ريمان برس -خاص -
يتداول نشطاء شبكة التواصل الاجتماعي مقطع صوتي للمدعوا عبد الله العديني أحد قادة جماعة ( الأخوان المسلمين ) ..يتحدث فيه عن دور الأخوان في إسقاط ثورة سبتمبر ومحاربتها في سبيل إقامة ( دولة الخلافة) ..ويتداول البعض كلام ( العديني) وكأنه مفاجئا لهم ومستغربين من كلام الرجل وموقفه مع أن الرجل لم يأتي بما هو مثير للدهشة والاستغراب أو يستدعي المفاجئة فجماعة الأخوان فعلا هي جماعة تعادي المشروعين الوطني والقومي ولا تؤمن بهما وهي وجدت أساسا لضربهما وضرب كل ثقافة تكرس قيم الهوية الوطنية والقومية وبالتالي لم يأتي ( العديني) بجديد يستحق كل هذه الضجة بل قال الرجل ما نعرفه جميعا من عقود لكن كانت الجماعة تخجل من الإجهار به لأن وضعها لم يكن يحتمل الإجهار بالحقيقة التي غلفوها بالأكاذيب والزندقة طيلة العقود المنصرمة واخفوها عن العامة لكن الباحثين والمهتمين يدركون حقيقة الأخوان وأهدافهم وغايتهم التي كثيرا ما تحدثنا عنها وتحدث عنها الباحثين ولم يكن أحد يهتم بما يقال بل كنا نواجه بما نقول بأنه يندرج في سياق الخلافات والمكايدات السياسية مع الأخوان ..الذين كانوا يتمتعون بغطاء استخباري من محاور دوليه وأيضا برعاية وتمويل محاور إقليمية سخرت الجماعة لعقود في خدمة أهدافها المتصلة بضرب الهوية الوطنية والقومية ومحاولة تشويه الأفكار الوطنية والقومية وتشويه رموزها ونشطائها حدث هذا منذ العام 1948م تحديدا حين بدأت الجماعة بمحاولة الانتصار لمشروعها من اليمن من خلال تصفية الأمام يحي حميد الدين برعاية وتخطيط وإشراف ( الفضيل الورتلاني) في حركة أطلق عليها تزلفا بالثورة الدستورية والتي نصبت عبد الله الوزير بدلا عن الأمام يحي كإمام دستوري لم يستمر طويلا حتى تم القضاء عليه بواسطة ولي العهد الإمام أحمد يحي حميد الدين ..كان الأحرار الدستورين عام 48م يتطلعون للتخلص من نظام الإمامة بأي صيغة وأي طريقة وكان سعيهم لوضع رموز من بلاط النظام على رأس حركة التغير مجرد تغطية حتى لا يوصفوا بالمتمردين على النظام أو بالأصح على الأسرة الحاكمة حدث هدا أيضا مع البدر الذي وضع كرائد من رواد الإصلاح السياسي ومحاولة تشجيعه للإطاحة بوالده ولكن كل هذه المحاولات فشلت وبقيام ثورة يوليو في مصر اتجهت إليها أنظار الأخوان وتقربوا منها وأيدوا قادتها خاصة وكان في عضوية تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بحكم الملك فاروق في مصر ثلاثة ضباط ينتمون للجماعة إضافة لتعاطف اللواء محمد نجيب مع الجماعة غير ان ذكاء الرئيس جمال عبد الناصر وقوة نفوذه على مفاصل تنظيم الضباط الأحرار الذي شكل بعد الإطاحة بالملك مجلس قيادة الثورة حال دون سيطرة الإخوان على ثورة يوليو وكانت أزمة مارس 1954م خير شاهد على عمالة جماعة الإخوان وارتهانهم لمحاور استخبارية إقليمية ودولية ومنذ العام 1954م تبنت كل من بريطانيا وأمريكا وفرنسا مهمة استضافة الجماعة وقادتها وغذت حركتهم وانشطتهم وتبنت خطابهم وعملت على تسويقه وبتمويل سعودي وإيراني وغربي وتركي ودعم لوجستي حتى من الكيان الصهيوني بصورة غير مباشرة في البداية ثم بصورة مباشرة لاحقا ..
ما صرح به المدعو ( العديني) يذكرنا بحادثة حدثت لي شخصيا حين كنت ضمن كوادر حركة الثورة الفلسطينية في جنوب لبنان إذ زارنا ذات يوم من أيام العام 1989م أحد أبرز قادة الجماعة وهو الراحل عبد الله عزام وكان قادما من أفغانستان وجاء لجنوب لبنان بمهمة استقطاب شباب للجهاد في أفغانستان ..؟!!
عبد الله عزام عربي فلسطيني ينتمي لمنطقة صفد في فلسطين ..يؤمها دار حوار ساخن بيني وبيني خلال لقاء تم في المركز الثقافي في مخيم عين الحلوة الواقع على تخوم مدينة ( صيدا) وهي عاصمة الجنوب اللبناني ..في ذلك اللقاء الذي لن أنساه ولن أنسي تفاصيله جاء عبد الله عزام مرتديا الزي الأفغاني وكذلك مرافقيه وتحدث طويلا عن الجهاد وأصوله وقوانينه ومفهومه ..مؤكدا أن الجهاد في أفغانستان هو ضالة المؤمن و ( سنام الجهاد) وأنه فرض عين على كل مسلم ..بعد أن انتهى من كلامه رفعت يدي طالبا الأذن بالحديث فأذن لي كنت مرتديا الزي العسكري الفلسطيني وحامل سلاحي وبرفقتي مجموعة كبيره من الفدائيين وكنا ننتمي لأكثر من قطر عربي ..تحدتث عن تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال الصهيوني الاستيطاني وأن مشكلة الأمة وقضيتها المركزية هي فلسطين وأن الجهاد في أفغانستان ليس أولوية بل الأولوية الجهاد في فلسطين ..ومما قلت له أيها الشيخ الفاضل أنا مواطن عربي من اليمن لم آتي لهنا بحثا عن عمل اجني منه أرباح ولم أترك أسرتي إلا رغبة مني بالأسهام في تحرير فلسطين التي ومنذ وعيت للدنياء وأنا أسمع أبي وأمي وأفراد أسرتي يتحدثون عنها وعن أولى القبلتين وثالث الحرمين وعن المجازر الصهيونية وجرائم الغرب الداعم للصهاينة وخاصة بريطانيا وفرنسا وأخيرا أمريكا ..وأن البدلة العسكرية التي ارتديها ويرتديها رفاقي من حولي هي هدية من الأتحاد السوفييتي وكذا البيادات التي ننتعلها والسلاح الذي على اكتافناوالذي نواجه به جيش الاحتلال كل هذا من الأتحاد السوفييتي بما في ذلك الأطعمة وعلب البولوبيف التي نتناولها هي هدية من الأتحاد السوفييتي فيما جيش الاحتلال يواحهنا بأسلحة أمريكية وفنادق أم 16 وطائرات أف 16و أم كي وبالتالي أمريكا هي بالنسبة لي ولك ولكل أمتنا عدو أساسي لنا على خلفية دعمها ومناصرتها لعدونا الصهيوني ..وبما إنك تنتمي لمنطقة صفد العربية وهي لا تبعد عنا كثيرا يشرفنا يا شيخ أن تقودنا باتجاه فلسطين وحين نستكمل تحرير فلسطين ومقدساتها نعدك بأن نأتي خلفك مجاهدين حيث تشاء ..!!
طبعا تحدثت حديث طويل لكني هناء اختصر لكي أصل للخلاصة التي رد بها عبد الله عزام على حديثي إذ بعد شد وجذب وسخونة في الطرح ولو لم يكن رفاقي جولي ونحن مسلحين لكنا ذهبنا ضحايا لغضب الرجل ومرافقيه والموالين له من الجماعات الإسلامية الذين لم يكونوا حينها في موقف قوة داخل المخيم لينتهي الحوار بقول عبد الله عزام ( أنتم تقاتلوا على وطن ونحن نجاهد من أجل دين الله )؟!! دون أن ينسى وصفي ب ( العلماني والقومي ) وكأنها جرائم في ثقافة الرجل ..طبعا انتهى لقائه بالفشل ولم يتمكن من استقطاب إلا بعض أفراد من الجماعة الإسلامية رافقوه لأفغانستان ليعودوا لاحقا ليفجروا الأوضاع في ( مخيم نهر البارد) ..؟!!
هؤلاء هم الإخوان وهكذا يفكروا فلا تستغربوا او تندهشوا من كلام العديني فهناك لدى الإخوان ماوهو أخطر بكثير من كلام العديني وتاريخهم ملي بالخيانات والمؤامرات بل وجودهم في حد ذاته كان حصيلة مؤامرة وهم من تم تكليفهم بإنجاحها لكن رغم كل ما قام به الإخوان وما مارسوا وعملوا لك يتمكنوا من تحقيق المهمة التي كلفوا بها رغم كل جرائمهم ..!!
للموضوع صلة.. |