ريمان برس - خاص -
عرفته وتوطدت علاقتي به خلال عقدين ونيف وهي المرحلة الأكثر زخما سياسيا عاشها اليمن الأرض والإنسان والتحولات ..
سمعت عنه الكثير قبل الوحدة وعن نشاطه السياسي والوطني يوم كانت أخباره تنقل لي ولإمثالي باعتباره خصما سياسيا حيث كانت الخصومة الحزبية هي الطاغية في العلاقات الحزبية ..إذ كنت أنا في الحركة ( الناصرية ) وكان هو في ( حزب البعث )..وكانت الصراعات على أشدها بين التيارات اليسارية المكونة من ( الناصرين _ البعث _ الماركسين ) وكانت التناحر بين هولاء الذين يشكلوا قوام الحركة الوطنية قائما لدرجة ان صراعهم مكن القوى الرجعية والقبلية من الأستحواذ على المشهد السياسي والمقدرات الوطنية بل وتم مصادرة نضال هذه القوى لصالح قوى معادية لهم جميعا ..!!
في عام 1986م تخليت طواعية عن العمل الحزبي لكن لم اتخلى عن إنتمائي السياسي والفكري كوحدوي وقومي عربي أنتمي للمدرسة الناصرية التي مثل قيمها واخلاقياتها القائد المعلم جمال عبد الناصر المفكر والثائر وليس ما جسدته ترويكا السلطة والحكم في عهده ..!!
في عام 1992م ألتقيت ولأول مرة بالأخ. المرحوم عبد الواحد هواش رئيس تحرير صحيفة الجماهير عن طريق الأخ المرحوم عبد الرحمن مهيوب _ رحمهما الله جميعا _ تعززت على أثر هذا التعارف علاقتي بالأستاذ المرحوم عبد الواحد هواش الذي وجدت فيه إنسان يتمتع بكامل صفات الإنسانية ومناضل مثالي ونموذجي وقدوة يحتذى بها بل وجدته مدرسة نضالية وأخلاقية ..صادق في هويته ومشاعره صريح حد الشفافية ملتزم بقيم نضالية راقية محب ومود ومتسامح وذو خلق عالية حتى مع من يفترض إنهم خصومه مع أن الرجل تحلى بإخلاقيات لم تجعل له يوما خصوم..
عفيف السيرة والمسلك. عصامي يحظى بتقدير واحترام كل من عرفه . وفوق هذا وذاك هو صاحب موقف لا يساوم عليه .
في أوائل العام 1993م أقيم أسبوع للتضامن مع العراق في جامعة صنعاء وكنت وخمسة زملاء ننتمي للحركة الناصرية ضمن اللجنة الإعلامية المنظمة للأسبوع يؤمها كانت صحيفة الجماهير تنشر كتاب ( البعث والوطن العربي ) وهو رسالة دكتورا للدكتور قاسم سلام وفيه نقد للمرحلة الناصرية والتقيت الأستاذ عبد الواحد ووضعت أمامه هذه الملاحظة فاعتذر بكل أدب واوقف نشر بقية الحلقات إكراما لدور التيار الناصري في التضامن مع الأخوة في العراق وكانت تلك بداية لسلسله من المراجعات القومية لعب خلالها الراحل دورا بارزا من خلال علاقاته القومية وعضويته في المؤتمر القومي العربي ..
كان العمل الوطني والقومي ديدن وشغل المرحوم الذي لم يغفل قضايا وطنه وأمته لحظة حتى خلال تواجده في الأردن للعلاج كان يتواصل ويستفسر عن كل تداعيات الداخل الوطني ويحمل هم وطنه حتى وهو على فراش المرض ..
لم أراه يوما حزينا مثل رايته خلال أزمة الرفاق وأنشقاق الحزب إلى حزبين ( إشتراكي عربي وإشتراكي قومي ) وهو الإنشقاق الذي ترك أثره في قلب ووجدان الراحل والمرة الثانية التي وجدته فيها حزينا كان يوم فشلنا في تطبيق معاهدة الأردن التي فجرت حرب صيف 1994م ..!!
كان عبد الواحد بعثيا نقيا وقوميا صادقا ووطنيا إستثنائيا وكان مخلصا للحزب وحريصا على سلامته ووحدته وحظوره على خارطة الأحداث الوطنية والقومية ..تنظيميا كان أكثر إنضباطا وإلتزاما وتفاعلا وبشهاده كل رفاقه ومن عايشوا مسيرته النضالية ولم يكن هو يخفي حبه للحزب واخلاصه وتطلعاته لرؤيه الحزب متفاعلا مع قضايا الوطن والأمة بل وغارقا فيها ..لم يكن يحبذ غياب الحزب عن أي فعالية حتى في الأزمات كان عبد الواحد يدخل الحزب كوسيط وحمامة سلام بين أطراف الأزمات الداخليه ..وكان محل ثقة جميع الفعاليات وأحترامهم وتقديرهم ..
يتبع |