الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 13-أكتوبر-2017
ريمان برس- خاص -
يتحدث البعض عن رموز الثورة اليمنية ( سبتمبر وأكتوبر ) عام 1962/ 1963م بكثير من الإجحاف والظلم ، فيما يتحدث بعضهم عن دوره وبطولاته بطريقة جد ( مقززة ) وغير قابلة للتصديق ، وفيهم من أستغل إمكانياته ونفوذه اللاحق بالسلطة بعد رحلة تأمرية لأبطال سبتمبر واكتوبر بكثير من ( النرجسية) المفرطة ، نرجسية تدفع الباحث إلى الإنهماك في البحث عن حقيقة هولاء ( النرجسين ) فتكتشف حقائق مذهلة ما كان للباحث والمهتم بالتاريخ ان يتوصل لها ويكابد في سبيلها الكثير من المشقة والعناء لولاء ( نرجسية ) أصحابها الذين سطروا مذكراتهم ودونوا فيها بطولات لم يقوموا بها بل غالبيتهم كانت حقيقته في الواقع عكس ما سرده وسوقه في مذكراته ، وربما يكون الدكتور عبد الرحمن البيضاني أكثرهم قربا للحقيقة بكونه أرفق ما دونه بوثائق دامغة ، رغم تباينا معه في مواقفه ورؤيته وفلسفته للثورة والجمهورية والصورة التي كان الدكتور البيضاني رحمة الله عليه يريدها ويريد ان تكون عنوان وهوية الثورة والجمهورية ، ومع ذلك يعد الرجل وثائقيا خاصة ولم يتجراء احدا من خصومه أن يردوا عليه بأكثر من كيل ( الشتم والتجريح والطعن في هويته وإنتمائه الوطني ) وتلك السلوكيات لا تنتقص مما جاء به الرجل الذي جادلته كثيرا حول كل مواقفه ولم يختلف معي حول الوسائل وان كانت الغاية هي محل إختلافي معه واتذكر أنني ذات يوم اجتمعت معه في منزله بالعاصمة وكنا في الجلسة أنا وهو والأخ المناضل حمود بيدر والزميلين جار الله علي محمد وعبد الباقي إسماعيل ، وقد خضت جدالا ساخنا مع الدكتور ومع حمود بيدر الذي لم يخالف الدكتور البيضاني بل أيده في كل ما طرح ، لكني اختلفت مع الدكتور في بعض جوانب الاحداث وعرفت ان الدكتور كانت له رؤية ثورية تتجاوز الواقع الوطني وحتى البعد القومي وهي رؤية يصعب بل يستحيل _ يومها _ ولا حتى الان تحقيقها بدليل ما يعيشه واقعنا اليوم من صراعات هي بمثابة الصدى لصراعات وتنافسات إقليمية وحسابات دولية ..
أن التاريخ يطيع في الغالب إرادة الاقوياء ولكنه لا يطوع ولا يمكن تطويعه لرغبات الأقوياء والمنتصرين لأن هناك منافذ تتسلل منها حقائق التاريخ دون أن يتمكن احدا من إغلاقها ، منافذ تنساب منها الحقائق في غفلة من الحراس ، بل قد نجد في لحظات ماء من مسار التاريخ أولئك الحراس انفسهم يسربون هذه الحقائق دفاعا عن مواقفهم اللحظوية في المسار ..؟!
وهناء أضرب مثال في تداعيات ندوة سياسية اقامتها صحيفة 26 سبتمبر حول حصار السبعين قبل سنوات ، وكان المشاركين فيها نخبة لاباس بها من رجال الثورة والدولة ، واتذكر كيف أن حديث المناضل يحي مصلح مهدي ، قد اجبر الحاضرين على الأعتراف بحقائق لم يعترفوا بها من قبل ، يؤمها أستاءا البعض من كلام المناضل يحي مصلح واتذكر إنه اجبر رئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح ليقول وبتواضع إنه وخلال حصار السبعين كان جنديا في احد المواقع العسكرية بالقرب من منطقة دار سلم يدافع عن الثورة والجمهورية كبقية ابناء الشعب معترفا بدور وبطولة المناضل عبد الرقيب عبد الوهاب الذي لم يكن احدا يجرؤا على ذكر إسمه ، لكن كان الكلام الاهم والصادق هو ما تحدث به المناضل يحي مصلح مهدي الذي كان يومها مسئول التسليح في القوات المسلحة ..
ما أود قوله هناء هو تفسير أخر عبارة وردة في نهاية الحلقة السابقة التي حملت الرقم (8) والتي أشرت فيها إلا أن الملازم علي عبد المغني لم يكن عبد الناصر وان المشير السلال لم يكن محمد نجيب ، كما هي اليمن ليست مصر وتنظيم الضباط الاحرار في اليمن ليس تنظيم الضباط الاحرار في مصر ، والواقع الاجتماعي هناء وتركيباته وتعقيداته يختلف جذريا عن الواقع الاجتماعي في مصر ..
فالمشبر السلال كان على دراية وعلم بتنظيم الضباط الاحرار منذ  منتصف  العام 1959م وعلم به عن طريق المناضل عبد الغني مطهر والشيخ عبد القوي حاميم ، لكن وحين علم السلال بالامر أوضح لهم صراحة بانه غير مستعد ليخوض مغامرة نهايتها الفشل ، ونصحهم بان لا يقدموا على أي مغامرة ان لم يكونوا جاهزين وعلى ثقة من النجاح مؤكدا لهم إنه في حالة بلغوا مكانة من القوة والقدرة على الفعل سيكون إلى جانبهم حتما ..
في إبريل عام 1960م التقى المشير السلال لقاء عابر وسريع مع الملازم علي عبد المغني في لقاء رتبه المناضل الشيخ مطيع عبد الله دماج ، وكان اللقاء بهدف التعارف وتمتين العلاقة والإتفاق على ألية للتواصل وقد تم اللقاء في احد جوامع المدينة القديمة في محافظة إب ، بدأ مع إكتمال صلاة المغرب وانتهى ببدء صلاة العشاء ..فيما حلقة الوصل بينهما لم تكن سوى سيدة تبيع ( التبن ) في ساحة باب اليمن ، توفت العام 1964م وشارك المشير السلال شخصيا في جنازتها _ رحمة الله تغشاها _ تلك السيدة التي سناتي على ذكرها لاحقا كانت هي حلقة الوصل بين الثائرين علي عبد المغني ، والمشير السلال قائد فوج البدر _ رحمة الله تغشاهما جميعا _ لهذه الأسباب قلت ( لم يكن علي عبد المغني ( ناصر ) ولا المشير السلال ( نجيب ) بل كانت هناك ضروف ذاتية وموضوعية حتمت على كل الاحرار العمل بسرية وحرص خاصة بعد حادثة ( الثلاياء ) عام 1956م وهي الحادثة التي اصابت الطاغية بالسعار بعد ان قتل اخوته ونبذ اقرب الناس إليه وغداء شبه متوحش أو مسعور لا يثق حتى بولده وولي عهده الذي اضطر لقتل مشائخ حاشد وهو من قربهم إليه واستعان بهم ومنحهم المال والسلاح لنصرته حين ذهب والده للعلاج وتلقيه تقارير بان حالة والده متدهورة فاستعان بشيوخ حاشد ليواجه تربص اسرته وخاصة اولاد عمومته واعمامه وحلفائهم ، لكن حين عاد والده تخلص  ( البدر ) من حلفائه شيوخ حاشد الذين عادوا من ( السعودية ) بوعد من الطاغية للملك السعودي بان لا يمسهم وفعلا لم يمسهم الطاغية لأنه أوكل المهمة بقتلهم لولي عهده الذي تقرب بقتلهم من والده ولينال رضائه عنه ..؟!!
في ذات السياق لم يكن هناك تنافس مطلقا بين الملازم علي عبد المغني واللواء عبد اللطيف ضيف الله ، وايضا لم يكن هناك تنافس بين المشير السلال واللواء عبد الله جزيلان ،كما يذهب البعض لتصوير تباينات حدثت بين هولاء ، وحتى الخلاف بين المشير السلال والدكتور البيضاني ، او بين المشير السلال والقاضي عبد الرحمن الإرياني ، لم يكن بين كل هولاء خلافات عميقة تؤدي للافتراق بل كان هناك تباينات ومواقف ورؤى وكل طرف كان يرى أن رؤيته اقرب للصواب ، لقد كانت خلافاتهم ان جاز التعبير تكمن في الوسائل وليس في الغايات كانت الثورة والجمهورية غاية الجميع وكانت الوسيلة في انتصارهما والحفاظ عليهما هي محل الاختلاف ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)