ريمان برس- خاص -
كان الشهيد علي عبد المغني وعدد من زملائه الضباط وهم بالمناسبة قلة محدودة ، من اعضاء ( تنظيم الضباط الاحرار ) الذين كان عددهم يزداد بشكل مضطرد لكن كان هناك قلة قليلة منهم لا يتجاوز عددهم خمسة او ستة ضباط هم الاكثر حماسا للثورة والتغير والإنعتاق ، وكانوا يتحركون بوعي ومسئولية في اوساط زملائهم الضباط والجنود ، وكانوا حاضرين بعلاقتهم في اوساط القوى التقليدية والوجاهات الاجتماعية والمشائخ والأعيان وفي اوساط بعض المثقفين والقطاعات التجارية ، كان هولاء الضباط المتحمسين للثورة والتغير يدركون ان تحركهم في وسط بعض القبائل المحيطه بالعاصمة قد يؤدي بهم إلى معتقلات ومقاصل الطاغية ولذا تحركوا في تعز وإب وتهامة وقبيلة الحداء بمحافظة ذمار ، وبعض وجهاء مارب ، والبيضاء ، ولم يكون هولاء الضباط على تواصل دائم مع وجهاء ( بكيل ) و ( حاشد ) بما في ذلك وجهاء بيت الاحمر الذين أتخذوا من قضية مقتل حسين الاحمر وولده حميد جواز سفر نحو الثورة ليس حبا بالثورة وقيمها ولا بدافع الإيمان بها بل رغبة بالثأر والإنتقام من ( آل حميد الدين ) بل ان عبد الله بن حسين الاحمر الذي كان ( رهينة ) في بلاط الإمام ، وجد نفسه مع قيام الثورة امام فرصة فبدأ وكانه حليفا للثورة وقادتها وحلفائها ، فركب معهم قطار الثورة باسم حاشد فيما قادة الثورة حاولوا تنصيب وإبراز عبد الله بن حسين كواجهة حاشد رغبة منهم في تحييد هذه القبيلة وأبنائها او كسبها وأبنائها لصف الثورة ، وفعلا ذهب عبد الله الاحمر يجاري الثورة وقادتها ويوظف دم أبيه واخيه لتحقيق مصالحه وخلفه ذهبت ( حاشد ) فيما ( بكيل ) ذهبت مع كبيرها ( الغادر ) في الإتجاه الاخر المناهض والمضاد للثورة ..دخول عبد الله الاحمر لصف الثورة كان يتماهي مع دخول أبى سفيان في دين الله حين دخل رسول الله والمسلمين ( مكة ) ..فالاحمر كان راغب بالثار من آل ( حميد الدين ) لقتلهم والده وشقيقه ، في ذات الوقت كان يخطط للإنتقام من قبيلة ( حاشد ) ووجهائها واعيانها الذين تخلوا عن والده وشقيقه ولم يتخذوا موقفا من آل ( حميد الدين ) يجعلهم يتراحعوا عن قتل حسين الاحمر وولده ، حسين الاحمر الذي زار تعز قبل توجهه إلى لقاء الإمام بمنطقة ( السخنة ) بعد دعوة من الإمام لحسين الاحمر وولده حميد لزيارته في إستراحة ( السخنة ) بالحديدة ، لكن قبل تلبية دعوة الإمام أحمد زار الاحمر وولده حميد تعز خصيصا والتقى بالمناضل عبد الغني مطهر في محله التجاري وشرح له دعوة الإمام وأبلغه إنه وولده قد لا يعودان من هذه الزيارة احياء لأن ثمة مشكلة شخصية كانت قائمة بين حسين الاحمر وولده حميد من ناحية وبين رأس الكهنوت الإمام أحمد من ناحية اخرى ، والمشكلة تتصل بقيام حسين وحميد الاحمر ومجاميع قبلية تتبعهم بإستغلال زيارة الإمام أحمد لإيطاليا بغرض العلاج حينها فدخلا حسين الاحمر وولده ومجاميع قبلية إلى صنعاء وأحتشدوا امام قصر الإمام الذي كان فيه ولي العهد محمد البدر واجبروه على تسليم ( تنكة ذهب ) وهناك من يقول إنها ( تنكتان ) وقد اخذ حسين وحميد تلك الثروة من ولي عهد الطاغية تحت التهديد والإبتزاز وبدعم ألآف من رجال حاشد الذين استقوى بهم حسين الاحمر على ( البدر ) الذي خاف ان لم يسلمهم مايريدون ان يقوضوا السكينة في صنعاء بغياب والده فمنحهم طلبهم وابرق لوالده الذي قطع زيارته وعاد لمنطقة ( السخنة ) وطلب حسين الاحمر وولده فقط ، في تعز حكى حسين الاحمر للمناضل عبد الغني مطهر الحكاية ، فابلغه المناضل مطهر إنني لا اعرف بماذا أشير عليكم فأنتم من الصعب ان تتجهوا نحو ( عدن ) لتأمنوا بطش الإمام وليس هناك مخرج يمكن أن يهدي من روع الطاغية ضدكم ، فقرر حسين الاحمر زيارة الإمام برفقة ولده حميد ، وقد قدم المناضل عبد الغني مطهر مبلغا من المال لحسين الاحمر ليستعين به في مواجهة الطاغية الذي ما ان وصل إليه حسين الاحمر وولده حتى خاطبهما بقوله ومباشرة ( زلطي ..أين زلطي ) ؟!!
فرد عليه حسين الاحمر بان زلطك توزعت بين القبائل وقدم سلسلة من المبررات ، فما كان من الإمام إلا ان وجه ( جلادييه ) باخذهما للسجن وشاع بقتلهما عقابا لهما ، وخلال اسبوع كان رموز ووجهاء حاشد في لقاء مع الإمام أحمد في السخنة ،وحين وصلوا طلب الإمام إنزالهم في الجامع المجاور لقصره ، وحين استقر بهم المقام بالجامع دخل عليهم الإمام من البوابة الخاصة بقييم الجامع وهو شاهرا سيفه ، فرحب بهم وحياهم وتساءل عن سبب زيارتهم المفاجيئة ، فقالوا بصوت واحد ما جئئنا إلا لنهنئك يا مولانا بالسلامة والعودة الحميدة ، فكاد الإمام ان يودعهم وينهي الزيارة لولاء ان احدهم تعطف الإمام ومدحه وبعد كيل الكثير من المديح للطاغية ذكره بحسين الاحمر وولده فرد عليه الطاغية حرفيا ( لقد سبق السيف العذل ) واردف متسائلا هل ترضون ما قام به حسين الاحمر وولده فقال الجميع لا يا مولانا لقد اخطاؤا بحقك ، فقال لهم لقد نالوا العقاب الذي يستحقوه والذي تأمر به شريعتنا الإسلامية ..فغادر الجميع دون أن يبدوا عليهم الأسف على حسين الاحمر وولده حميد ..؟!!
وبعد مغادرتهم وإدراك الإمام أن حاشد تخلت عن حسين الاحمر وولده ابرق لجلادييه ان يقتلوا حسين الاحمر وولده عقابا لهما على ما اقترفاء بحق الإمام وهيبته ومكانته ..؟!!
وكانت تلك الواقعة هي عقدة عبد الله الاحمر الذي اتخذ من الثورة والجمهورية وسيلة للثأر لوالده واخيه ، ووسيلة للإنتقام من قبيلة ( حاشد ) التي استغلها اسوى إستغلال لتحقيق مصالحه الشخصية فكان يهدد ( حاشد ) بالدولة والسلطة ، ويهدد الدولة والسلطة ب ( حاشد )..؟؟!!
يتبع |