ريمان برس- خاص -
تمتاز جماعة الإخوان المسلمين تاريخيا بانها جماعة إنتهازية تؤمن حد اليقين بمبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) للإمبريالي الشهير ( ميكافيللي ) وكتابه الاشهر ( الامير ) الذي تأخذ به جماعة الإخوان أكثر مما تأخذ بكتاب الله وسنة رسوله ، حتى أن مؤسس الجماعة حسن البناء اخذ من مدير شركة قناة السويس ( النصراني والكافر والمستعمر ، مبلغ خمسماية جنية ، لبناء أول مقر للجماعة في مصر ) ..؟!
نعم تم إنشاء أول مقر للجماعة بأموال ( النصارى ) وعلى ذات النسق والسياق راحت الجماعة تمارس كل فنون الدجل والزندقة والنفاق والنصب والتحايل وغلفت نشاطها بدثار ديني زائف فيما في الواقع نمت الحركة واتسعت وتطورت بعيدا عن كل قيم الدين وتعاليمه وسماحته واخلاقياته ، وكانت مجرد مجاميع من المرتزقة تحركها وتوجهها اجهزة المخابرات البريطانية _ الأمريكية ولا تزل ..واتحدي من ينكر هذه الحقائق الموثقة والثابته ..!!
بيد ان سلوك الجماعة يتفاوت بين قطر واخر ، غير إنها في اليمن مارست من السلوكيات الإنتهازية السافرة حد الوقاحة والإستغفال ما لم تجراء على ممارسته فروع الجماعة في بقية الاقطار العربية والإسلامية ..
طبعا تمتاز الجماعة في اليمن بانها جماعة جهوية تعتمد على شخصيات وجاهية وإقطاعية قبلية واقتصادية وقيادات عسكرية ، ولم تعتمد يوما على قواعد شعبية منظمة او رموز ثقافية إلا فيما ندر وغالبية الرموز الثقافية للجماعة الذين ارتبطوا بها في الستينييات والسبعينييات من القرن الماضي غادروا الجماعة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بعد ان وجدوا انفسهم يحملون عقول وافكار تجاوزت منطق وافكار الجماعة وطروحاتها الفكرية ورؤيتها للمتغيرات والتحولات الحضارية وطنيا وإقليميا ، ومنذ اوائل العقد الاخير من القرن الماضي اعتمدت الجماعة على مظلة الوجاهات القبلية والعسكرية _ عبد الله بن حسين _ علي محسن ، وتحت رعايتهما راحت الجماعة تنشط فكانت بمثابة ( عكاز لهما ) وكانوا بالنسبة لها رافعة وسور حماية يبعد عن الجماعة أي مخاطر محتملة ..؟!
مارست الجماعة تحت يافطة ( حزب التجمع اليمني للإصلاح ) من المؤبقات ما يندي لها الجبين ، ولم تكن تختلف عن بقية المسميات السياسية إلا في كونها مارست من السلوكيات الإنتهازية ما لم يجرؤ أي مسمى حزبي اخر على ممارسته أو الأتيان بمثله بما في ذلك المكونات الحزبية الموصوفة في ادبيات الاخوان بالعلمانية والملحدة والشيوعية ..؟!
هذه الجماعة ارتبطت بنظام عفاش على مدار 33 عاما توغلت خلالها في كل مفاصل الدولة واجهزتها السيادية والامنية ومؤسساتها العسكرية ،واستطاعت ان تعبث بكل توجهات السلطة السياسية بدءا من التعليم والثقافة والهوية الوطنية ، إلى نخر القيم الوطنية وتكريس ثقافة الجهل والتخلف وتلكم حقائق يشهد بها كبار المفكرين والمحللين من داخل وخارج اليمن بما في ذلك رموز ثقافية وفكرية محسوبة على جماعة الإخوان ولا زلت احتفظ بنص محاضرة الأستاذ راشد الغنوشي ، الذي القاها خلال زيارته للعاصمة صنعاء في أوائل التسعينيات وكيف فضح وعرى إخوان اليمن وكان الزنداني إلى جواره ولم يجرؤ ان يعترض مجرد إعتراض على طرح الغنوشي وايضا الانسي واليدومي ..!!
ومماقاله الغنوشي هو تحذيره للجماعة من الركون والاعتماد على الوجاهات التقليدية في المجتمع والتجييش الكمي القائم على إستغلال المشاعر الدينية لدى الشباب والمجتمع ، دون تاهيل فكري وثقافي وسياسي ودون تكريس قيم ومفاهيم التعايش مع الاخر الوطني ايا كانت قناعته وهويته السياسية والفكرية ، ويؤمها شن الغنوشي هجوما على من دعاء وافتى لمقاطعة الدستور في اليمن ولم يترك سلوكا شائنا لإخوان اليمن إلا وانتقده بما في ذلك مسالة إرتداء ( الساعة ) وأين يجب ان تكون في المعصم الأيمن أو الأيسر ، وقال ( فكروا واصنعوا الساعة ، وبعدها سنتفق كيف ؟ واين نلبسها ؟ اما ونحن نتحدث بهذه الجدلية ونحن نعتمد على امم اخرى في كل احتياجتنا ،فهذا عيب علينا )..؟!
وتحدث بإسهاب عن الديمقراطية واهميتها ، واهمية احترام نتائحها والقبول بالاحتكام لها كسلوك حضاري راق ، لكن اكثر ما شدد عليه هو تأهيل الكادر وتثقيفه والرهان عليه وليس على العامة والوجهاء والاكتفاء بهم إحقاقا لمبدأ السمع والطاعة ..؟!!
يؤمها غادرنا قاعة اللقاء وكل منا يحسب الغنوشي من اتباعه ومن مفكريه إلا الإخوان غادروا القاعة بوجوه عابسة مكفهرة يكسوها الغضب والخيبة من كل طروحات الرجل ..؟!!
ما طرحه الغنوشي في ذاك اليوم اجده ويجده غيري في سلوكيات ومواقف الإخوان منذ العام 2011م وحتى اليوم ، والإخوان الذين كانوا حراس وحماة نظام ( صالح ) طيلة فترة حكمه ، وكانوا أصحاب اكبر نسبة هبر وفساد ونهب واستغلوا ارتباطهم بالنظام ليمارسوا من العبث ما لم تمارسه الاسر الحاكمة الخليجية وكونوا ثروات هائلة وطائلة خلال شراكتهم لنظام ( صالح ) ويكفي ان نقف امام ثروات اولاد الاحمر وعلي محسن والانسي والزنداني وكبار قادة الإخوان ، ويكفي ان نتذكر ونذكر الناس بمصير ( شركة المنقذ ) وشركة ( السنابل ) وشركة ( الاسماك والاحياء البحرية ) وكل هذه الشركات نهبت اموال الغلابة وصادرتها ووقف خلفها ( الزنداني ) بذات نفسه ولم يكلف من ينوبه ..؟!
وقد توزعت استثمارات الٱخوان في القطاع الاستهلاكي والخدماتي حتى ان اموال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب غدت جزءا من استثمارات الإخوان ، ناهيكم عن ثروات بعض الجماعات الإسلامية في بعض الاقطار العربية التي وضعت بمعية إخوان اليمن ، الذين سلمت إليهم اموال الفديات التي جناها المتقطعين والخاطفين للسواح والزوار الاجانب وكانت كل فدية تصل للجماعة التي تقوم بتشغيلها وتوظيفها لصالح الجماعة ، دون ان نغفل صفقات السلاح التي كانت الجماعة تقوم بها وبتغطية من رجال نافذين في السلطة السياسية والعسكرية ..؟!
ان المتابع لمسار جماعة الإخوان المسلمين في اليمن تحديدا ممثلة بحزب الإصلاح سيجد نفسه امام عصابة تتماهي بسلوكها ومواقفها مع عصابة ( آل كابوني ) الشهيرة في امريكا ..؟!!
نعم ومن ينكر او يتجاهل هذا غير اعمى ومنافق واتحدى ايا كان ان يبري هذه الجماعة من النفاق والسلوك الإنتهازي السافر والوقح ، الذي يتجسد في ازهى صوره من خلال تحالفهم مع صالح ثم الإنقلاب عليه تلبية لرغبة ( علي محسن _ حميد ) بعد وفاة الحبر الاعظم عبد الله بن حسين الذي كان ان صلى باتجاه الشرق صلى الكل خلفه دون نقاش ..؟!
برحيله فشل ورثته في مواصلة اللعبة كما كان يديرها ، فافتضح الفاعل والمفعول به فاندثرت المظلة وانهارت السقيفة ولم يجد الإخوان بدء من ان يظهروا بحقيقتهم البشعة وبسفور ودون خجل او حياء او وازع من دين او ضمير ..؟!
لذلك شاهدنا كيف ذهبت إنتهازية الإخوان الذين حرضوا ضد الوحدة والدستور والديمقراطية ، ثم قبلوها عنوة وراحوا يفرغوا كل هذه القيم من مضامينها الوطنية وبعدها الاجتماعي وبتواطؤ من نظام صالح الذي كانوا شركاء فيه ،وهم من خطط لحرب صيف 1994 م والتي كانت حرب إخوانية بإمتياز وشاركوا بقتلتهم فيها وبفعالية واصدر علمائهم ( فتاوي التكفير والإستباحة ) لجزءا كبير من الوطن ، ثم حشدوا قبائلهم وعناصرهم لخوض تلك الحرب الملعونة ، ثم جاءا وقت تقاسم المغانم فاختلفوا مع صالح عام 1997م وهزم الإخوان في الانتخابات ذلك العام ،فالتحق الإخوان بالمعارضة وانضموا للمشترك مع ( الملحدين والعلمانيين والشيوعيين والكفرة )..؟!
وطلقوا نظام صالح بل وتحول ( سادس الخلفاء الراشدين _ كما وصفه الزنداني ) إلى ( شيطان رجيم ) ، ولأنه كذلك بسط الإخوان على منطقة كالتكس وهي حرم المنطقة الحرة وقالوا حرفيا نحن قاتلنا معك ونحن من فتح ( العند ) بشبابنا الإنتحاريين ، وبالتالي عليك يا صالح ان تدفع تعويضات لمساهمي شركة المنقذ وقدرها ( ثمانية مليار ريال ) يؤمها او كالتكس تبعنا فدفع لهم صالح والوسيط أحد كبار وجاهة الإخوان ( الذارحي ) دفع صالح من خزانة الدولة المبلغ المطلوب مقابل خروج الجماعة من حرم ميناء الحاويات في عدن ..؟!
والمؤسف ان الحقد السياسي جمع الموحدين والملحدين في مسار سياسي وما كانوا ليجتمعوا ابدا لولاء حقدهم على صالح ..ليراهنوا على أسوى وأوسخ تيار في نظام صالح وهو تيار علي محسن وآل الاحمر ، لينتهي بناء المطاف إلي ما نحن عليه ، فقد سلم الإخوان عمران وتنازلوا بها للحوثي وهي وكرهم الأستراتيجي وينبوع مددهم ، وتخلوا عن صنعاء وهرولوا إلى تعز وهناك انطلقت عنترياتهم بداية بذريعة الدفاع عن عدن ؟ ثم التصدي لإتباع الكهنوت ..؟!
طيب ليش ما تصديتم لاتباع الكهنوت في عمران ؟ ولماذا لم تواجهوا الكهنوتين في صنعاء ؟!
لكنهم الإخوان في تعز كثافة سكانية وشباب عاطلين وبطالة وثقافة تغرير وتحريض وتراكمات واحتقانات سياسية ، وشلة من الحمقى والمغفلين تحركهم نوازعهم الخاصة ورغباتهم في البروز والوجاهة .
لذا كان المخرج والموجه والمتحكم بالجماعة لديه دراسة اجتماعية شاملة عن الواقع التعزي ، لذا اتخذ منها مسرحا لتنفيذ مؤامرة تصفية الإخوان بالحوثة وضرب اصحاب المشاريع الدينية ببعضهم وتجريدهم من كل عوامل القوة والقدرات البشرية والمادية والمعنوية ، وهذا ما يجري وقريبا سيتم الدفع بالفصائل المسلحة لتصفية بعضها وقد تم تدشين هذا المخطط وسيجد الإخوان انفسهم بالكاد معنيين بالحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مكاسبهم المادية وثرواتهم ، ولن يترددوا بالتضحية بكل كوادرهم ويرموهم خلف ظهورهم بدون تكلف ومن مات يسجل بكشوفات الدولة ومن بقى يذهب يطلب الله على نفسه ، وبكل بساطة ..؟!!
فهذا هو قانون الإخوان وتلك هي قيمهم وإخلاقياتهم .
للموضوع صلة |