الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 13-ديسمبر-2017
ريمان برس - خاص -

تتوالى النوائب تباعا وتزداد جراح القلب إتساعا وفيما الوطن المكلوم تزداد صرخات إستغاثته يصلني نباء رحيل فارسا وطنيا وقوميا ..رحل المناضل الوطني والقومي الأستاذ عبد الواحد هواش في العاصمة الأردنية عمان وفيها تمت موارة جثمانه الطاهر الثرى ..
عبد الواحد هواش إيها الرفيق والأستاذ والمعلم الإنسان أعرف تماما إنك فضلت الرحيل ومغادرة المشهد حسرة على ما آل إليه وطن عشقته وأمة تغزلت بها وتفاخرت بالإنتماء لها ..لم تحتمل سماع صرخات وطنك المكلوم ولم تحبذ رؤية أمتك الثكلى تتخلى كرها وطواعية عن فلسطين وقدسها.. أتذكر كلامك عن الوطن والأمة وفلسطين والقدس والصراع العربي / الصهيوني ولا زلت محتفظ بأخر كلمة شاركت بها في المؤتمر القومي العربي . وأعرف ما دار بينك وبين الأستاذ معن بشور في تلك القمة النضالية ..كما لازلت احتفظ بمسودتك الخاصة بحل الأزمة اليمنية والتي بعثتها لي من العاصمة الأردنية فحتى وأنت تعاني المرض لم ينسيك ألمك هموم وطنك وأمتك..أعدك بأن كل هذا سيجد طريقه للنشر لكي تعرف الأجيال أن كان هناك من يحب أن يعرف معنى أن يكون المناضل مناضلا ..
أستاذ عبد الواحد ذات يوم وأنا وأنت نتجول بسيارتك في شوارع صنعاء وكان حديثنا حول العراق والشهيد الرئيس صدام حسين يؤمها قلت لي إن الوطن أكبر من الأشخاص مهما كانوا وكانت مكانتهم وأدوارهم وأن الأمة أكبر وأعظم من الزعامات مهما قدمت هذه الزعامات للأمة من منجزات ومآثر..ولو لم تقول أنت هذا الكلام لقلت إنك أكبر من هذه البلاد التي عشقتها ورحلت بعيدا عنها ..رحلت بهدو وأنت لم تعيش حياة هادئة بل عشت حياة النضال والمعاناة كافحت ضد نظامي الإمامة الكهنوتية والأستعمار البغيض ..عرفتك سجون وزنازين الطغاة والجلادين. تحديت المستبد الوطني والمستعمر الأجنبي ..عشقت الطيران الحربي وسعيت لتحقيق حلمك وبتفوق ولكن ولآنك مناضل وطني وقومي حر فقد أحرموك مهنتك خوفا منك ولم تكاد تتخرج حتى زجوا بك في زنزانة معتمة وكانت أول تهمة وجهت لك محاولة قلب نظام الحكم ..!!
وهي التهمة التي توزعت على كل كوادر الحركة الوطنية يوم كان هناك حركة وطنية..
أيها الراحل الغالي والمناضل العصامي والإنسان المثالي كنت بعيدا تصارع المرض وكنت قريبا من قلوبنا وقلب كل من يعرفك ويعرف سيرتك الإستثنائية العطرة ..لكنك اليوم رحلت إلى جوار ربك الذي أخذك عن حب ورغبة حتى لا ترى ولا تسمع ما قد يجري لوطنك وأمتك فأمثالك لا يحتملون صرخات أوطانهم ولا أنين أمتهم ..كم كنت أتمنى لرحيلك وداعا رسميا ليس على مستوى إقليم اليمن بل على مستوى كل أقاليم الوطن العربي التي عشت لاجلها وفي سبيل حياة كريمة لقاطنيها..لكننا يا عزيزي اليوم نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد مطبوعة ننشر فيها مرثيتك وأنت الإعلامي الذي تركت بصماتك في سجل الإعلام الوطني والقومي ..
نعم يا عزيزي نحن لسنا نحن والوطن ليس الوطن والأمة ليست الأمة لا نعلم ما حصل وكيف حصل ..?!!
وأعتقد إنك تعرف هذا أكثر منا ولهذا قررت الرحيل إلى حيث الراحة الأبدية بعد رحلة نضال مشرفة قطعتها في مسارك العمري وتركت بصماتك حيث مريت وعلى أمتداد خارطة الوطن الكبير _ الحلم _ الذي حملته منذ تفتق ذهنك على ظروف وطنك وأمتك ولهما أنذرت حياتك وحتى أخر لحظاتك وأنت تتابع أخبار وطنك والأمة .. تابعت ما يجرى لصنعاء وما يجري لفلسطين فقررت المغادرة غير أسف على ما تركت خلفك ..!!
في أخر تواصل معك وبعد أن أستعرضنا كل التداعيات الوطنية والقومية قلت ساخرا ( يا طه نحن مشكلتنا إننا غارقين في مقولة _ لنا الصدر دون العالمين أو القبر _..رحمك الله أيها المناضل الإنسان العصامي والثائر والوطني والقومي وينبوع القيم ..لك الرحمة والخلود وإنا بعدك لسائرون في طريقي النضال والموت ..
فوداعا أيها الفارس النبيل ووداعا أيها المناضل النقي ..وداعا عبد الواحد سعيد هواش ..إلى جنة الخلد حتى نلتقي ..
المكلوم برحيلك:
طه العامري ..
صنعاء في 13 ديسمبر 2017 م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)