الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 28-مايو-2018
ريمان برس -خاص -


في عام 1916م طلب رئيس وزراء بريطانيا كل قادة أوروبا وملوكها ورؤسائها ونخبها ومفكريها ورجال أعمالها وكهنتها وقساوستها وكل الفاعلين والنشطاء في القارة الأوروبية ..
في واحد من أهم الاجتماعات التاريخية الذي خرج بقرارات وتوصيات شكلت قاعدة راسخة لإدارة العالم لقرن كامل من الزمان وها نحن نسير في القرن التالي بناء علي توصيات ذلك الإجتماع التاريخي وندفع ثمنه عن يد ونحن صاغربن ..!!
كان أول سئوال وجهه رئيس الوزراء البريطاني حينها للمجتمعين هو ماذا تريدون ؟ وإلي متي سيظل صراعنا مفتوحا ؟ وكيف تريدون أوروبا أن تكون ؟ وما هي إمكانياتكم لتحقيق تطلعات الأوروبيين ..؟!
أستأذن رئيس وزراء إسبانيا للحديث ووجهه سؤاله لنظيره البريطاني ..قائلا أنت دعوتنا فماذا تريد منا ..؟!
فرد رئيس وزراء بريطانيا بقوله : نحن نخوض صراع دامي فيما بيننا نتقاتل وجيوشناتواجه بعضها فيما مصالحنا هناك وأشار لخارطة الشرق ..!
مضيفا أن كل ما نحتاجه ونسعى إلي امتلاكه لايوجد في قارتنا بل يوجد مع الآخرين الذين قد يكونوا ألد أعدائنا وهم كذلك ..لكن في تكاملنا وتفاهمنا يمكن أن يصبح الأمر كما نريد ..فهل أنتم مستعدون لإتفاق أو عهد نقطعه ونلتزم به دفاعا عن شعوبنا ومستقبل أجيالنا ..ولايمكننا صناعة هذا المستقبل دون أن نجد طريقة للسيطرة فيها علي الشرق حيث الخامات والمواد الخام وطرق الملاحة والتجارة والأسواق الإستهلاكية ..!!
مؤمنا تحدث بعضهم عن نمؤ قدرات ألمانيا وتعاضم القدرات اليابانية في الشرق وأيضا التنافس البريطاني _ الفرنسي _ الإيطالي ..وبكل شفافية اتفقوا علي أن قيادة أوروبا لن تكون لألمانيا ولا لإيطاليا وإن التنافس البريطاني _ الفرنسي سيتوقف مراعاة لمصالح القارة ..؟!
_امتلك كل قرارات وتوصيات ذلك اللقاء ومن شارك فيه ونصوص الاتفاق ولكن كل ذلك ليس في متناول يدي الأن _ كانت أولي التوصيات هي التخلص من هيمنة _ الرجل المريض _ والمقصود به الدولة العثمانبة والبدء في إيجاد حلفاء من المجموعات العربية تناهض دولة الخلافة وإيجاد مجاميع تركية تناهض بدورها ديمومة العلاقة بالعالم العربي والإسلامي وتدعو للوطنية التركية ..ثم تفعيل توصيات ومقررات مؤتمر بازال السويسري الخاص بمستقبل يهود أوروبا .. !!
بعد هذا المؤتمر الجامع لأوروبا تفجرت الحرب العالمية الإولي وتم انهاك دولة الخلافة وإذلال ألمانيا في اتفاقية ( فرساي) ..
إذ كانت العقلية الغربية تستوعب دور وأهمية النطاقات الجغرافية وبدركون أن لا ألمانيا مؤهلة لتكون اللاعب النافذ علي خارطة الفعل الأوروبي ولا إيطاليا فيما دوام التسلط البريطاني _ الفرنسي لم يعد ممكنا في ظل تنامي حركات الرفض من قبل الشعوب الخاضعة لنفوذهما..بل أن حركة الرفض هذه وخاصة من قبل العرب والمسلمين طالت الوجود العثماني ذاته ..وبالتالي لابد من استباق نتائج هذا الرفض بعوامل عملية ميدانية تساؤل دون تمكين العرب خاصة من إقامة كيانهم المستقل والموحد الذي من شأن نجاحه أن يعقد الغرب كل مقومات الحياة والتطور ..وفيما كانت ( الصين ) أو الديناصور النائم كما أطلق عليه من قبل الغرب غارقة في متاهات الأفيون وهو السلاح الذي استخدمته بريطانيا لجعل هذا الشعب يعيش في حالة تيه فضيع مسلوب الإرادة والقرار ..كانت اليابان بتطورها تحت دائرة الرصد الغربي وقد أتفق مؤتمريوا لندن المشار إليه علي تجريد اليابان من قدراتها العسكرية ومن ثم تحويلها مع ألمانيا إلي دول صناعية ولكن برعاية ..؟!!
وهذا ما تم فعلا خلال حربين عالميتين تخلت بموجبهما أوروبا عن أطماعها الاستعمارية شكلا وليس موضوعا ..لصالح القوة الرأسمالية الجديدة والصاعدة _ أمريكا _ التي حملت المشروع الحضاري الغربي بكل جوانبه وأهدافه ومخططاته..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)