ريمان برس -خاص - من المفارقات المثيرة أن برنامج الغذاء العالمي المعني لإغاثة الشعب اليمني _ زعما_ يمارس أساليب تتنافى مع أنظمته ولوائحه الداخلية ويتجسد هذا السلوك في طريقة تعامله مع أبناء مديرية حيفان الأكثر تضررا من الصراع الدائر في البلاد والتي لجاء إليها كثيرون من ويلات الحرب وأضافوا لمعاناة سكانها معاناة أخرى ..
مركز مدرسة الشهيد عبد الرحمن مهيوب أنعم نموذج التجاوز الإغاثي الأممي حيث يحتاج المركز للتعامل وتغطية احتياجات ( 1155) أسرة ..لكن المؤسف أن البرنامج لم يعتمد للمركز سوى ( 315) حالة غذايه الأمر الذي أدي لحدوث حالة إرتباك وفوضى وبعد مراجعات ومحاضر ومراسلات بين مسؤلي المركز وبين الجهات المعنية والتي وصلت حد قيام الأخ نائب وزير التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ والمسئول عن إغاثة محافظة تعز بتوجيه أكثر من رسالة لمسئولي البرنامج في بلادنا ثم قيامه مؤخرا بزيارة خاصة قابل خلالها مسئولي البرنامج الأممي الذين وعدوا بمعالجة الموضوع ..ثم قيام مسئولي التوزيع بالمركز بعد صدام وخلاف بينهم وبين المستفيدين من أبناء المنطقة والنازحين إليها بتحرير محاضر بينهم وبين المستفيدين وبرعاية السلطة المحلية وإشراف المحافظة ..ومن باب المعالجة الآنية تم تحرير محاضر وصفها موظفي البرنامج بالمخالفة لقوانين وأنظمة البرنامج توافقوا من خلال تلك المحاضر علي تقسيم الحصة الواحدة والمستحقة لإغاثة أسرة واحدة بأن توزع لأكثر من ثلاث أسر كمعالجة آنية ومؤقته بحسب المحاضر تنتهي هذه المعاناة في مارس الماضي أي كان المفترض أن يتم في شهر مارس الماضي توزيع 1155 حصة بواقع حصة طبيعية لكل أسرة ..لكن هذا لم يحدث ومر مارس وابريل ومايو وها نحن نستقبل يونيو والأمر لايزل كما هو عليه ولاتزل 315 حصة توزع علي 1155 نازح فالكيس القمح يوزع لأربع أسر وجلن الزيت 5 كيلوا أو أربعة كيلوا يوزع علي أربع حالات حتي أن سيدة في المنطقة قالت من باب التهكم والسخرية من البرنامج وخدماته إن حصتها لا تكفي لصبغ شعرها لو فكرت بصبغة بالحصحة التي منحت لها من الزيت فكيف الحال بالطبخ ..؟!!
وزارة التخطيط والتعاون الدولي خاضت في الأمر ووجهت رسالة من وكيل الوزارة لقطاع التعاون الدولي للسيد ممثل البرنامج في صنعاء برقم (1147)وتاريخ 28/2/2018 تضمنت مطالبة البرنامج بزيادة حصة المركز المذكور بناء علي مذكرة السلطة المحلية بمديرية حيفان المتظمنه اعتماد (1155) حالة بدلا عن 315 حالة تجسيدا للمحاضر المتعدده والالتزامات التي ابرمها ممثلي البرنامج الذين يتولون مهمة توزيع هذه الحصص علي المستفيدين بصورة مباشرة والذين قابلوا مؤخرا لجان الصرف بغضب عارم وصلت حد محاولة منعهم من التوزيع رافضين أساليب المراوغة والتسويف والضرب عرض الحائط بكل التعهدات والالتزامات التي حررها موظفي البرنامج للأهالي والتزامهم وفق محاضر اتفاق بأن يكون شهر مارس نهاية لمعاناتهم ..؟
الضحايا لم يترددون في مراجعة الجهات المحلية المعنية _ مشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية _ التي بدورها حملت المسئولية لبرنامج الإغاثة العالمي وممثله في العاصمة صنعاء والذي خلال زيارة الوفد الحكومي له حول هذا الموضوع ووعد بإنها معاناة هذا المركز خلال شهر مارس الماضي ولكن للأسف الشديد لم يرى الضحايا بصيص من أمل بل لأيزل الأمر كما هو عليه ومع استمرار هذا الوضع تستمر معاناة المحتاجين الذين يعيشون ضروف جد قاسية وغير إنسانية وتشهد ضروفهم ومعاناتهم علي إستهتار برنامج الغذاء العالمي بمعاناة الناس وخاصة البسطاء الذين ليس لديهم مراكز قوى تقف خلفهم وتجبر ممثلي البرنامج علي العناية بهم بل علي احترام وعودهم التي وثقت بمحاضر رسمية وبرعاية السلطه المحلية ووعد قطعه ممثل البرنامج للوفد الحكومي بمعالجة هذا التجاوز الذي يعد عيبا بحق البرنامج ويتنافى مع رسالته والمهمة المؤكله له باليمن ..ففي إحدى المحاضر يعترف ممثلي البرنامج أن توزيع الحصة الغذائية الواحدة لأربع أسر هو مخالفة واضحة وفضيحة بحق البرنامج ولكن اعتبروا الأمر معالجة داخلية في نطاق المركز حتي يتم اعتماد احتياجات المركز الموثقة من قبل السلطة المحلية والمحافظة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ..
وقد وجهت البرنامج بهذا الخصوص مذكرة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي ..
ومذكرة من مشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية ..
إضافة إلي قيام نائب وزير التربية والتعليم بزيارة مقر ممثل البرنامج الأممي وطرح الموضوع مباشرة له والذي وعد بحل الإشكالية ومع ذلك لأيزل هذا المركز يعاني والناس فيه ينتظرون حق لم يصل إليهم رغم الضجيج الأممي عن دور برنامج الإغاثة العالمي في اليمن ..وهو دور يبدوا أكثر من مشبوه إذا ما وقفنا أمام حجم المبالغ المعلن عنها دوليا والمتصلة بحجم كلفة الإغاثة الأممية في بلادنا ..
للموضوع صلة |