الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 14-أكتوبر-2018
ريمان برس -خاص -

رغم ما رافقها من صراعات سياسية وتصفيات داخلية شهدتها مكونات الجبهة القومية وأيضا تصفيات قامت بها الجبهة القومية ضد بقية المكونات الوطنية وأبرزها ما أقدمت عليه قيادات وكوادر الجبهة القومية من تصفيات دامية مؤلمة بحق قيادات وكوادر جبهة التحرير وخاصة ما حدث لكوادر جبهة التحرير يوم 30 نوفمبر 1967م أي يوم الاستقلال الذي نحتفل به كل عام فيما هناك من يرى في هذا اليوم رؤية أخرى _ بمعزل عن رحيل المستعمر _ الذي كان رحيله نتاج كفاح وطني وتضحيات جسيمة وانهارا من الدم وجبال من الجماجم قدمها شعبنا على مدى 139 عاما هي عمر الاستعمار البريطاني في بلادنا أو بالأصح في شطرنا الجنوبي إذ أن الثورة ومقاومة الاحتلال انطلقت شرارتها الأولى عام 1840م أي بعد عام واحد فقط من عمر الاحتلال وكانت جبال الحجرية المتأخمة لمدينة عدن هي حاضنة شرارة المقاومة والثورة ضد المحتل البريطاني وهي الشرارة التي لم تطفيها إلا شعلة الاستقلال في نوفمبر 1967م وبالتالي لم تكن 14 أكتوبر 1963م إلا حصيلة طبيعية لقرن وبضعة عقود من النضال وترجمة لفعل وطني كان قد سبق شرارة أكتوبر حين انطلقت أول قذيفة من ميدان شرارة في صنعاء_ التحرير حاليا _ باتجاه وكر الطاغية وعش الكهانة واسطبل الجهل والتخلف فكانت يوم السادس والعشرين من سبتمبر 62م مقدمة أولى لإنطلاق ثورة أكتوبر المجيدة ..
بيد أن ما نحتاجه اليوم من هذه المحطات هو التوقف أمام الأخطاء القاتلة التي جرفتنا والثورة من مسارنا الافتراضي نحو التقدم والتنمية والاستقرار والدولة الوطنية والمواطنة المتساوية إلى ما نحن عليه اليوم لافرق بين تدعيات سبتمبر وتداعيات أكتوبر فكلا المنحزين رغم عظمتهما ورغم الثمن الوطني الذي دفعه شعبنا في سبيلهما إلا أن الحدثين تعرضا لإنحراف كارثي ..إنحراف نتج عنه هذا التشوه الذي يعنون مسارنا الوطني الراهن _ الحامل لكل مؤبقات اللحظة ونزقها الدامي _هذا المسار الذي يجزم الكل إنه نتاج أخطاء تراكمية ناتجة عن غياب المشروع الوطني والرؤية السياسية والثقافية والفكرية التي تجسد وحدة الهوية والانتماء إضافة إلى غياب مشروع ومقومات الدولة التي غابت ثقافتها مقابل طغيان ثقافة _ السلطة _ التي بدورها خضعت أولا للرغبات _ الشطرية _ ثم جاءت _ سلطة الوحدة _ لتجتر معها كل مؤبقات النزوع الاستبدادي الفردي المحمول _ على أكتاف القبيلة وأعرافها _ والمؤسف أن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ورغم تقديسنا لها وتقديرنا لدماء شهدائها وتضحيات كل مناضليها إلا أن الثورة اليمنية بكل قيمها ومعانيهاواهدافها وأبعادها وتحولاتها الوطنية يمكن القول وبإختصار أن هذه الثورة التي لانزل نتغزل بها وسنظل إلا إنها واقعيا _ أنتهت أو سقطت في نوفمبر 1967م_ كمشروع وطني شامل بتحولاتها الثقافية والاجتماعية لتبقى مجرد حدث سياسي ومسمى وطني مفروغ من كل الأبعاد الثقافية المعبرة عن وحدة الهوية والانتماء اجتماعيا والحاضنة لمشروع الدولة الوطنية سياسيا ..
أن التوقف أمام الأحداث الوطنية ونقد سلبياتها هو أبرز وأهم عمل إيجابي وطني يمكن العمل عليه فالنقد من أجل البناء هو غاية وطنية وسلوك حضاري والاعتراف بالأخطاء حيث وجدت هو ذروة الفعل النضالي الوطني وإيقونته لأن بهذا السلوك الحضاري الراقي نستطيع فقط أن رؤية خيوط فجر المستقبل والتعامل معه بروح وطنية نقية من الأحقاد والضغائن والحسابات الخاطئة والرغبات والنوازع الثأرية بين المكونات الاجتماعية ..!!
لقد شكل نوفمبر 67م نهاية الحلم الثوري الوطني بكل ما يحمل هذا الحلم من نقاء ثوري وأهداف راقية وغايات وطنية تعبر عن التطلعات الجمعية لأبناء الشعب بما طبقاتهم خاصة أولئك الذين جعلوا من أنفسهم وقودا للثورة والتغيير متطلعين إلى غد وطنيا مشرق ..ليبدأ على أثر هذه النهاية السريعة للحلم الوطني مسار سياسي معجون برغبات الانتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة سواء في نطاق المكونات الوجاهية الاجتماعية أو في نطاق المسميات السياسية والحزبية التي جعلت جل أهدافها هو الانتصار لذاتها الحزبية بمعزل عن الذات الوطنية ..؟!!
لقد كانت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر حصيلة عمل نضالي كبير وطويل وشاق ومجبول بالمخاطر

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)