الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 31-أغسطس-2019
ريمان برس - خاص -
في أغسطس عام 1992م وفيما اليمن تعيش في أوج انتصاراتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية والحزبية ، وفيما كان مجلس النواب يبث جلساته مباشرة عبر شاشة تلفزيوني صنعاء وعدن وعبر اثير الإذاعات الرسمية ، كتب عبد الرحمن الراشد رئيس صحيفة الشرق الأوسط - السعودية - الصادرة من لندن مقالا لازلت احتفظ به في مكتبتي قال فيه الراشد مخاطبا الشعوب في الخليج والنخب الاجتماعية بما معناه : عليكم يا أبناء الخليج أن لا تنخدعوا بما تشاهدوه في اليمن من أنشطة سياسة وعليكم أن لا تنبهروا بما يجري هناك من مظاهر خادعة للحرية والديمقراطية ، عليكم أن تلتفوا حول امراءكم وشيوخكم وتحمدوا الله عليهم فهم ادرى بحاجتكم واحرص على مصالحكم وعليكم طاعتهم والتمسك بهم وانتظروا ماذا سيحل باليمن . ؟!!
لم يدوم الأمر كثيرا حتى بدأت عملية تصفية الحسابات مع اليمن الارض والإنسان ، من قبل الأنظمة الخليجية التي تباينت أدوارها في استغلال التناقضات الداخلية اليمنية وصراعات شركاء الوحدة وانقسام الشارع السياسي بين مؤئد للمؤتمر ومؤئد الاشتراكي ، ناهيكم عن دخول القوى القبلية والشخصيات الوجاهية معترك الصراع السياسي موزعة نفسها بين هذا الطرف أو ذاك !!
في تلك الفترة كان المشروع الوطني الجامع غائبا كالعادة وكانت المصالح السياسية والحزبية هي الطاغية بين أطراف الصراع ، وكان المال الخليجي قد فرض نفسه وسعت أنظمة الخليج الى فرملة الطموح اليمني وإيقاف حركة التحولات الوطنية التي كانت قد انطلقت في اليمن ولكنها كانت بحاجة إلى قدر من التصويب والتسلح بمشروع وطني جامع يجمع عليه كل اليمنيين ، خاصة بعد أن كانت اليمن قد احتضنت ( مؤتمر الديمقراطيات الناشئة ) التي شاركت فيه العديد من دول العالم ومن القارات الخمس . الأمر الذي لاشك اثار غضب وحنق دول الخليج التواقة للثأر والانتقام من اليمن الارض والإنسان على خلفية إعادة الوحدة اليمنية بين شطرين الوطن وعلى خلفية دور وموقف اليمن رسميا وشعبيا من الاحتلال العراقي للكويت ورد فعل الشارع اليمني والنخب السياسية والحزبية تجاه ذلك الحدث ، الأمر الآخر كان متصلا بدور ومواقف القوى الفاعلة في المنطقة والمؤثرة والمعنية بهذا النطاق الجغرافي - يؤمها - وكانت هذه القوى تتمثل في واشنطن ولندن ، اللذان وبدافع من حساباتهما الاستراتيجية تركتا الأزمة تتصاعد بين الأطراف اليمنية وتركوا لادواتهما في الخليج التعبير عن مشاعرهما في احداث اليمن وخلافات اليمنيين ولكن إلى مدى محدد غير قابل للتجاوز وهذا المدى تمثل في ضرب الحزب الاشتراكي وتجريده من كل عوامل القوة والنفوذ باعتباره أحد ادوات الحرب الباردة وذراع من اذرع الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية وكان المطلوب التخلص منه والإبقاء على الوحدة وأن كانت هشه لاهمية ذلك فيما يتصل بمشروع تطويع الداخل اليمني وأعادة هيكلته وفق استراتيجية لندن - واشنطن ومصلحة المحميات الخليجية ؟!!
لم يكذب عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير صحيفة الشرق فيما ذهب إليه من القول ، وهو الناطق بأسم القصر الملكي السعودي والاكثر قربا من جهاز المخابرات الأمريكية ، إذ لم تمر سوى أشهر حتى بدأ السفير الأمريكي في صنعاء - حينها - أرثر هيوز - يعزف على أوتار الخلافات الداخلية اليمنية ، بادئا في تطبيق نظرية ( برنار لويس ) التي اعتمدها البنتاجون عام 1991م ولكن وفق قواعد الخطوة - خطوة ، فيما الفعاليات اليمنية لم تكن ترى في المسار غير رؤيتها الذاتية المتصلة بجدلية الربح والخسارة دون أن تمتلك رؤية وطنية ولم يكن النظام ليختلف عن معارضيه ، وكان حزب الإصلاح وحتى ذلك الحين يشكل جزءا من منظومة الحكم ولم يكن بعد قد انتقل لمربع المعارضة ، وكانت مشكلة الإصلاح حينها تتمثل في هيمنة الجناح ( القبلي ) عليه وعلى توجهاته ومواقفه يليه هيمنة الجناح العقائدي الذي لم يكن بدوره بعيدا عن الهيمنة القبلية بل كان جزءا منها ، وخلال الفترة 90/96م لعب الإصلاح دوره كذراع النظام في لعبة أدوار استاسدها الرئيس السابق ( صالح ) وكما سعى ( أرثر هيوز ) لتأجيج الصراع بين شريكي الوحدة لعب الإصلاح ذات الدور بايعاز من جناحيه القبلي والعقائدي ، وكان يمكن أن يحدث عام 1994م ما يحدث اليوم ، بنا في ذلك ( الانفصال ) وكان الانفصال - يؤمها - يمثل رغبة خليجية عارمة خاصة من قبل الامارات والسعودية والكويت ، باستثناء قطر التي التزمت بالموقفين البريطاني والأمريكي فيما سلطنة عمان التزمت الحياد كعادتها، لكن لندن وواشنطن لم تكونا ترغبان بالانفصال يؤمها بل كانت لهما حسابات اخرى لابد من التمهيد لها وتحقيقها لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى لكل من لندن وواشنطن ، ناهيكم أن واشنطن نصحت حلفائها في الخليج بعدم المغامرة بدعم انفصال اليمن قبل أن يتم ترتيب الخارطة المشتركة بين اليمن وجوارها الخليجي .!!
أستغلت الأطراف الخارجية غياب المشروع الوطني لدى فعاليات الداخل الوطني في اليمن سواء كانت سلطة أو معارضة وبدت في تمرير مخططات ( برنار لويس ) عبر شبكة واسعة من مسميات المجتمع المدني ومن خلال نخر المجتمع من الداخل وايضا من خلال احتوى النظام السياسي ، ولم يكن حزب الإصلاح بمعزل عن المشهد السائد حينها بل كان جزءا من لعبة نسجها الخارج تأمرا ونفذها الداخل غباءا . ؟!
يتبع غدا باذن الله

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)