ريمان برس - خاص -
إلى المؤتمر والانصار ، إلى الإصلاح والمشترك ، إلى الشرعية والإنقلاب ، إلى الحراك والمقاومة ، إلى الشماليين والجنوبيين ، إلى الجمهوريين والملكيين ، إلى الشوافع والزيود والمكارمة والإسماعليين والحنابلة والحنفيين ، إلى الشيعة والسنة ، إلى قادة الاحزاب والفعاليات السياسية ، إلى قادة الرأي والفكر ، إلى الوجهاء والاعيان وشيوخ القبائل وعقال الحارات ، إلى كل من تهمه هذه الارض إليكم جميعا أقول ، ألا يوجد فيكم عقلاء ؟ أليس فيكم رجل رشيد ؟ ماذا تضنون بالله عليكم ؟ هل كفرتم بقيمكم ؟ هل بلغت مرحلة اللا عودة وبالتالي صار شعاركم كلمن أيدو له ؟ ماذا تضنون هذا الشعب الذين ادخلتموه في مربعاتكم الصراعية العبثية بوحشية فاقت كل صراعات الماضي وأثامه ومؤبقاته ..
إلى متى بالله عليكم ستتمسكون بمواقفكم وتستمرون بقتل وحصار وتجويع هذا الشعب بيدكم وبيد العدوان الخارجي ؟ من اعطاكم حق الولاية المطلق والعبث المطلق بحياة ملايين من أبناء الشعب ؟ من خولكم تمزيقه وتفتيت نسيجه الاجتماعي ؟ اليس من المفترض ان تتنافسوا فيما بينكم من أجل وفي سبيل خدمته ؟ أم تتنافسوا في سبيل أبادته بايديكم وايدي اعدائه وأصدقائه ؟
ماذا يجري في عدن وفي تعز وفي البيضاء ،وفي نهم وفي مارب ..؟ ماذا يجري في المخاء وفي قرى وارياف تعز ؟ وماذا يجري في ميدي وحرض والحديدة وكل تهامة وكل اليمن ؟ كيف هي حياة مواطنيكم ومعاناتهم اليومية ، هل تعلموا بها ؟ هل تعلموا ان 25 مليون يمني صاروا تحت خط الفقر ويحتاجون للمساعدات الإغاثية ؟ هل تعلموا ان الاحرار والشرفاء واهل الكرم والجود في وطنكم صاروا بفضلكم فقراء ومحتاجين يتسولون لقمة العيش ؟ هل تعلموا بمعانات البسطاء الذين تشردوا وهجروا واهتانوا وتركوا مزارعهم وبيوتهم وثرواتهم وتعطلت كل اعمالهم ، هل تعلموا كم عدد الاطفال الذين يموتون كل ساعة ؟ هل تعلموا كم عدد الشهداء الذين سقطوا بحربكم العبثية ؟ وكم عدد الجرحى والمعاقين والمشوهين والمفقودين والمخفيين ؟ هل تعلموا كم عدد الارامل الذين فقدن ازواجهم ؟ وكم عدد الامهات الثكالى الذين فقدن فلذات اكبادهن ؟
هل تعلموا ان شعبكم اصبح بكامله عاطل عن العمل وليس هناك فرص للرزق سوى جبهاتكم وخنادق موتكم ..؟
هل تعلموا ان خلافاتكم دمرت كل ممكنات الحياة ومقومات العيش الكريم ، ماذا ارتكب شعبكم حتى تعاملوه هذه المعاملة القاتلة والغير مسبوقة ؟ ما هي جريمة هذا الشعب الذي وثق بكم وسلمكم مقاديره حاضره ومستقبله وامنكم على حياته وامنه واستقراره ؟ ماذا فعل بكم حتى بعثرتموه ومزقتم نسيجه ودمرتم كل شيء جميل كان في حياته ..؟
وإلى متى سوف تستمرون بما انتم عليه ؟ هل ستواصلون مهمتكم في إبادته حتى اخر مواطن ، لتبقى البلاد بعدها لكم خالية من الشعب ؟ ومن ستحكموا وعلى من ستتحكموا وتهنجموا ان رحل هذا الشعب في لعبة حرب قذرة وصراع غير مسبوق ، لم يعيشه الشعب العربي في لبنان خلال سنوات الحرب الاهلية ، ولم يعيشه اخوانا في الصومال خلال حربهم التي دامت لعقود ، ولم تشهده أي حرب سابقة حتى حروب المستنقعات الإفريقية .
لماذا تفكروا فقط بمصالحكم ومكاسبكم وامتيازاتكم الخاصة ، ولا تفكروا بمعاناة هذا الشعب ولا بمدى صبره وتحمله ، لماذا تجترون بصراعكم وخلافاتكم مؤبقات الماضي البغيض وتنسون الحاضر وتتجاهلون المستقبل ؟ لماذا تفكرون بالتغير ولا تفكرون بالتطوير ؟
هل يسركم نزيف دماء ابناء الشعب ايا كانوا وكيفما كانوا ؟ هل السلطة والحكم بنظركم اهم واكثر قدسية من دماء الشعب وامنه واستقراره ، طيب إلى متى ستظل خلافاتكم محكومة بالمدفع والدبابة ..؟
لقد فشلت ما اطلقتم عليه ( ثورة التغيير ) التي كنا في غنى عنها ، وكنا نتمنى لوا طالبتم بالتطوير لكان افضل للوطن والشعب ، لكنكم طالبتم بما ليس فيكم وكانت النتيجة ان ضحيتم بوطن وشعب وبأستقرار وامن المجتمع ، واعطيتم فرصة لعدو متربص ان يذهب بغيه وغطرسته مدى لم يذهب إليه عدو بحق عدوه عبر التاريخ ..؟
هل كل هذا من اجل السلطة والحكم والثروة ؟ وما قيمة كل هذا مقابل الدماء التي تنزف والدمار الذي حل بالوطن والشعب ومكاسبهما ؟ ما قيمة كل هذا امام معاناة النساء والاطفال والابرياء من العامة الذين نحتت بذاكرتهم مآسي ستظل مطبوعة بذاكرتهم لعقود ..
فشلت ( الشرعية ) برموزها ومشروعها وحساباتها ، وفشل ( الإنقلاب والتمرد ) كما يقال بمشروعه وحساباته ورموزه ، وفشلت ( المقاومة ) التي بدت بسلوكها وبمواقفها أبعد عن هموم الناس ومطالبهم ، فشلتم جميعا ، كنا فشلت بقية المسميات النخبوية المرادفة لكل اطراف الصراع التمزيقي ، كما فشل العدوان بكل قدراته وإمكانياته العسكرية والمادية ، الجميع فشل ، لكن نجحتم في قتل الشعب وتمزيق نسيجه وتفكيك روابطه وتدمير قدراته وإمكانياته ومكاسبه ، ونجحتم بتحويله إلى شعب فقير يعاني الموت والحصار والحاجة وغياب ابسط الخدمات الواجب الحصول عليها حتى ولوا كان يعيش في مخيمات النزوح ، كما فشلتم جميعا حتى في توفير الحد الادنى من الاحتياجات الإغاثية ، بل ضاعفتم بمعاناته من خلال تسليمه لإباطرة الجباية الجدد الذين صاروا يتقاتلوا في كل حارة وشارع وحي وسوق ، ويتقاتلون على جباية الضرائب والزكاة والصدقات والتبرعات التي يفرضوها على العامة في وقت يحتاج فيه العامة من يساعدهم ويغيثهم ..؟
والمؤسف إننا كل تفاؤل يستوطنا بقرب تفاهمكم نجدكم تنطلقون بدورات عنف أشد خطورة وأكثر إيلاما ، وها نحن نتابع قتال متوحش بين فرقاء الشرعية في عدن بين اطراف توزعت ولائهم بين ( الرياض _ وابو ظبي _ وطهران ) ، ونرى قتال اخر في تعز اطرافه توزعت ولاءتهم بين ( الرياض والدوحة ) فيما نرى ونتابع ما يجري في العاصمة صنعاء وفيها ومنها قد نجد انفسنا امام كارثة أخطر من كارثة ( سيل العرم ) الذي شرد اجدادنا من بلاد السعيدة إلى اطراف الارض البعيدة ..
وامام ما جرى وما قد يجري في العاصمة صنعاء ساتوقف طويلا لأن هناك أصوات ( نشاز ) تنفخ في كير الأزمة وتحرض بأتجاه التصعيد وهذا السلوك ليس من مصلحة أي طرف من اطراف الفعل ، أن ما يجب ان يدركه الجميع في صنعاء هو ان لغة البنادق ان سادت بينهما وسال الدم وسقط الضحايا فأن المواجهة بينهما لن تقف أو تقتصر على مواقع بذاتها او مدينة بذاتها بل الشرارة سوف تنتقل إلى كل محافظة وحي وحارة وقرية ومديرية ومدينة بتواجد فيها انصار واتباع المتصارعين وتبقى الخطورة الكارثية ان الشرارة ستصل إلى كل الجبهات المفتوحة التي يرابط فيها الشركاء لمواجهة الاطراف الاخرى الخارجية تحديدا ويتوهم من يضن ان الجبهات يتبقى بمعزل عن الصراع بل سيواحه رفاق السلاح بعضهم كفعل حتمي ممهور بقيم التبعية والولاء والانتماء خاصة وان ثقافة التنشيئة لم تبنى على اسس وطنية وعقائدية بل نشات على اسس وجاهية وقبلية ومذهبية وسياسية وحتى مناطقية وحدوث هذا يعني ان من أسس لحدوثها هو جزءا اصيلا من العدوان وليس مواجها للعدوان .
يتبع |