الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 28-أكتوبر-2018
ريمان برس -خاص -

تفاجأت بل وصعقت وانااتابع زيارة الوفد الصهيوني العالي المستوى الذي ظم إلى جانب وزراء الكيان وزوجته كل من رئيس  جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد ) ورئيس جهاز ( الشين بيت) الامن الداخلي ورئيس جهاز ( الشاباك) ومستشارالأمن القومي الصهيوني ونائيب رئيس الاركان لشئون العمليات في جيش الدفاع الصهيوني ..هذاالوفد وفي هذا التوقيت لايقتصرعلى تقريب وجهات النظر بين القيادة الفلسطينية وبين الكيان الصهيوني حول مسار العملية السلمية أوبالاصح حول بنود صفقة القرن التي تحاول واشنطن وحلفائها اتمامها مستغلين الظرف العربي الراهن الذي يفتقد للإرادة ويفتقد القدرة على فرض ارادة الحق او الدفاع عن مشروعية هذا الحق ..
يوسف بن علوي مسئول السياسة الخارجية العمانية زعيم جبهة تحريرظفار صديق باذيب وعبد الفتاح إسماعيل ورفيق وديع حداد وجورج حاوي وجورج حبش ومحسن إبراهيم وتشي جيفارا ولوران كابيلا وتلميذ محمود أمين العالم..؟! والذي وصف الزيارة بعبارة مختصرة وهي تقريب وجهة النظر بين قيادة السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني وهوتعبير أبعد ما يكون عن الحقيقة وغير مقبول حتى في سياق ذر الرماد في العيون  فالحكاية أبعد ما تكون عن هذا التوصيف العابر لزيارة غير عابرةلامن حيث قوامها ولا من حيث توقيتها ولا من حيث مكانها ..؟!
لم اكن يوما مراهنا على (قابوس) ونظامه ولم اكن ارى فيه صلاح الدين ولا جمال عبد الناصر او حافظ الاسد او صدام حسين او ياسر عرفات..بل لم يرتقي يوما بنظري عن أي حاكم عربي يعيش في كنف الحماية البريطانية الامريكية..لكن المثير في الأمر هو وقاحة الزيارة من حيث ترويكتها واعضائها وتوقيتها وربما المفاجئة تمثلت في الاعلان الوقح والسافر والغير متوقع كوننا اعتدنا على استمناء الخيانة والعلاقة مع الكيان الصهيوني لكن لم نعتاد ربما على خيانة وقحة وشفافة دون مراعاة لمشاعر الغالبية الشعبية العربية..بل اصدقكم القول ان زيارة الوفد الصهيوني للسلطنة تماهت صدمتها عندي بصدمتي بزيارة السادات للقدس..حدث مربك ترك الكثير من الحيرة والحسرة في نفس مواطن عربي ايا كانت مواقفه السياسية او قناعته الفكرية او كانت معرفته بدهاليز العمل السياسي العربي وإدراكه لحقيقة ارتهان النظام العربي الرسمي وخيانته لقضية الأمة ولهويته ولدماء ومعاناة شعوب الأمة التي تدفع من حياتها ثمن ارتهان انظمتها وثمن عمالة حكامها..لكن في المحصلة انا مواطن عربي يحز بنفسي هذا المجون بالخيانة او الإجهار المستفز بالعلاقة مع كيان استيطاني غاصب تربيت ونشأت وترعرعت على مقته وعلى مآساة الشعب العربي والأمة العربية وتخلفهما الحضاري على خلفية وجود هذا العدو الذي زرع في قلب الأمة وفي قلب الخارطة الجغرافية العربية ليكون حربة قاتلة ومسمومة في الجسد العربي حال دون قدرة هذه الامة على النهوض بواجبها الحضاري والتاريخي والتنموي وحال دون تقدمها العلمي والمعرفي وحال دون قدرة هذه الامة في الحفاظ على رسالتها او تاديتها كما يفترض وكما كلفت بها من رب السماء لتكون امة وسطاء تؤدي دورها الديني والحضاري والمعرفي..؟!
شعور مضطرب انتابني وانا اتابع الوفد الصهيوني واتابع ردود الأفعال الرسمية والشعبية عليها وهي ردود خجولة لا ترتقي لمستوى الحدث ولا لمستوى تبعاته الكارثية حتي خيل لي فعلا ان الخيانة اصبحت وجهة نظر وان لا ثوابت او معائير تحكم العلاقات العربية العربية..
بصورة فردية او جماعية رسمية او شعبية..نعم كحاكم عربي في زمن الانفلات العربي والمشاعية حد السفور الماجن من حق حاكم عمان ادارة كيانه كما يحلوا له لكن هناك ضوابط يفترض ان يلم بها حاكم عمان او أي حاكم عربي اخر بما في رأس السلطة الفلسطينية وهي ان فلسطين ليست ملكا لشعب فلسطين وانما هي ملكا لشعب فلسطين وللأمة العربية ويفترض ايضا الأمة الإسلامية وهذه الضوابط يفترض ان يستوعبها الحكام الذين عليهم ان يدركوا انهم ايا كانوا ومهما كانوا وكانت مكانتهم لن يكونوا بحجم وقوة وعظمة انور السادات كما هو نتنياهو لن يكون اخطر من بيجين او شارون او شامير او اسحاق رابين او شمعون بيريز كذلك قابوس عمان او اي حاكم غيره لن يكونوا اكثر دهاء من الملك حسين او الملك الحسن او بورقيبة وبالتالي فأن فلسطين هي لعنة على المتخاذلين وهي كذلك لعنة على كل من يحاول التفريط بسيادتها وحق شعبها بالاستقلال والعودة والتحرير الشامل من النهر الى البحر وهذا ليس خيار بل قدر وقدر نترقبه ولا يعنينا ان تنازل او توسط او سعى العملاء والخونة للتوسط وتقريب وجهات النظر كما يزعمون او أن ينافقوا على حساب قضية فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة التي ستعود يوما كاملة دون نقصان ولكن حين يتوفر لهذه الامة مقومات النهوض واولها توفر الإنسان الحامل لقيم الامة واخلاقياتها المؤمن بهويتها العارف بدورها ورسالتها ومن يمتلك الرجولة الكاملة قبل ارادة الفعل..ونحن في زمان لم نفقد فيه الكرامة بل نفتقد فيه لابسط معائير الرجولة فليس كل حاكم رجلا وليس كل نظام حافل بالرجال..كما ان النجاح والعظمة والبطولة ليس في التنمية وحياة الرفاهية كما يحلوا للبعض وصف النجاحات السياسية او القول ان النجاح والتنمية يتجسد في انظمة النفط الخليجي واعتبارها نموذجا للادارة الناجحة ان الصومال اكثر حرية وكرامة من سلطنة عمان وسورية عنوان الكرامة العربية والعروبة التي لم نجدها في كل انظمة الخليج..ان الكرامة هوية وموقف والعروبة قدر العرب الاقحاح وليس قدر اللقطاء القادمين من علاقات غير شرعية..
لاأشك مطلقا أن الضجة الإعلامية حول الصحفي خاشقجي ذات صلة وثيقة بصفقة القرن وقد اتخذمن خاشقجي قضية لإشغال الرأي العام العربي والعالمي والهدف تمرير صفقات في المنطقة وليس مجرد صفقة منفرده فالضمير العالمي ليس بهذه الحنية التي ظهر بها في قضية الصحفي السعودي الذي تم اختياره بعناية والتضحية به وفق مخطط مسبق ولغاية محددة واهداف متعددة للاحتوى المزدوج فالسعارالدولي حول مقتل خاشقجي يعبر عن حالة ابتزاز وقحة ظهر بها المجتمع الدولي الباحث عن مغانم جراء التعاطي مع قضية خاشقجي التي تتمحور حول مصالح دولية واقليمية مرجوة على خلفيات صفقات متعددة ذات صلة بقضية فلسطين وبدور ايران ومكانتها وبالمشهد النهائي العربي السوري وموقف النظام من صفقات المنطقة ويتصل الامر بالوضع في اليمن والمشهد الاخير وكيفية تشكيل اطيافه ومكانة دول  التنافس على زعامة الإقليم ايران..تركيا..السعودية..الكيان الصهيوني.. فيما حصيلة كل هذا مرتبط برضاء موسكو وواشنطن وهما رعاة اللعبة ومخرجيها ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)