ريمان برس - خاص -
دربت أكراد سورية وانشأت لهم جيشا تجاوز تعداده المائة ألف مقاتل ورجل أمن واهلت نخبة سياسة تعدادها بالمئات ونصبتهم مسئولين عن مناطق شرق الفرات ودفعت بهم لمواجهة النظام والجيش والدولة والشعب العربي السوري وعشمتهم بالاستقلال ، وبأكراد سورية غازلت واشنطن أكراد العراق الذين أحبطت محاولتهم الاستقلالية ووعدتهم بتعويظهم باستقلال أكراد سورية نكاية بدمشق وصدقت جماعة ( قسد ) المقلب وتنكروا لهويتهم العربية السورية ولدولتهم وقيادتهم وجيشهم ومؤسساتهم وسيادتهم ولوحدة ترابهم الوطني وتفال أكراد تركيا خيرا من هذه الورقة التي يمكن توظيفها لمصلحة قضيتهم ؟!
كانت واشنطن قد استغلت ورقة الأكراد في سورية ضمن روزنامة من الأوراق التي وظفتها واستخدمتها ضد الدولة والجيش والقيادة والسيادة العربية السورية ، وكان امل واشنطن هو نجاح بعض أو كل من أوراقها ضد دمشق ولكن دمشق بإرادتها وصلابة مواقفها وسلامة أدائها أسقطت كل مشاريع واشنطن وغير واشنطن ودافعت عن قرارها وسيادتها وعرت بل وفضحت كل المتأمرين وداعميهم وحذرت الأطراف الداخلية السورية مبكرا من الهرولة والتورط في مشاريع تستهدف وحدة وسيادة وقرار القطر وثوابته ولكن هناك من لم يتعض فتم سحقه عسكريا وهناك من راهن على دعم محاور نفوذ إقليمية ودولية كجماعة ( قسد ) أو جبهة النصرة والجولاني الذين راهنوا على المخابرات السعودية والصهيونية وقليلا على تركيا او جند الشام الذين تفلتروا من مسمى إلى اخر ورهانهم كان على قطر ورهان ( قسد ) على واشنطن ولندن واخير جماعة ( التركمان ) الذين يخوضون اليوم عدوانهم ضد وطنهم إلى جانب الجيش التركي ..
قطر صفت جيش الشام ، والسعودية والكيان الصهيوني تخلوا عن النصرة والجولاني ، وواشنطن تخلت عن ( قسد ) والاكراد وانسحبت لتجعلهم في مواجهة أعدائهم التاريخيين الاتراك وفكرة المنطقة الآمنة سقطت إلى غير رجعة فعاد الأكراد لدمشق مناشدين بدخول الجيش العربي مناطقهم لمواجهة الجيش التركي ،وطبعا وفق القانون الدولي ووفق كل التشريعات الدولية فأن الجيش التركي إذا واجه الجيش العربي السوري سيكون جيش معتدي وتسعى تركيا بكل ثقلها لتجنب المواجهة مع الجيش العربي السوري وتزعم أنها تواجه الإرهابيين وداعش ؟!
وبدا اليوم واضحا أن انقره تواجه وضعا محرجا وخطيرا في مناطق شرق الفرات والشريط الحدودي وتحديدا في مناطق انتشار الجيش العربي السوري الذي وضع تركيا في مأزق أمام المجتمع الدولي وأمام الداخل التركي ويبدو أن ورطة انقره في شرق الفرات ستقود إلى طي صفحة اردوجان وهذا ليس تكهن ولا تمني بل حقيقة يمكن استقرائها من خلال تداعيات الأحداث الراهنة وانعكاساتها على الداخل التركي وعلى الوضع الاقتصادي لتركيا .
بيد أن مواقف واشنطن في المشهد السوري لم تكن مفاجئة الا للاغبياء الذين يمرون أمام الأحداث مرور الكرام ، فواشنطن كانت تحاول إعادة سيناريو تعاملها مع أكراد العراق وطريقة توظيفهم ضد نظام الرئيس صدام في إسقاط نظام الرئيس بشار إذا فشلت بقية أوراقها ، وحين تساقطت أوراق واشنطن في سورية هرب ترامب بطريقة بهلوانية او على طريقة ابليس اني برئ منكم اني اخاف الله رب العالمين ، رغم محاولته في جعل الأكراد بمثابة حربة مزدوجة ذات حدين أحدهما يوجه للخاصرة التركية والأخرى للصدر العربي السوري إلا أن الأمر لم يتطابق فاضطر اولا للانسحاب ثم قال إعادة انتشار وترك الأكراد يواجهون مصيرهم أمام الجيش التركي وقال إن واشنطن حريصة على تحالفها مع الأكراد ..؟!
تناقض يعكس حالة الارتباك الأمريكي ليس في سورية بل في كل المنطقة ، فيما تكرار السيناريو الذي اعتمدته الدوائر الأمريكية بين العراق والكويت عام 1989م واسفر عن كارثة عام 1990م لم ينطبق على الحالة السورية التركية الأمر الذي وضع اردوجان ودولته وجيشه تقريبا أمام مواجهة دولية مفتوحة فيما التفهم الروسي لمخاوف تركيا ليس أكثر من رسالة سياسية دامية للأكراد الذين تمردوا في سوتشي الروسية وحاولوا فرض أمر واقع مدعوم بإسناد امريكي غربي وهو الإسناد الذي عجز في الاخير عن الوصول لأهدافه وأصبح يحتاج لمن يسنده فكانت روسيا هي الملاذ للغرب مع رجاء تخليصهم من الورطة في شرق الفرات وهكذا صارت الاوراق تتطاير من يد واشنطن لليد الروسي الذي أخذ يرتبها بكل هدوء وثقة ..فماذا بعد كل هذا بقى لحلفاء واشنطن من ثقة بحليفتهم العظمى ؟!
يتبع |