ريمان برس - خاص -
في غزوة الخندق وقدسبق وتحدثت عنها ولكن من زاوية العزيمة والإصرار عند المسلمين للحصول على النصر المبين.وعدم الإتكالية والركون على معجزات السماء.أو التقاعس في خوض المعركة لان فيهم رسول الله صل الله علية وسلم وان الله لامحالة لناصرة .بل كانت الهمم قوية والمعنويات مرتفعة والإستعداد لخوض المعركة والضفر بالنصر هو الهدف .ولم يتبادر في ذهن المسلمين الوجل والخوف من حشود العدو...
لكني اليوم سوف اتحدث عن جانب او زاوية اخرى من عبر وعضات غزوة الخندق لها علاقة بما اتحدث عنه في استراتيجية الامة العربية اليوم.ورداً على القائل ما الجدوى من وجود استراتيجية عربية والامة غير قادرة على تطبيقها بسبب ضعفها وهوانها وذلها.؟وان الامة اليوم غير قادرة على إيجادها بسبب هيمنة اعدائها عليها.؟.والحقيقة بكل تأكيد تقول غير ذلك.ولنا من غزوة الخندق عبرة.وقد اخترت غزوة الخندق تحديداً لتشابه ضروفها وضروف الامة العربية اليوم رغم مرور اكثر من 1400عام.هذا من ناحية ومن ناحية اخرى.لقد تم اتخاذ في هذه المعركة بين المسلمين والمشركين.استراتيجيتين متضادتين. وعمل بها اطرافي الحرب في ذلك الوقت...
اتبع المشركين استراتيجية التحالفات والتعاون المشترك للقضاء على الاسلام والمسلمين .تماماً كما يحدث اليوم من احلاف وتحالفات تحت اسماء مختلفة لمحاربة الامة والإستنزاف لاموال وثروات الامة...فتشكل حلف المشركين من جميع قبائل وأقيال وطوائف قريش وعُرف في حينه(تحالف الاحزاب)ضد الاسلام والمسلمين...فكان تحالف الاحزاب لكفار ويهود قريش هو بمثابة تحالف كوني ضد المسلمين مقارنة بالزمان والمكان والإمكانيات...ولكن هل هذا التحالف الكوني للمشركين في ذلك الزمان اخاف المسلمين.كما يخيف حلف الناتو مثلاً اليوم العرب؟بالطبع لا لم يخيفهم.ولم يرفعوا الرايات البيضاء للإستسلام والانبطاح كحال الامة العربية اليوم.والذين لم يكتفوا برفع الرايات البيضاء وحسب بل قام بعض الحكام العرب بملئ رايته البيضاء بمليارات الدولارات.وذهب بها الى واشنطن وعواصم الدول الغربية ليرفد خزائنهم بالاموال العربية ويعلن استسلامه وانبطاحه وتسليم رايته البيضاء بمافيها من اموال...بينما في غزوة الجندق حدث العكس تماماً .وكان المسلمين مع رسولهم الكريم عليه الصلاة والسلام .يعملون كاخلية. نحل هناك من يحرض المسلمين على القتال والدفاع عن انفسهم ودينهم ورسولهم.وهناك من كان يقوم بتدريب الجيش على القتال ومنهم من يمول ويدعم ويبذل الغالي والنفيس لشراء العتاد العسكري المتواضع.ومنهم يشخذ السيوف ومنهم من يصنع الرماح ومنهم من يقدم الدعم اللوجستي وووووالخ.الجميع يعمل الجميع يمهد للإنتصار.وهناك من كان يخطط ويدرس ويتعمق في التدقيق لضروف المعركة ونقاط الضعف والقوة.والتمعن في البحث عن حلول لنقاط الضعف عند المسلمين ليحولها الى مصدراً من مصادر القوة.وكان من بين هولاء صحابي جليل اسمه (سلمان الفارسي)رضوان الله عليه وعلى جميع الصحابة.ففكر باستراتيجية اسلامية ستكون سبباً في انتصار المسلمين.فتبلورة الفكرة في حفر (الخندق) وحمل فكرته وعرضها على رسول الله صل الله عليه وسلم..فرحب الرسول بالفكرة وأمر اصحابة بحفر الخندق. وكانوا من خيرة صحابة رسول الله وفيهم كبار الصحابه ومن المقربين له صل الله عليه وسلم.وبدوا بحفر الخندق وشارك رسول الله بديه الكريمتين بحفر الخندق حتى تبللت ملابسه من العرق.ولم يقولوا ان صاحب الفكرة غير معروف وليس من سادة القوم ولم يقولوا عليه انه ليس عربي ولامن خيرة قبائل قريش.ولم يتقول عليه الصحابه ولا رسول الله بكلام يسئ له رضوان الله عليه وعليهم جميعاً كما يحدث اليوم لكل صاحب فكرة ومشروع وإستراتيجية تخرج الامة العربية مما هي فيه من ذل وانبطاح واستسلام...فكرة الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه.عندما عرضها على الرسول والصحابة وجيش المسلمين بحفر الخندق لم يقول احد من الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً انها فكرة مستحيلة وانها فكرة سخيفة وانها فكرة بهامشقة وعناء وتعب .ولاجدوى منها.وان صاحبها يغرد خارج السرب ..بل رحبوا بفكرة سلمان وحفروا الخندق.
فكان حفر الخندق اول استراتيجية اسلامية لمواجهة استراتيجية المشركين من كفار قريش وتحالفاتها..
ومع تسلل اول فارس من قريش وإجتيازه الخندق..
(اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم الإستراتيجية الثانية).
وساتحدث عنهالاحقاً. يتبع |