الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 04-أكتوبر-2017
ريمان برس- خاص -

قبل أن نتوقف أمام روزنامة الأسئلة التي طرحناها في ( الحلقة الثالثة ) من هذه السلسلة ونسترسل في الإجابات عنها وموقف تعز وأبنائها من تلك الأسئلة ودور تعز وأبنائها في تلك الأحداث ، سنقف في هذه ( الحلقة ) أمام قصة تحول اليمن كدولة من ( دولة بحرية ) إلى ( دولة جبلية ) ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ حدث هذا ؟ ولماذا ؟
لقد عرفت اليمن تاريخيا بأنها دولة ( بحرية ) وذات طبيعة إجتماعية مؤثرة ومتأثرة مع محيطها الجغرافي والقاري ، وقد عرف العالم اليمن عبر ( ميناء المخاء ) التي كانت تمثل نافذة اليمن نحو محيطها القاري بشقيه الأفريقي _ والأسيوي ، وهي كذلك نافذة اليمن إلى كافة أنحاء العالم ،وأشتهرت  الصادرات اليمنية ومنها ( البن ) الذي عرف بأسم ( كوفي مكا ) ..
كانت ( تعز ) هي عقل اليمن و( الميموري ) الذي يتحكم بمسار التحولات ، وكانت ( زبيد ) كمركز إشعاع علمي ومعرفي هي الينبوع الرافد الذي تستلهم منه تعز وأبنائها كل مقومات العلم والمعرفة ، التي مكنتهم من قيادة التحولات الحضارية والارتباط بعلاقة تكاملية وندية مع الحضارات الاخرى ..
إلا أن جاءات في لحظة غفلة من التاريخ خيارات سياسية حملتها رغبة البعض ممن فشلوا في الوصول لأهدافهم السياسية عبر المشاريع الدينية بكون النطاق الحاضن لم يكن ملائم لأهدافهم ، فتحولت اليمن من ( دولة بحرية ) إلى ( دولة جبلية ) إتساقا مع رغبات الأأئمة الذين سحبوا دور ومكانة تعز وهمشوا مركز الإشعاع الثقافي الرديف الطبيعي لها وهي مدينة ( زبيد ) لتبدأ رحلة تعز وأبنائها ورحلة الشعب اليمني بمختلف نطاقاته الجغرافية ، بدأ الكل رحلة المعاناة مع غطرسة وطغيان الأأئمة بدءأ من مشروع ( الإمام الهادي ) ثم تبعه أأئمة ( الزيدية ) الذين توزعوا بين ( الجارودية ) و( المطرفية ) ليدور صراع دامي بين الأأئمة ( الهادوية ، والزيدية ، والمطرفية ، والجاردوية ) صراع أمتد من مناطق عسير ونجران وجيزان إلى صعدة ،وحوث ، وعمران ، وحجة ، إلى أن وصل هذا الصراع إلى صنعاء ) وقد تمكن ( الهادوية ) بداية في إخضاع نطاقات جغرافية ،بقوة السلاح وخاصة في عسير ونجران وجيزان حتى صعده ، وحوث ، إلى أن جاء الطاغية عبد الله ابن حمزة ، وقضى بالقوة على ( الجاردوية والمطرفية ) ونكل بأتباعهم شر تنكيل ، إلى ان أضطر الطغاة إلى مهادنة بعضهم واقصد ( الهادوية والزيدية ) ليتفرغوا لإحكام سيطرتهم على بقية النطاقات الجغرافية ومنها تعز وإب ، وفرض المذهب ( الزيدي ) على ذمار بنطاقاته السكانية ( عنس ، وأنس ، وجبل الشرق ، والحداء ) والذين كانوا يتبعون المذهب ( الحنفي ) ومعهم بعض النطاقات السكانية الموالية لصنعاء او المطوقة لصنعاء ، هذا السلوك الإمامي كان مقدمة لإخراج اليمن من كونها ( دولة بحرية ) إلى ( دولة جبلية ) مرتبطة بالمركز ( صنعاء ) لدوافع سياسية وعسكرية وامنية ، وهي الدوافع التي جعلت ( العصبية القبلية ) هي الطاغية في تشكيل هوية اليمن الأرض والإنسان ، وقد ادى هذا إلى تقليص دور ومكانة تعز في صناعة القرار السياسي الوطني ، وتهميش دور ومكانة ( زبيد ) كينبوع ثقافي ومعرفي وتنويري ، وقد سعت بعض الممالك المتعاقبة لليمن أن تستبدل أو تعوض عن دور ومكانة ( زبيد ) تارة بإتخاذ صعده بديلا لها واخرى في أعتماد ( جبلة ) وقد لعبت جبلة دورا أكثر فاعلية لبعض المراحل التاريخية في القيام بدور ( زبيد ) ولكن للأسف لم يتاح لها مواصلة هذا الدور التنويري من قبل الأأئمة الذين سعوا وبجدية لإعتماد الجهل وسياسة التجهيل وفرض خياراتهم الإستعلائية وثقافة الغطرسة ، التي تعاملوا بها مع الشعب وكأن هذا الشعب هو مجرد قطعان من ( العبيد ) واجبهم طاعة الأئمة والخنوع لهم والتسليم بإرادتهم ..فدب التخلف وعم الجهل وتقلص دور تعز وتوقفت  عجلة التطور الحضاري لليمن بكاملها بعد ان حولها الأئمة من دولة بحرية مرتبطة بحضارات العالم إلى دولة ( جبلية ) يخيم عليها طغاة الجهل والتخلف الذين عزلوها عن محيطها وعن العالم فتحول  البحر الذي كان جسرا يربط اليمن بالعالم ، إلى سدا مخيفا يهابه ويخاف من صوت أمواجه أبناء المناطق  الساحلية  قبل سكان المناطق الجبلية ..؟!!
أن المتأمل لمساراتنا التاريخية يجد أن مشكلتنا وسبب تخلفنا وتقهقرنا الحضاري هم الأئمة وطغيانهم مع العلم أن من الصعب الجزم بتخلف الأئمة بل كانوا يدركون ما يفعلون ويعرفون جيدا كيفية تطويع هذا الشعب ولهذا لا أعتبرهم متخلفين بل جعلوا التخلف أحد أسلحتهم الفتاكة لضرب تطلعات وأحلام الشعب والوطن ، أن التخلف في منهج الإمامة هو وسيلة مثلى للحفاظ على ولاء أتباعهم لهم ، وهذا ما نراه اليوم في المسميات الدينية سوى تعلق الأمر بجماعة الإخوان المسلمين او الوهابيين او السلفيين ، او الحوثة ، كل هولاء اتخذوا من ثقافة التطويع وسيلة لتظليل أتباعهم وإبقائهم في دائرة الطاعة والتبعية المطلقة ..!!
لذا ستبقى تعز هي عنوان الاستهداف والنطاق المطلوب تطويعه وابنائه ومعهم أبنا محافظة إب ، وبهولاء يتاح لكل من طوعهم ان يطوع بقية النطاقات الوطنية .؟!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)