الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 06-أكتوبر-2017
ريمان برس- خاص -

في 17 سبتمبر 1962 م عقدا إجتماع مصغر في منزل الأستاذ المناضل المرحوم عبد الغني مطهر في مدينة تعز ، حضر هذا الأجتماع كلا من  الملازم علي عبد المغني ، والملازم عبد اللطيف ضيف الله ، والأستاذ عبد الغني مطهر ،وشخصان أخران إلى جانبهما ، وكان اللقاء مخصص للتداول في ( صحة الطاغية ) وما هي الإجرأءات التي يفترض أن يقوم بها ( الثوار ) في حالة وفاة الطاغية ، في ذلك اللقاء فأجا الملازم علي عبد المغني زملائه برسالة بعثت بها القاهرة عن طريق سفيرها بصنعاء كانت ردا على رسالة سبق أن بعثتها مجموعة الثوار مع الأستاذ عبد الغني مطهر للقيادة العربية في مصر والتي وعدت حاملها بالرد عليها في أقرب فرصة ، الرسالة العربية حملت موافقة القاهرة الكاملة بدعم أي حركة ثورية تطيح بنظام الإمامة ، كما اكدت موقف القاهرة المبدئي والثابت في دعم الشعب العربي في اليمن في سبيل حريته واستقلاله من الإمامة والأحتلال البريطاني ، وذكر الاستعمار البريطاني في تلك الرسالة الموجهة شخصيا للملازم علي عبد المغني ردا على رسالته الشخصية ايضا التي بعثها للرئيس جمال عبد الناصر  شخصيا وحملها الأستاذ عبد الغني مطهر للرئيس جمال عبد الناصر ..
هذه الرسالة واللقاء ومادار فيه ، ومن هم الشخصيتان المجهولتان اللذان  شاركا في ذلك اللقاء ، كل هذا لا يزال ضمن الكثير من الأسرار والحقائق المطمورة في ذاكرة ومذكرة البعض ممن عايشوا المرحلة واحداثها ، إذ لم يعرف بعد أين ؟ وكيف ؟ طمرت أو تلاشت المذكرات الشخصية للشهيد علي عبد المغني والذي كان يدون فيها كل حركته ونشاطه بصورة يومية كما أكد هذه الحقيقة كلا من المرحوم عبد الغني مطهر ، والمرحوم المشير عبد الله السلال وجميعهم أكدوا لي خلال لقاء بهم بعد تحقيق الوحدة وعودتهم لوطنهم ، اكدوا فيها أن الملازم علي عبد المغني كان حريصا على تدوين حركته وحريصا على أن لا يحتفظ بتلك المذكرات لا في مقر عمله ولا في سكنه ..؟!
وأتمنى أن تاتي يوم نرى فيها تلك المذكرات ونطلع على محتوياتها ، ان لم تكن قد وقعت بيد _ لصوص التاريخ والاحداث _ كما ان هناك الكثير من اللقاءات والمواقف والاحداث لم تدون ولم يفصح عنها أحد بما في ذلك أبطالها ، فلا المشير السلال قال كل ما يعرفه وعاشه ولا اللواء عبد الطيف ضيف الله تحدث عن كل ما حدث ولا الأستاذ عبد الغني مطهر قال ما يعرفه وما كان سببا فيه بل ان هذا الرجل العظيم لم يقل في كتابه الوحيد ( يوم ولد لليمن مجده ) الذي لم يتحدث فيه مطلقا عن دوره ومواقفه وما قام به من اجل الثورة اليمنية وعلاقته بتنظيم الضباط الاحرار الذي كان يحوي في عضويته الكثير من اسماء الضباط لكن في الواقع كان النشطاء فيه مجموعة ضباط لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ، وهولاء كانت لقاءاتهم تتم في تعز غالبا وفي منزل الأستاذ عبد الغني مطهر ، الذي لم يذكر شيء عن هذا في كتابه الذي كان بمثابة كتاب ( عتاب ) على اولئك الذين تسابقوا منذ العام 1980 م إلى كتابة مذكراتهم وفيها صنع بعضهم من نفسه ( بطلا أسطوريا ) ومنهم من نسب وبوقاحة كل شيء لنفسه ؟ وهناك ( خونة وعملاء ) قدموا انفسهم على انهم وطنيين احرار واستعانوا بأمهر الكتاب والصحفيين في القاهرة وبيروت ليكتبوا لهم مذكراتهم والتي طبعت في مطابع كبيرة وبورق فاخر وجاءات كتبهم فاخرة تنزف ترف وبذخ وتنم عن ان من دونت أسمائهم عليها ليسوا إلا مجرد ( لصوص وخونة وفاسدين ) ..؟!!
بالعودة إلى ذلك اللقاء الذي حدث في منزل الأستاذ عبد الغني مطهر في تعز  وهو اللقاء الذي اكده لي كلا من المرحوم عبد الغني مطهر _ رحمة الله عليه _ ولكنه لم يفصح لي عن مادار فيه أو من شارك فيه غير إنه أكد حظور عبد المغني وعبد اللطيف ضيف الله ولم يزد على ذلك ،غير تأكيده إن القاهرة اكدت في تلك الرسالة عن دعم ومساندة الشعب اليمني في التخلص من نظامي الإمامه والإستعمار البريطاني وكانت الإشارة للإستعمار البريطاني هي الأولى التي لمحت بها القاهرة للملازم علي عبد المغني الذي كانت حواراته مع القاهرة تتعلق بالنظام الإمامي وكيفية التخلص منه ..
وتؤكد الوقائع ان ذلك اللقاء خصص في غالبه لمناقشة مرض الإمام والإجراءات الواجب إتباعها في حالة وفاته بعد تلقيهم تأكيدات بأن الإمام على وشك الموت ، وقد وضعت في نهاية اللقاء خطة للتعامل مع الحالة وكيفية مواحهتها ،لكن للأسف لم نتمكن من الحصول على تفاصيل الخطة ..
في 20 سبتمبر 1962م توفى الطاغية أحمد حميد الدين وفي اليوم التالي 21 سبتمبر تم مبايعة البدر إماما على اليمن ليلقي البدر بعد مبايعته من قبل افراد الأسرة والحاشية وبعض الوجهاء خطابا ناريا اكد فيه المضي على نهج والده بل وهدد وتوعد الاحرار بالإجتثاث وتطهير البلاد منهم ..؟!!
في نفس اليوم الذي تم فيه مبايعة ( البدر ) إماما بعثت برقية من صنعاء للقاهرة وكان باعث البرقية هو الشهيد علي عبد المغني ، ليأتي الرد من القاهرة بعد يومين وفيه إشارة البدء ( حسب الضروف المتاحة أمامكم ) يعني التعامل مع الامر والتحرك وفق المناخ والضروف وبما يضمن نجاحكم ونجاح حركتكم ، وتجنبوا أي مغامرة غير مأمونة ، فتحرك الثوار خلال يومي 24/ 25 سبتمبر واجمعوا امرهم على ليلة 26 سبتمبر وفعلا أنطلقت الإرادة الثورية مع حلول  الساعة الثانية عشرا ليلا باتجاه قصر البشائر مقر الطاغية الجديد ، وقد انطلق الزحف الثوري من اكثر من إتجاه لكن الأهم كان ذاك القادم من ( ميدان شرارة _ التحرير حاليا ) الذي جوبه  بمقاومة شرسة من ( عكفة الطاغية ) وفي مقدمتهم ( طميم ) الذي احرق الشهيد الشراعي داخل دبابته عند بوابة القصر ( طميم هو والد الدكتور خالد طميم الذي شغل منصب رئيس جامعة صنعاء في وقت لاحق )..؟!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)