في تشرين الثاني، تناولت صحيفة الاولى اليمنية قصة زعمت أن "غوانتانامو جديد" سيقام في سقطرى. وفي الصفحة الأولى مزجت الصحيفة بين صورة شجرة دم الاخوين والزي البرتقالي للسجناء في غوانتنامو.
هل هناك أي صحة للشائعات؟ في العام الماضي اعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان أرخبيل سقطرى ستصبح محافظة منفصلة، المحافظة اليمنية الـ22. على الرغم من التقارير التي يجري انتقاؤها من قبل مواقع اخبارية أخرى، إلا أن الحكومة اليمنية لم تصدر اي نفي لذلك. وهو ما دفع اليمنيين، بما في ذلك شخصيات بارزة، للحديث عن هذا الموضع. ونقل موقع المصدر اونلاين اليمني عن فاهم سليم كافين – سياسي من جزيرة سقطر- قوله "ان الرئيس هادي والحكومة لن يقبلا أن تتحول سقطرى إلى قاعدة عسكرية."
ويبدي العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان وسكان الجزيرة عن قلقهم بهذا الصدد. وتقول لورا بيتر من منظمة هويمن رايتس ووتس "السجناء في غوانتانامو يجب إما أن يحاكموا أو يتم الافراج عنهم. ببساطة نقلهم إلى سجن آخر يقع في مكان آخر ليس حلا.
ويقول عبدالجليل محمد – رئيس وكالة سقطرى للسياحة البيئية – وهي ايضاً وكالة سفر محلية "سوف يتم القضاء عل السياحة، سوف يتم القضاء عل البيئة. واضاف "اسوف يتم اجلاؤنا جميعاً!" وبذلك فأن هده الجنة ستضيع الى الابد. |