الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 10-أكتوبر-2016
ريمان برس - خاص -
تأخرت في كتابة أي شئ لأرثي هلالا هو من المعتاد إن غاب عاود الظهور مرارا لكن في هذه المرة رحلت يا صديقي ولم أرى أو أسمع بالظهور منذ سماعي بفاجعة السبت التي أدمت القلوب .
كنت أنت كما عرفتك تؤدي الواجب مع عامة الناس في عزاء آل الرويشان صحيح المصاب كبير والجرح عميق والضحايا بالمئات ومن نعزي ومن نرثي والجميع إخوه وأحباء وأصدقاء بل وأقرباء لكن أستسمح الجميع عذرا لإعرج قليلا عن من عشت معه اكثر من سبعة أعوام ولن أقول سنين بل أعوام خير وبركه وسعاده ونشاط وحيويه عشتها شخصيا وعاشتها محافظة إب وأبناءها الأوفياء عندما كان الشهيد المرحوم عبدالقادر هلال محافظا لمحافظة إب وعملت معه وصولا الى تعييني مديرا عاما لمكتب المحافظ لايهمني ذلك الآن مايهمني أن أكشف الجوانب الإنسانيه والأخويه لرجل كان عنوان بارزا لذالك الهلال 🌙 الشئ المعلوم لكل من عرفه وماذا عساني أن أقول والعبرات تكتم أنفاسي نعم أتحدث عن محافظة تمسي وتصبح على كل جديد إيجابي من هذا العملاق الذي ترجل أخيرا بفعل الغدر والعدوان الغاشم على وطني وعلى كل شريف حر في هذا البلد الجريح
عبدالقادر هلال عنوان للتنميه بمفهومها الواسع ومنها بناء الإنسان أهتم بالتنميه البشريه فبنى من حوله رجال كثر في كل المحافظات وليس في إب فحسب أصبح أب وأخ وقريب من الجميع فأدارها بحنكه وإقتدار نشاطات كانت غير مألوفه منها حملات النظافه ليخلق مجتمع نموذجي بيده نظف المقابر والمساجد والمدارس معظم شوارع إب أشجارها غرسة على يديه رسخ مفهوم المشاركه المجتمعيه منذ وقت مبكر قادنا الى الرياضه للجميع وأخرج الشباب والشيوخ على حد سوى الى الميادين العامه أعلن عن يوم بلاقات ومنها الى يمن بلاقات وفر لنا أجهزة الكمبيوتر ووسائل العلم التي تواكب العصر كانت طموحاته كبيره وأحلامه واسعه ورؤيته بعيده أستوعب الجميع موالي ومعارض قريب وبعيد كان يعطي عطاء من لايخشى الفقر
نشاطه الخيري لاينقطع وبالذات في رمضان له قدره عاليه في إجبار الأخرين للمشاركه طوعا وعن طيب خاطر هلال عالم من الحداثه والتجديد في حياته الشخصيه وفي عمله وبين محبيه ومحيطه الواسع الذي يمتد بمساحة هذا الوطن الكبير بل تعدى الى المحيط الأقليمي والدولي استقطب لمحافظة إب كثير من الدعم الألماني والأوروبي ومن بعض الدول من خلال علاقته المتميزه وسحره الطاغي على الأخرين الزائر من السفراء والمنظمات الدوليه يعود بإنطباع إيجابي كبير وظفه لصالح المحافظه ستدركون حجم الخساره لهذه الهامه الوطنيه من خلال ما أطرحه على عجاله وإن كان لدي الكثير ما اقوله في حق اللواء عبدالقارد هلال لكن سأختصر وأنقلكم الى أهم المحطات وان أطلنا فهو أكبر من أي مقاله او كتاب لكن من عاش معه ليس كمن سمع او قرأ
أسس جامعة إب بإصرار وتفاني وكان حلما يراود أبناء محافظة إب وحوله الى حقيقه وأنتزع قرار الإنشاء من الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح في عام 1996م وأقترح على رئاسة الجامعه وقيادة المحافظه أن تسمى قاعه بأسمه تقديرا لجهوده كمؤسس لجامعة إب وهذا أقل مايمكن تعبيرا عن الوفاء لقائد وإنسان بحجم الراحل عبدالقادر هلال .
لم يقف عطاءه عند حدث او مشروع معين بل كل يوم كان يظهر الهلال بجديد نعم أتعب من بعده
كان يهتم بكل شئ حتى عند متابعتك لنشاطه تعتقد بأن همه الوحيد مثلا الرياضه وينفق كثيرا لكنه لم يغفل الجوانب الأخرى مرتب وقته وعلاقته مع الأخرين يحمل حس مرهفا يراعي الجوانب الأنسانيه الى حد بعيد مع الحزم والعزم في موطنه مجتهدا بما يتخذه من إجراءات وقرارات تعجب البعض ويعارضها البعض لكنه صاحب قرار ولم يكن متذبذبا أثر كثيرا في أبناء محافظة إب كانت قدرته فائقه لإستقطاب الخصوم حتى أتت فترات ذوب الجليد بين قيادات الأحزاب في المحافظه وحد من التباين هلال 🌙 مازلت أتذكر وأنت تحدد لنا يوما للصيام تطوعا وتجمع معظم قيادات الأحزاب في افطار جماعي كان طبيبا للقلوب قبل أن يكون محافظا خلق الألفه والمحبه وجعل فئات المجتمع تتسابق للمشاركه في التنميه والأعمال الخيريه والأنشطه المختلفه .
إنتقل من إب الى حضرموت محافظا وإب وأبناءها حاضرون في حياته على الدوام وظل محافظا على جسر التواصل متدخلا بحل الكثير من مشاكلهم حتى وهو وزيرا للأدارة المحليه أو أمينا للعاصمة صنعاء حيث حط الرحال فيها ومنها ودع الدنياء تاركا غصه في قلوبنا وجرحا داميا لن يندمل أبد الدهر عبدالقادر هلال بالنسبة لي أخا وأبا وصديقا قبل أن يكون مسوؤلا دعمني وشجعني ووقف معي في أحلك الظروف وأصعبها تعامل معي بثقه مطلقه شعرت كثيرا أنني اليه أقرب من إبنيه النجباء الحسن والحسين لما اولاني من ثقه مطلقه غير مقيده في كل الأمور نعم خسرته وخسره كل أبناء الوطن لأن مشاعري هذه يحملها الكثير ممن تعامل وعاش مع الشهيد البطل المقدام عبدالقادر علي هلال 🌙
كنا على تواصل دائم وكل لقاء معه يحدثك عن التنميه زرت المكلا وأخذني الى مكان خور المكلا ويسألني أيهما افضلا نحوله الى حديقه أو الى خور ندخل البحر إليه وجاريته على أساس أن الأمكانيات كبيره وصعب الحصول عليها لكن بعزيمة الرجل الذي صدق وطنه وشعبه وقائده كان له ما أراد وأنجز المشروع وهو يحدثني بالتلفون بأن المشروع جاهز وتواعدنا لزيارته وبالفعل عند وصولي المكلا لم اكاد أن أصدق ماشاهدته من تحول مكان لرمي القمامه الى خور ومتنزه اكثر من رائع بروعة هلال الخير والتنميه هذا هو فقيدنا وجوانب من حياته المشرقه تكلمنا عن الجسور في أمانة العاصمه بداية تعيينه وعن الدراسات الجاهزه التي اعدها الاستاذ احمد الكحلاني وما هو مطلوب ونجح في تحويل كثير من طموحاته الى واقع عملي كان يطلب ملاحظات الجميع ويشعرك بأن رأيك مهم من خلال تواصله المستمر .
الأحداث كثيره ومسيرة فقيد الوطن أكبر من ان تختزل بمقال متواضع لان هلال كان متطلع لمعرفة كل شئ من الطرائف عندما كان وزيرا كلف بمهمه في حجه وهو في زياره الى إب طلب طائره هيلوكبتر لنقله وطلب مني مرافقته وكان معنا طيب الذكر اللواء علي القيسي الشاهد في الموضوع ركبنا وهو بجوار قائد الطائره يستفسر ويتعلم ويسأله عن كل شئ وقلت له مداعبا باقي معك سواقة الطيران فقط اقصد كان طموح لاتنتهي تطلعاته عند نقطه معينه .
آخر لقاء مع أمين العاصمه كان في رمضان الفائت دعانا مع الشيخ عبدالواحد صلاح محافظ إب وعدد من المحافظين والمسوؤلين ظننت أنها وجبت عشاء فحسب لكن عند نهاية العشاء طلب منا البقاء والجلوس للتخزينه وبدأ يطرح لماذا دعانا ومنها مناقشة تنمية الإيرادات ووجود اوعيه إيراديه مهدره يجب ان تستفيد منها الدوله ثم تحدث عن أهمية الحفاظ على المجالس المحليه لأنه كان هناك محاوله لتقليص دورها ومن ضمن مخرجات اللقاء كلفني لصياغة وتقديم رؤيه لإنشاء أتحاد للمجالس المحليه بهدف حمايتها من أي محاوله وأتفقنا بحضور عدد من المحافظين منهم صلاح وحمود عباد وعلى انه سوف يوافيني ببعض الوثائق الخاصه بمشروع إنشاء إتحاد المجالس المحليه ومرة الأيام وعلى موعد لإرسال المطلوب ومازلت حتى اللحظه منتظر لإكمل مشوار الأخ العزيز الى قلوبنا عبدالقادر هلال لكن الموت غيبه عنا ولم تصل الأوراق التي اوعد بأرسالها لإن طيران الموت الحاقد والغادر والجبان كان أسرع من أحلامنا ومن مواصلت المشوار مع أستاذي وقائدي الشهيد الذي سيظل حيا في قلوبنا ماحيينا .
ختاما وليس لسيرته ختام لدينا الكثير ما نقوله لكن لم يعد للقول مكانا أمام هول الفاجعه ورحيل شخصيه كان الوطن بأمس الحاجة إليه لكن هذه هي الأقدار ولا أعتراض لقضاء الله
وحسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير

* علي محمد الزنم
مديرعام مكتب محافظ إب السابق الشهيد عبدالقادر علي هلال

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)