ريمان برس- خاص -
رغم أن الرئيس السابق ( عفاش ) يدين لتعز واهلها بكل النعم التي حلت عليه وحولته من ( جندي ) حالم بأكلة تشبعه وهدمه تكسي عراه ، فأعطته تعز ليس ما كان يحلم به ، بل وما لم يكن يخطر على باله ولا يجرؤا ان يحلم به ، ومن ضابط مهمش على سواحلها ، إلى قائد لأهم معسكراتها وحاكم فعلي عليها ، وكانت فرصة تعرف خلالها على رموز واعيان تعز ووجهائها ومثقفيها ورجال أعمالها فاختلط بهم بحكم منصبه ، وتعرف عليهم وتقرب من بعضهم وربط علاقات مع بعضهم ، ليوظف كل هذه العلاقات لاحقا في الوصول إلى كرسي الحكم الذي ما كان له ان يصل إليه من غير تعز ورجال تعز ، ولكنه ما ان وصل للحكم حتى رد الجميل لتعز وابنائها بأن عمل أو ترك من يعمل لتصفية وجهاء واعيان تعز والتخلص منهم واستبدالهم بأخرين لم يكونوا سوى أذناب وخدم في بلاطه ينفذون طلباته ويحققون رغباته ولم يعد هناك من يجرؤ على إعتراض الزعيم الملهم والقائد الأسطورة الذي أهان تعز وابنائها وبدلهم بدل رجالهم وحكمائهم رجال يشبهون الرجال وليس في اعمالهم ومواقفهم اعمال ومواقف الرجال ..
تعز أسقطت ( عفاش ) حين لم تعد ممكنات التصالح معه متاحة بعد ان تحول إلى ما يشبه الإمبراطور أو إلى فرعون جديد .
اليوم الحوثي يعيد ذات التجربة التي خاضها عفاش مع تعز وربما بطريقة اكثر سوءا ودونية وأبتذال ، فالحوثي يعتمد على شلة من ابناء تعز لم تكون تعز تسمع بهم قبل جائحة الحوثي ، شلة لا ترى فيهم تعز غير كسراب بقيع يحسبه الضمأن ماء ، بدءا من محمود الجنيد الذي وضع في مكتب الرئاسة أسما فيما واقعا هو يرحم الله وليس له من منصبه نصيب ،إلا ما يتعلق بمصلحته الشخصية فمتاح له أن يحقق طموحه الشخصي ويؤمن مستقبله ومستقبل اولاده واحفاده ، لدرجة إنه من دون الخلق أحتل متزل الشهيد الرئيس ياسر عرفات وعلى بابه دونت شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود ، هكذا بكل وقاحة وسفور اغتنم الجنيد محمود منزل الرئيس ياسر عرفات دون قدر من خجل أو حياء ، باعتبار ان عرفات هذا ( صهيوني ) المصيبة ان سفارة امريكا لم يدخلها الحوثة وحتى سفارات دول العدوان ومنازل من يفترض إنهم خونة بنظر الجنيد وجماعته التي تحرس من قبلهم وحتى شركات الخونة تحرسها اطقم الحوثة ويحافظون عليها باستثناء بعض الشركات الاجنبية التي لم تدفع حق الحراسة فتم نهب محتوياتها كفيد مثلها مثل مؤسسات السلطة التي كانت وتبخرت إكراما للقبيلة وقيمها العصبوية على قاعدة ما مع القبيلي إلا قبيلته اما الوطن فليذهب بمن فيه للجحيم بل ويجوز هدمه ونهب قدراته العامة والخاصة دون إستثناء بما في ذلك مطاردات اصحاب البوفيات والمطاعم والمحلات التجارية والبقالات التي لم تسلم من عكفة الحوثي ويمكن ملاحظة هذه التصرفات بصورة يومية في شوارع واحياء العاصمة تحت مسمى تحصيل الضرائب ولو بضرب وإهانة أصحاب هذه المحلات وإجبارهم على إغلاق محلاتهم .
الحوثي في تعز يعتمد على المعقدين نفسيا ممن يشعرون بعقدة النقص في شخصياتهم لا فرق بين الجنيد محمود وطلال عقلان ، ويلاحظ هذا في مهرجانات تعز التي يتصدرها الجنيد وعقلان الذين يحرصون على اختيار الشخصيات المدعوة بعناية مثال ذلك اللقاء مع ما يسمى برئيس المجلس السياسي والحظور التعزي الذي عكس شعبية الجنيد وعقلان ، لقاء غاب عنه بقايا اصحاب الحل والعقد من وجهاء تعز حتى اولئك الذين قبلوا بالهم ولكن الهم لم يقبل بهم ، وان كان اختيار تعز لمهرجان اكتوبر فان في هذا الاختيار ما فيه ومع ذلك لن تصل رسائله لتبة النجد الاحمر لا اكثر ، لأن تعز بالمناسبة بكل ما فيها وما حل فيها وما لحق رجالها من التهميش والإقصاء بدءا بعفاش مرورا بهادي وصولا للحوثي ، فان تعز ستبقى هي تعز كبيرة على التطويع وعصية على الطاعة العمياء والولاء لغير الله والوطن .
ان تعز الجغرافية والناس والمكانة والقيم تبقى عصية على الخنوع وكبيرة على كل من يتوهم إنه كبير سوى جاء بصورة رئيس حاقد او زعيم منتقم مغرور او مراهق مغامر لم يستوعب حجم المؤامرة التي تحاك ضده وجماعته ويصدق حكاية الانتصارات التي لم تثبت رؤيتها غير في نهب جماعته لقدرات الوطن والشعب وفي النهاية الحصاد حصرم ..؟!
تعمد الجنيد وعقلان تجاهل ما بقى من وجهاء تعز في لقاء الصماد قبل ايام بما في ذلك اعضاء المجلس السياسي من ابناء تعز السامعي وجابر اللذين لم يحضران اللقاء وهناك الكثير من وجهاء ورموز تعز لم نشاهدهم على شاشة الاخبار وايضا لم يتم إستدعائهم لمهرجان الحوبان الكرنفالي المزمع إقامته غدا ، وتلك فلتة ليست عابرة لكنها مقصودة ، فحسابات الحوثي هي ذاتها حسابات عفاش لكن وكما سقطت حسابات عفاش رغم مرارة التضحيات ستسقط حسابات الحوثي ، التي فعلا قد سقطت بسقوط مشروعه في تعز ، تعز التي لا تحتاج لمكرمة الحوثي ولا تحتاج لكرنفال يلمع بقايا المعقدين والناقصين فيها والمحسوبين عليها ، لأن تعز هي فوق الكل واكبر من الجميع ، ويكفي أن هولاء الذين يقتاتون مكاسبهم الحرام باسم تعز يعرفون قدر انفسهم الذي انسحب على الحوثي نفسه وعلى جماعته التي وقفت عاجزة على ابواب تعز ولم تشفع لها بيادقها التعزية في إنجاح ولوا نسبة ضئيلة من أهدافها ، ولولا سلطان السامعي المسنود بدعم إيراني مباشر لما شاهدنا أثر الحوثي في الحوبان ولا الدمنة ولا الراهدة وربما تكون القاعدة هي النقطة التي يتكوم ويتكدس فيها اطفال الصرخة وسدنة النفاق الرخيص .
من حق الجنيد وعقلان تأمين مستقبلهما ومستقبل اولادهما واخوانهما وكافة افراد اسرتهما ، فخيركم خيركم لأهله ، وطالما والنهب والسرقة افعال مشروعه في زمن الحوثي كما هي كانت مكارم في عصر عفاش ، فان من حق الجنيد وعقلان ان يفعلان مثل اقرانهما مع علمي انهما مجرد واجهات ينفذان ما يؤمران به من قبل مديرا مكاتبهما وهم المشرفين عليهما لكن لهما نسبة على اي حال من كل صفقة يقومان بها لصالح المسيرة التي شارفت على نهايتها وسنرى في النهاية الثنائي الجنيد _ عقلان أين سترسي بهم امواج المصلحة على راي تشيخوف الرواي السوفييتي الشهير حين وصف شبيههم الشهير راسبوتين الذي يقتفي اثره الجنيد _ عقلان تأثرا بثقافة إنتماء قديمة لم تطمسها بعد فصول الملازم المقررة من قبل الكهنة الجدد . |